أصبح جو بادين مرشح الحزب الديمقراطي، هو الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية رقم 46، عقب فوزه على الرئيس رقم 45 دونالد ترامب. حاز بايدن على 306 صوتًا في المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتا حصدهم ترامب[1]، وبلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح المرشح الجمهوري 81 مليونا و283 ألفا و485 شخصا، وهو رقم لم يصل إليه أي رئيس سابق، وتفوق على أوباما الذي سبق وأن حصد 69 مليونا و498 ألفا و516 صوتًا. فمن هو جو بايدن؟ وما أبرز معالم مسيرته السياسية؟ وما أهم التوقعات في سياسته الداخلية والخارجية؟
سيرة جو بايدن بإيجاز
ولد جو بايدن (اسمه بالكامل: جوزيف روبينيت بايدن) في 20 نوفمبر عام 1942م في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، وهو أكبر أشقائه الأربعة، ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة كليمونت بولاية ديلاويرعام 1953[2]. تخرج بايدن في كلية الحقوق، وعمل في مجلس مقاطعة نيوكاسل، ثم صار خامس أصغر شخص منتخب في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1973، وأعيد انتخابه 6 مرات، وعمل كأستاذ مساعد في الحقوق في الفترة من (1991-2008).
بعد عام من انتخابه وقعت حادثة سيارة لزوجة بايدن، فلاقت مصرعها ومعها طفلتها التي كان عمرها عاما واحدًا، وأصيب ولداه، وفي عام 2015 فقد ولده على إثر إصابته بسرطان في الدماغ. في 2020م، فاز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ليكون بذلك الرئيس الأمريكي رقم 46.
الخبرة السياسية لدى جو بايدن
يبرز لدى جو بايدن اهتمامه بمسائل السياسة الخارجية، كما ترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مرتين، وقد ساهم في حل النزاع في إقليم كوسوفو في التسعينيات، وحثّ القوات الأمريكية على التدخل ضد القوات الصربية، وكان عضوًا في التجمع الدولي لمكافحة المخدرات.
في عام 1987، بعد أن نصّب نفسه كواحد من أبرز المشرعين الديمقراطيين في واشنطن، قرر بايدن الترشح لرئاسة الولايات المتحدة. ورغم ذلك فقد انسحب من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عقب ظهور تقارير تفيد بأنه قام بسرقة جزء من خطاباته.
جو بايدن نائبًا لأوباما
برز اسم جو بايدن بقوة عندما تولى منصب نائب الرئيس الأمريكي، وأشرف على حزمة مالية بلغت 840 مليار دولار أمريكي بهدف إنعاش الاقتصاد الأمريكي وتنشيط الاستثمار. كان بايدن ناصحًا للرئيس السابق باراك أوباما، وساهم في هندسة السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في سنوات فترة رئاسة أوباما، وقدم جهودًا مضنية لتوسيع الناتو ليشمل دول حلف وارسو السابقة في شرق ووسط أوروبا، وطرح رؤية في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2015 حول كيفية تنشيط حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقوية المؤسسات الديمقراطية في أوروبا، وإعطاء الأولوية للاستثمارات لتعزيز أمن الطاقة وتنمية العلاقات التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي. كما أدّى دورًا نشطًا في دعم إعادة التوازن للإدارة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
سافر بايدن إلى أكثر من 48 دولة، ومثّل الولايات المتحدة في عدد كبير من دول العالم، من بينها: مصر، وتركيا، وأفغانستان، وبلجيكا، والبرازيل، والصين، وكولومبيا، وألمانيا، وجواتيمالا، وإسرائيل، واليابان، وكينيا، والمكسيك، وباكستان، وبولندا، وسنغافورة، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وأوكرانيا.
أهم التوقعات في سياسته الداخلية والخارجية
فيما يخص السياسة الداخلية، فمن بين الرؤى والأهداف[3] التي يسعى جو بايدن لتحقيقها خلال فترة رئاسته: إيجاد حلّ حاسم ومتّزن للتعامل مع وباء كورونا والفيروس المسبّب له Covid-19، وسنّ مشروع قانون لمكافحة التلوث البيئي والاستغناء عن الوقود الأحفوري، ودعم التكافؤ الاجتماعي والمناخي.
أما عن السياسة الخارجية[4] فلدى بايدن خبرة واسعة في رسم السياسة الخارجية، وربما يحمل رؤى معاكسة تمامًا لترامب، فمصالح الولايات المتحدة من وجهة نظره ترتبط بالمؤسسات الدولية التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية، ويقوم على أساس القيم الغربية المشتركة. بالتالي من المتوقّع أن يدعم بايدن التحالفات العالمية الذي تتزعم فيها أمريكا حلفاءها في مواجهة التهديدات العابرة للدول، وسيعمل غالبًا على ما أفسده ترامب وما سببه من توتر في العلاقة مع الحلفاء مثل حزب الناتو، وكذلك سيعيد أمريكا للاتفاقيات التي انسحب منها ترامب، مثل اتفاقية المناخ، وسيعيد الانضمام لمنظمة الصحة العالمية.
سيكون هذا جنبًا إلى جنبٍ مع تقييد أو تجنب مبادرات السياسة الخارجية التي قد تضعف موقف بايدن في الكونجرس وداخل البلاد، والحفاظ على تحجيم الصين وعلاقتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة، إلى جانب حماية غرب المحيط الهادئ من غزو صيني غير محتمل، ومتابعة انسحاب القوات من الشرق الأوسط، ودعم الوفاق العربي الإسرائيلي، والمحاولات المستمرة للحد من الجهود الروسية للتوسّع من خلال نشر القوات والعقوبات.[5]
هوامش ومصادر
[1] المجمع الانتخابي يثبّت فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، موقع دويتش فيلا بالعربية، انظر الرابط: https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%AB%D8%A8%D9%91%D8%AA-%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/a-55941195
[2] Joseph R. Biden, Jr., U.S. GOVERNMENT PUBLISHING OFFICE, https://www.govinfo.gov/content/pkg/CDOC-114sdoc25/pdf/CDOC-114sdoc25.pdf
[3] جو بايدن .. سياسي “براغماتي” صالحه القدر أخيراً، موقع دويتش فيلا بالعربية، انظر الرابط: https://www.dw.com/ar/%D8%AC%D9%88-%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%8B/a-55532003
[4] باربرا بليت آشر، كيف سيغير جو بايدن السياسة الخارجية لأمريكا؟، https://www.bbc.com/arabic/world-54591346
[5] معضلة بايدن، مقال لجورج فريدمان.