تعتبر ضريبة القيمة المضافة من الأمور الهامة التي تحمل العديد من المنافع، ولكنها أيضًا قد تسبب أحيانًا بعض المشكلات، لذلك وجب التعرف على إيجابيات وسلبيات ضريبة القيمة المضافة وما هو تاريخها. وتولت هيئة الزكاة والدخل بالمملكة العربية السعودية مهمة تطبيق القانون الخاص بضريبة القيمة المضافة على الأشخاص وكذلك السلع والمنتجات، كما أنها هي من تكفلت بتحصيل الرسوم الخاصة بها.
تاريخ تطبيق ضريبة القيمة المضافة
بدأت الحكومة السعودية، في تطبيق قانون القيمة المضافة بدءًا من 1 يناير لعام 2018، حيث وقعت ضريبة قيمتها 5% على إجمالي سعر العديد من المنتجات والخدمات وكذلك السلع، وتم توقيع هذه الضريبة على مجموعة الأشخاص الذين يمتلكون أنشطة اقتصادية بهدف الربح، وبناءً على هذه الأرباح السنوية يتم تحديد نسبة الضريبة، وفي بعض الحالات يتم إعفائه منها.
وبعدها رفعت المملكة نسبة ضريبة القيمة المضافة لتصبح 15% بدلا من 5%، وكان هذا بدءًا من 1 يوليو لعام 2020، وتم تطبيق هذه النسبة على نفس السلع والخدمات والمنتجات السابق تحديدها من قبل الهيئة، كما عدلت الهيئة أيضًا بعض البنود الخاصة بالأشخاص والشركات الموقع عليها قانون الضريبة المضافة.
حيث أنها عدلت بعض الحالات الاختيارية التي يتم فيها الاختيار بين تسجيل في ضريبة القيمة المضافة أم لا، لكي تصبح إجبارية، وكانت المملكة قد اتخذت هذه الإجراءت وغيرها من أجل حماية الاقتصاد السعودي من الانهيار بعد أزمة كورونا التي اجتاحت البلاد وما نتج عنها من تداعيات ومشكلات مالية واقتصادية كبيرة. لذلك لجأت المملكة إلى رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة للمرور بهذه الأزمة بأقل الخسائر والأضرار الممكنة دون المساس باقتصاد الدولة.
ما هو الفرق بين الضريبة المباشرة وغير المباشرة
كلنا يعلم أن ضريبة القيمة المضافة واحدة من الضرائب غير المباشرة التي يتم تطبيقها من قبل الحكومة السعودية بالتعاون مع هيئة الزكاة والدخل، لذلك يبحث الكثير عن الفرق بينها وبين الضريبة المباشرة المفروضة عليهم.
الضريبة المباشرة
تقتصر مفهوم الضريبة المباشرة على أنها تلك الضريبة التي يتم فرضها من قبل الحكومة أو الجهة المختصة التابعة للحكومة على دخول ورواتب الأفراد أو ممتلكاتهم وكذلك ثرواتهم، وذلك من أجل تحصيل مبلغ مالي معين بشكل سنوي من الأرباح والعوائد السنوية لهؤلاء الأشخاص، وهذه الضريبة لا يتم نقلها إلى مؤسسة أخرى أو كيان أو شخص آخر.
الضريبة غير المباشرة
أما بالنسبة للضريبة غير المباشرة، فيتم تعريفها على أنها الضريبة التي يتم فرضها بناءً على الاستهلاك أو الشراء وكذلك الإنفاق للعديد من المنتجات والسلع والخدمات، أي أن هذه الضريبة يتم فرضها على المراحل المختلفة لصناعة وتوريد ونقل وبيع المنتجات المختلفة، ومن أمثلة هذه الضرائب ضريبة المبيعات وضريبة القيمة المضافة، بالإضافة إلى ضريبة الواردات.
بعد أن تعرفنا على الفرق بين مفهوم الضريبة المباشرة والضريبة غير المباشرة، وقبل أن نتطرق للحديث عن إيجابيات وسلبيات ضريبة القيمة المضافة، لابد من التعرف على الفروق الجوهرية بينهما، وهي:
الاختلاف الأول
الضرائب المباشرة يتم فرضها على الأفراد والمؤسسات التي تحقق أرباح كبيرة، بحيث لا يمكن التهرب منها بأي شكل من الأشكال، حيث تعتمد هذه الضرائب على القدرة على الدفع، فكلما زادت الأرباح السنوية للأشخاص أو المؤسسات تزيد نسبة هذه الضرائب.
أما بالنسبة للضرائب غير المباشرة تعتبر من الضرائب غير الإلزامية، حيث يتم دفعها فقط في حالة الحصول على الخدمات أو شراء المنتجات والسلع الموضوعة تحت بند ضريبة القيمة المضافة.
الاختلاف الثاني
الضريبة المباشرة يتم دفعها بشكل مباشر أو بمعنى آخر دون الحاجة إلى وسيط، حيث يدفع الفرد أو الشركة أو المؤسسة هذه الضريبة مباشرة إلى الجهات المعنية بذلك، مثل ضريبة الدخل وكذلك الحال بالنسبة للضريبة الموقعة على الأرباح السنوية للشركات والمؤسسات.
على عكس الضريبة غير المباشرة يتم دفعها من خلال طرف آخر أو وسيط، حيث يتم فرضها على السلع والخدمات المحددة من قبل الهيئة، والتي يتم تحصيل ضريبة القيمة المضافة عليها، حيث يدفع المستهلك المبلغ الإجمالي للسلعة بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة دون أن يشعر، بينما يدفعها صاحب المنتج نفسه للدولة ويحملها على المستهلك أو المشتري.
الاختلاف الثالث
من أهم الأمثلة التي يتم الاستعانة بها لتوضيح الفرق بين الضريبة المباشرة والضريبة غير المباشرة هي أنه في حالة توقيع رسوم على السلع والمنتجات قبل دخولها لكي يتم تحصيلها من قبل المستورد، والذي يحملها على المستهلك هي نوع من أنواع الضرائب غير المباشرة.
أما الضريبة التي يتم توقيعها على الشركة نفسها بناءً على الربح السنوي لها وتحصيلها من الشركة نفسها هي نوع من أنواع الضرائب المباشرة، ولهذا يجب حساب الربح السنوي للشركات بكل دقة.
وعلى أي حال فإن الضريبة التي تفرضها الحكومة على مراحل التصنيع والإنتاج والتوزيع هي ضرائب غير مباشرة، أما الضريبة التي يتم فرضها على الربح النهائي الصافي للشركة بعد خصم كافة التكاليف الخاصة بالإنتاج والاستيراد والتصنيع هي من أنواع الضريبة المباشرة.
ما هي إيجابيات وسلبيات ضريبة القيمة المضافة
يعتبر الحديث عن إيجابيات وسلبيات ضريبة القيمة المضافة من المواضيع الهامة التي يبحث عنها الكثيرين، لذلك وجب التطرق إلى الحديث عنها خلال السطور القليلة التالية:
إيجابيات ضريبة القيمة المضافة
لاشك أنه عندما تم تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة تم حل العديد من المشكلات والأزمات، ومن أهم الإيجابيات التي نتجت عن هذه الضريبة ما يلي:
- سد الثغرات أو الفجوات الضريبية، فوجود هذا النوع من الضرائب يعمل على تيسير وتبسيط كافة القوانين والتشريعات الضريبية، بالإضافة إلى العمل على رفع كفاءة التحصيل الضريبي للإيرادات، كما تساعد هذه الخطوة على الحد من مشكلة التهرب الضريبي التي تحدث بدون وجود ملموس، منها على سبيل المثال عمليات البيع والشراء من خلال الإنترنت.
- حماية المنتج الوطني.
- العمل على وجود الكثير من القبول بين المكلفين بدفع الضرائب من المواطنين السعوديين والأجانب المقيمين في المملكة العربية السعودية.
- تنظيم الأسواق المحلية.
- الحد من الممارسات الاستهلاكية السلبية.
- من وجهة نظر العديد من الأشخاص المكلفين بدفع ضريبة القيمة المضافة، أن هذا النوع من الضرائب هو أفضل بكثير من ضريبة الدخل وغيرها من الضرائب، لأنه باختصار يساعد على إبقاء رؤوس الأموال في أيدي المواطنين دون الحاجة إلى دفع ضرائب حتى يجين موعد شراء السلع والمنتجات، وهذا بدوره يساعد على تقليل الأعباء والمساعدة على توفير الأموال.
سلبيات ضريبة القيمة المضافة
تعتبر ضريبة القيمة المضافة من القوانين التي لها وجهان، فكما أنها عادت بالعديد من المنافع والإيجابيات، إلا أنه نتج عنها مجموعة من السلبيات، ومنها ما يلي:
- زيادة التكاليف خلال مراحل الإنتاج المختلفة، فكما نعلم أن ضريبة القيمة المضافة لا يتم فرضها بشكل إجمالي على السلعة الواحدة أو المنتج الواحد، إنما يتم تطبيقها على كل مرحلة من مراحل الإنتاج وحتى التوريد حتى وصولها إلى المستهلكين والمستفيدين، ما يؤدي إلى زيادة سعر المنتج الأساسي نتيجة تحصيل كل هذه المبالغ، وهذا بدوره يجعل الأمر قد يبدو أكثر تعقيدًا.
- عزوف رؤوس الأموال الأجنبية نتيجة زيادة الأسعار.
- الاضطرار إلى التهرب الضريبي، وهذه المشكلة تعود إلى الكثير من الأسباب منها على سبيل المثال التقليل من الأعباء الناتجة عن دفع ضريبة القيمة المضافة للعديد من المنتجات التي تمر بمراحل متعددة أثناء رحلة الإنتاج والتوريد، بالإضافة إلى عمليات البيع والشراء التي تتم بدون مستندات رسمية وخاصة لدى الشركات صغيرة الحجم ذات التعاملات المحدودة جدًا.
- ومن السلبيات المهمة حدوث تأثير كبير في السوق المحلي نتيجة تأثير في التدفقات النقدية والاستثمارية والتجارية، وهذا يؤثر بالطبع على ميزانية الدولة.