في ذكرى اعتزال الماجيكو – هكذا صار أبو تريكة بائع السعادة
في ذكرى اعتزال الماجيكو - هكذا صار أبو تريكة بائع السعادة

“التسجيل مع المنتخب أهم من التسجيل مع ناديي، عندما رأيت الكرة تعانق الشباك علمت أن بلدي أصبح سعيدًا، وهذا شيء أفخر به للغاية”.[1] كان هذا أحد التصريحات التي نقلها الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عندما نُشر تقرير بعنوان ” أبو تريكة الأمير المصري المتوج”، وكان هذا في أعقاب فوز منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية عام 2008 بغانا. كان أبو تريكة قد أحرز هدف الفوز على الكاميرون في المباراة النهائية، لتحصد مصر على اللقب للمرة الثانية على التوالي. لطالما تسبب أبو تريكة في إسعاد مشجعي كرة القدم في مصر، ولهذا استحق أن يطلق على أبو تريكة بائع السعادة. في السطور التالية نلقى الضوء على عدد من المحطات البارزة في حياة “الماجيكو”، وإنجازاته التي يصعب أن ينافسه عليها أحد.

مسيرة أبو تريكة بائع السعادة

مع الشواكيش

كان اللعب للنادي الأهلي حلم الطفولة منذ بواكير مسيرة أبو تريكة بائع السعادة، لكنه قوبل بالرفض في اختبارات الناشئين والسبب ضعف بنيته، ذهب أبو تريكة إلى اختبارات نادي الترسانة في ميت عقبة، وسارع مسئولو الترسانة للتعاقد معه لما ظهر عليه من علامات تُنبئ بموهبة كروية وخوفًا من أن يعبر أبو تريكة الطريق نحو القلعة البيضاء منضمًا لنادي الزمالك[2].

أبو تريكة مع الترسانة
أبو تريكة مع الترسانة

أظهر أبو تريكة مهارات وقدرات فائقة في مراحل الناشئين، وانضم إلى الفريق الأول في مرحلة مبكرة، وعلى الرغم من أن نادي الترسانة كان يتنقل بين الدوري الممتاز ودوري المظاليم، إلا أن موهبة أبوتريكة كانت سببًا في انضمامه للمنتخب الأوليمبي الذي كان يخوض تصفيات أوليمبياد سيدني 2000، وفي عام 2001 انضم إلى المنتخب الأول تحت قيادة الجنرال محمود الجوهري قبل مباراة إستونيا الودية، وهنا تظهر موهبة أبوتريكة فقد انضم إلى المنتخبين الأوليمبي ثم المنتخب الأول وهو لاعب في فريق يحتل المراكز الأخيرة في الدوري حينًا ويهبط إلى دوري المظاليم حينًا آخر.

الانضمام للأهلي

عرض نادي الزمالك على أبو تريكة الانضمام لصفوفه إلا أن أبو تريكة يحكي أنه رفض الانضمام إلى نادي الزمالك، وكان حسام البدري أول من تواصل معه من النادي الأهلي، إلا أن التوقيع على العقود تم بواسطة الكابتن محمود الخطيب دون أن يطلب “الماجيكو” أي امتيازات، بل إنه وقع دون أن يقرأ العقد من الأصل، وتحقق حلم الطفولة على كبر بانضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء في النصف الثاني من موسم 2003 – 2004، حين عاد مانويل جوزيه لتدريب الأهلي من جديد. الجدير بالذكر أن أبو تريكة سبق وواجه الأهلي تحت قيادة جوزيه في فترة تدريبه الأولى عام 2001، ويومها كان يحذر جوزيه لاعبيه من لاعب مهم في الترسانة اسمه “أبو تريكة”.

اعتمد جوزيه على أبو تريكة بشكل أساسي في مركز لاعب الوسط المهاجم، وساهم في تطويره بدنيًا وفنيًا، ونمت العلاقة بينهما لدرجة أن وصفه جوزيه بأنه أفضل لاعب رآه في حياته، وفي موضع أخر وصف أبو تريكة بأنه كان يصنع ألعابًا لا يتوقعها أحد، كان شبيها بالساحر الذي يخرج الأرنب من قبعته.

المشاركة الدولية

كما ذكرنا فالمشاركة الأولى لأبوتريكة مع المنتخب الأول كانت تحت قيادة الجوهري في مباراة أستونيا الودية عام 2001، وانتهت بالتعادل 3-3، ويومها شارك أبوتريكة لمدة 18 دقيقة فقط، ولم يشارك أبو تريكة في بطولة الأمم الإفريقية 2002، وتوقف ضمه إلى المنتخب في فترة تدريب محسن صالح، إلى أن جاء الإيطالي تارديللي الذي ضم أبو تريكة وجعله عنصرًا أساسيًا في المنتخب خصوصًا في تصفيات كأس العالم 2006، والتي بدأها تارديللي ولعب فيها الدور الأول كاملً قبل أن يرحل عقب الهزيمة من ليبيا، وشارك أبو تريكة في كل هذه اللقاءات.

إحصائية توضح مشاركات أبوتريكة الدولية (عدد المشاركات، عدد الأهداف، صناعة الأهداف، زمن المشاركات)
إحصائية توضح مشاركات أبوتريكة الدولية[3] (عدد المشاركات، عدد الأهداف، صناعة الأهداف، زمن المشاركات)
رحل تارديللي وتولى الكابتن حسن شحاتة تدريب المنتخب، وإن كان الصعود إلى المونديال أصبح صعب المنال، فالحصول على كأس الأمم الإفريقية كان مطلبًا مشروعًا وقتها جماهيريًا، لا لشيء إلا لكون البطولة مقامة على أرض مصر، واستمر شحاتة على نهج تارديللي في الاعتماد على أبو تريكة كلاعب أساسي لا يمكن الاستغناء عنه.

https://www.youtube.com/watch?v=OpcAF_YnUYY

شارك الماجيكو في كأس الأمم الإفريقية بطولتي 2006 و2008، في 11 مباراة أحرز فيها 6 أهداف، وصنع هدفًا، وكان عنصرًا حاسما في اقتناص اللقب في المناسبتين، في الأولى بإحراز ضربة الترجيح الأخيرة، وفي الثانية بإحراز هدف الفوز، ليصبح أبو تريكة حامل لواء السعادة والبهجة في قلوب عشاق الكرة المصرية، ويرتبط اسمه باللحظات الحاسمة.

بلغ مجموع مشاركات أبوتريكة ضمن 3 تصفيات لكأس العالم شارك فيها: 25 مباراة، وأحرز فيها 14 هدفًا وصنع 7، وفي تصفيات كأس الأمم شارك في 10 لقاءات، أحرز فيهم هدفًا وصنع أخر، وشارك مرة وحيدة في كأس القارات عام 2009، وصنع 3 أهداف، هدفي محمد زيدان في مرمى البرازيل، والركنية التي أحرز من خلالها محمد حمص هدف الفوز على إيطاليا. أما عن المباريات الودية فقد شارك أبو تريكة في 45 مباراة أحرز فيها 16 هدفًا، وصنع 6 آخرين.

مهارات أبو تريكة

نقترب أكثر من الجوانب الفنية والمهارية؛ لنرى كيف وصل أبوتريكة إلى هذا المستوى الذي يصعب تكراره. يمكن إجمال أهم نقاط قوة أبو تريكة فيما يلي:

اللياقة البدنية

من البديهي لمحبي وعشاق مرة القدم أن يقارنوا ببين لاعبي المركز الواحد، ويفاضلوا بينهم. ولما كان أبو تريكة يلعب في مركز الوسط المهاجم، خلف رأسي الحربة، فالمقارنة ستكون بينه وبين لاعبين كبار، مثل وليد صلاح الدين في الأهلي، وحازم إمام في الزمالك، وعبد الستار صبري في المنتخب، وغيرهم.

لسنا الآن بصدد الحديث عن الأفضل، لكن بمناسبة حديثنا عن أبو تريكة لنا أن نتساءل: بماذا تفوق أبو تريكة على غيره في نفس مركزه؟ فهو لم يكن في مهارة عبد الستار صبري الذي وصفه حازم إمام – إمام الموهبين كما لقبه ميمي الشربيني- بأن عبد الستار هو الأكثر مهارة في جيله. ويجيبنا عن هذا السؤال وليد صلاح الدين، الذي نزل بديلا لمحمود الخطيب في مباراة اعتزاله؛ حيث يذكر وليد في لقاء تليفزيوني أن كل اللاعبين الموهوبين من أبناء جيله، مثل حازم إمام وقبله حمادة عبد اللطيف قد أهملوا في حق أنفسهم، ووحده أبو تريكة الذي تفوق في هذا الأمر، وهو الاهتمام باللياقة البدنية، لكي يتم استغلال الموهبة والقدرات الفنية الاستغلال الأمثل.

يحكي وائل رياض أن جوزيه كان يضعه في مواجهة أبو تريكة في التمرين، وكان جوزيه يطلب من أبو تريكة أن يؤدي 200 عدة من تمرين البطن، وهو ما جعله يتمتع بلياقة عالية، فكان غالبًا ما يلعب المباريات بأكملها، وحقق خلال 10 سنوات عديد من الإنجازات مع النادي الأهلي والمنتخب المصري.

https://www.youtube.com/watch?v=RC-Os9Puo5Q

نقل الهجمة بسرعة من منتصف الملعب إلى مرمى الخصم

تمتع أبو تريكة بمهارة ميزته عن غيره، فقد كان يوظّف سرعته في الجري بالكرة، في نقل الهجمة بسرعة من نصف الملعب ويستغل المساحات الفارغة وهو في كل هذا كاشفٌ للملعب، يرى زملاءه ويرى المرمى. بل ربما أكمل بنفسه الهجمة وسدد في اتجاه المرمى، كما فعل في هدفه الأول في مرمى الزمالك في موسم 2003 – 2004. وربما مررها لزميل، وربما تبادل الكرة مع زميل له، إلى أن يصل إلى المرمى، كما في هدف عماد متعب حينما تبادلا الكرة سويًا، إلى أن أحرز متعب هدفه في مرمى انيمبا النيجيري في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال إفريقيا عام 2005.

الجمع بين صناعة الأهداف وتسجيلها

في خلال 3 مواسم ونصف الموسم، نجح أبو تريكة في تسجيل 28 هدفًا مع نادي الترسانة، بداية من موسم 2001 وحتى انتقاله إلى الأهلي في يناير 2004. وفي خلال مسيرته مع الأهلي سجل 78 هدفًا في مباريات الدوري، و12 هدفًا في مباريات الكأس، و36 هدفًا خلال مشاركاته الإفريقية مع الأهلي. أما عن صناعة الأهداف فقد صنع 23 هدفًا على المستوى المحلي، كما صنع 17 هدفًا على المستوى الإفريقي[4].

على صعيد المنتخب في خلال 10 سنوات لعب الماجيكو ما يزيد عن 100 مباراة دولية، أحرز خلالها 38 هدفًا، وصنع 22 هدفًا لزملائه في المنتخب، ليبلغ مجموع أهدافه 195 هدفًا، ومجموع ما صنع 62 هدفًا. لذا فقد تفوق أبوتريكة الذي يلعب خلف المهاجمين – وليس مهاجمًا صريحًا- على أبرز رؤوس الحربة في جيله، مثل عماد متعب وعمرو زكي.

توظيف جميع أجزاء القدم والرأس

يستخدم لاعبو الكرة 3 أجزاء من القدم لضرب الكرة، وجه القدم وباطن القدم، وخارج القدم، وقد أتقن أبو تريكة لعب الكرة بالأجزاء الثلاثة بكلتا قدميه، علاوة على رأسه التي كان يُحسن استخدامها في إحراز الأهداف، يُضاف على ذلك أنه كان يتقن ركل الكرة من الجهة التي تساعده لتحقيق غرضه.

يمكننا أن نضرب عدة أمثلة لأهداف أحرزها أو صنعها أبو تريكة وظهرت مهارات في استثمار جميع أجزاء القدم والرأس:

هدف عمرو زكي في مرمى السنغال في مبارة الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2006، لعب الراحل محمد عبد الوهاب رمية التماس بقرب الراية الركنية جهة اليسار، ترك أبو تريكة الكرة تتقافز  أمامه مرة واثنين وفي الثلاثة ضربها بمهارة من أسفل داخل المنطقة، لم يحتج عمرو زكي أكثر من أن يقابلها بجبهته لتذهب الكرة إلى المرمي بمنتهى القوة، هنا تظهر براعة أبو تريكة في توجيه الكرة وركلها من أسفل بالطريقة التي يحقق بها هدفه، عرضية متقنة تسببت في هدف صعد بالمنتخب إلى المباراة النهائية، بجانب هذا فأبو تريكة لديه القدرة على رفع رأسه وأن يمد بصره ليستكشف الملعب ويتعرف على موضع زملائه ليحدد إلى من سيلعب الكرة.

من ذلك أيضًا إتقان أبو تريكة للضربات الثابتة، فخلال مسيرته أحرز 14 هدفًا من ضربات ثابتة، وتمتع بدقة تصويب عالية، وكان يتدرب عليها كثيرًا خلال التمارين.

الثبات الانفعالي أمام المرمى

أحد مميزات أبو تريكة ثباته الانفعالي في المواقف الصعبة. كثيرًا ما تؤدي الصدفة أن يجد المهاجم الكرة أمامه في منطقة الجزاء بصورة مفاجئة، وهو موطن يظهر فيه مدى الثبات الانفعالي للاعب وسرعة رد فعله. في مباراة الزمالك موسم 2005، يسدد أحمد حسن استاكوزا الكرة قوية في اتجاه المرمى، فيضع أبو تريكة قدمه اليسرى بحنكة ليغير مسارها في اتجاه المرمى، وفي مباراة أخرى أمام الزمالك تخرج الكرة من وسط الزحام ليجد نفسه منفردًا فيحرك قدمه في الهواء ليذهب بحارس الزمالك محمد عبد المنصف في ناحية ليضع تريكة الكرة في ناحية أخرى، وفي مباراة ثالثة يصوب شريف عبد الفضيل الظهير الأيمن تسديدة قوية في اتجاه المرمى، فيمد أبو تريكة برأسه فيحولها في مرمى عبد الواحد السيد.

حلم المونديال الضائع

فاز أبو تريكة بجميع البطولات الممكنة مع النادي الأهلي، فعلى المستوى المحلّي نال ألقاب الدوري والكأس والسوبر، وعلى المستوى الإفريقي فاز بدوري أبطال إفريقيا في 5 مناسبات، وكذلك السوبر الإفريقي، ومع المنتخب المصري حاز على لقب كأس الأمم الإفريقية مرتين عامي 2006 و2008، لكنه لم يظفر بالمشاركة في كأس العالم.

شارك مع المنتخب في 3 تصفيات لكأس العالم أعوام 2006، و2010، و2014، وكان عنصرًا أساسيًا مع كل من تارديلي وحسن شحاتة وبرادلي، وكانت أهدافه مؤثره، فأحرز في السودان وكوت ديفوار وبنين في المباريات الأولى لتصفيات عام 2006، وفي عام 2010 أحرز هدفه الشهير في مرمى الكونغو في الدور الأول من التصفيات، وهو ما أهل المنتخب للمرحلة الثانية، لكن لم يسعف شحاتة الحظ وخسرت مصر في المباراة الفاصلة أمام الجزائر.

الفرصة الأخيرة لمشاركة أبو تريكة في المنتخب كانت مع الأمريكي برادلي، الذي قاد المنتخب بنجاح إلى المباراة الأخيرة قبل أن تتلقى مصر خسارة كبيرة من المنتخب الغاني بـ 6 أهداف مقابل هدف لأبوتريكة.

ربما يكون اختيار هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي لأبو تريكة للمشاركة في أوليمبياد لندن قد شكّل نوعًا من التعويض، وأبلى بلاءً حسنًا بصحبة عماد متعب وأحمد فتحي من الكبار، وأحرز هدفين في الدور الأول، وشكّل مع محمد صلاح ثنائيًا ناجحًا وقتها، وأكمل هذا الثنائي المشوار مع المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم لكن لم يسعفه الحظ كما ذكرنا بالأعلى.

دائمًا في الموعد .. أبرز أهداف أبوتريكة الحاسمة

كان أبو تريكة موفقًا في إحراز الأهداف الحاسمة في الأوقات الصعبة. الأهداف التي تتسبب بشكل مباشر في اقتناص الألقاب وحسم البطولات وتقرير مصير الفريق أو المنتخب. إليك أبرز هذه الأهداف:

  • هدفه الأول في مرمى النجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2005، حينما استلم الكرة وظهره باتجاه المرمى، فراوغ بجسده واستلم الكرة ودار بجسده ومهد لنفسه قبل أن يسدد الكرة في اتجاه المرمى محرزًا الهدف الأول للنادي الأهلي، انتهت المباراة وقتها بـ 3 أهداف مقابل لا شيء.
  • ضربة الجزاء الأخيرة في نهائي كأس الأمم الإفريقية عام 2006 في مرمى كوت ديفوار، الطريف أنه لم يكن يعلم أن هذه الضربة هي الأخيرة وأن نجاحه في التسجيل يحسم اللقب للمنتخب المصري.
  • هدفه الأشهر في الدقيقة 92 في الملعب الأوليمبي برادس في مرمى الحارس أحمد الجوواشي، حينما بادر الكرة التي أخرجها برأسه مدافع الصفاقسي من منطقة الجزاء وسدد الكرة بيسراه على يمين الحارس، ليضيف إلى النادي الأهلي لقبًا من أغلى الألقاب في لحظة من أصعب اللحظات.
  • هدفاه في مرمى كلوب أمريكا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث بكأس العالم للأندية باليابان عام 2006، أحرز الهدف الأول من ضربة ثابتة، والهدف الثاني قبل نهاية المباراة بقرابة 10 دقائق، حين لعب الكرة لفلافيو وهو خارج المنطقة فأعادها له الأخير داخل المنطقة ليسددها أبو تريكة محرزًا هدف الفوز، ليفوز الأهلي بالمركز الثالث.
  • هدفه في مرمى الحارس الكاميروني كاميني في نهائي كأس الأمم 2008 بغانا، وفيه وصلت الكرة لأبوتريكة بصعوبة من محمد زيدان بعد سجال مع سونج قائد المنتخب الكاميروني، لعبها أبو تريكة بمهارة بباطن قدمه اليمنى من اللمسة الأولى زاحفة أرضية على يسار الحارس جالبًا اللقب للمنتخب المصري في الدقيقة 77 .
  • أبوتريكة وفرحة إحراز الهدف في مرمى الكاميرون
    أبوتريكة وفرحة إحراز الهدف في مرمى الكاميرون
  • هدفاه في مرمى أورلاندو بيرتس في نهائي دوري أبطال إفريقيا، ذهابًا في جنوب إفريقيا من ضربة ثابتة، وإيابًا بعدما ضلت تسديدة عبد الله السعيد الطريق بعد اصطدامها بقدم أحد المدافعين، ليوقفها أبو تريكة ويسددها بسرعة رد فعله وثباته الانفعالي المعهودين في اتجاه المرمى، ليحرز آخر أهدافه في حياته الكروية.

المعلب المالي .. مباراة لا تُنسي

جلس أبو تريكة على دكة الاحتياط في هذه المباراة التي خاضها النادي الأهلي تحت قيادة مانويل جوزيه، وكان الأهلي قد خسر لقاء الذهاب بنتيجة 1-0، وازدادت صعوبة المهمة بعد إحراز الفريق المالي لهدف في الشوط الأول، ومن ثم وجب على الأهلي إحراز 3 أهداف ليتمكن من الصعود بمجموع المباراتين.

في الشوط الثاني دفع جوزيه بأبو تريكة كبديل، ولم تمر دقائق إلا وأحرز تريكة الهدف الأول للأهلي من ضربة ثابتة من خارج منطقة الجزاء، ليتعادل الأهلي في الدقيقة 54، ثم يحتسب الحكم ضربة جزاء في الدقيقة 81، يحرز منها أبو تريكة الهدف الثاني. وفي الدقيقة 87 بدأ هجمة من منتصف ملعب الفريق المنافس، ومررها إلى سيد معوض ناحية اليسار ويدخل سريعا إلى منطقة الجزاء، فأرسل معوض عرضية داخل المنطقة فتسلمها متعب على صدره ثم باغت أبو تريكة الجميع بتسديد الكرة داخل المرمى ليحرز الهدف الثالث للنادي الأهلي، ليصعد الأهلي لدور المجموعات، ثم يكمل مسيرته إلى الفوز بلقب دور أبطال إفريقيا عام 2012.

أبو تريكة في سطور

  • محمد محمد محمد أبو تريكة.
  • ولد في 7 نوفمبر 1978، بقرية نهيا بمحافظة الجيزة.
  • لعب لنادي الترسانة وهو في سن 13 عامًا.
  • انضم للنادي الأهلي في يناير 2004.
  • حصد جائزة أفضل لاعب في مصر 4 مرات.
  • ثاني أفضل لاعب إفريقي في عام 2008.
  • أحسن لاعب في إفريقيا في استفتاء BBC.
  • نال جائزة أفضل لاعب محليي في إفريقيا في 4 مناسبات: 2006، 2008، 2012، 2013.
  • تم اختياره ضمن أفضل 11 لاعبا إفريقيا في 3 مناسبات: 2006، 2008، 2012.
  • أحرز لقب الدوري المصري مع النادي الأهلي 7 مرات.
  • أحرز كأس مصر مع النادي الأهلي مرتين.
  • أحرز كأس السوبر المصري 6 مرات.
  • أحرز دوري أبطال إفريقيا 5 مرات: 2005، 2006، 2008، 2012، 2013.
  • أحرز كأس الخليج للأندية خلال فترة إعارته لنادي بني ياس الإماراتي.

لم يكن أبو تريكة نجمًا عاديًا، بل فاق إنجازاته ونجاحاته الكثير من اللاعبين سواء في عصره أو في غير عصره، وتخطت جماهيرته حدود مصر ليصير واحد من أكثر اللاعبين شعبيًا في العالم العربي، كما أنه وصف بأنه أفضل لاعب مصر وإفريقي لم يلعب في أوروبا.

هوامش ومصادر

[1]Aboutrika, Egypt’s crown prince, FIFA website, https://www.fifa.com/confederationscup/news/aboutrika-egypt-crown-prince-689327

[2] محمد يسري، سنوات تكوين أبو تريكة في الترسانة.. إتقان اللعب بوجه القدم والفوز ببطولة الجمهورية على حساب الزمالك، موقع في الجول، انظر الرابط: https://www.filgoal.com/articles/397767

[3] Mohamed Aboutrika Profile, https://www.transfermarkt.com/mohamed-aboutreika/profil/spieler/38165

[4] أحمد توفيق كمال، شيكابالا أفضل من أبو تريكة: حقيقة أم كذبة؟، موقع إضاءات، انظر الرابط: https://www.ida2at.com/chikabala-is-better-than-abu-trika-truth-or-lie/