يتناول الإعلام الكويتي لفظًا دارجًا عن مجموعة من السكان وهم البدون في الكويت، وذلك في مختلف نشرات الأخبار، ويتنادى بهذا الاسم في مناطق معينة داخل الكويت.

ففي هذا المقال سنتعرف سويًا على تعريف من هم البدون في الكويت وما هم جنسياتهم وما هي حقوقهم والمعاناة التي يعانيها البدون في دولة الكويت أو غيرها من الدول الأخرى.

تعريف البدون في الكويت

يطلق لقب البدون في الكويت للأشخاص الموجودين داخل الحدود الكويتية ولا يحملون الجنسية الكويتية أو أي جنسية أخرى لأي دولة في العالم، ويعد لقب البدون هو اختصارًا لكلمة بدون جنسية، ليس فقط دولة الكويت هي من تحمل أشخاص ليس لهم جنسية، ولكن انتشر البدون في العديد من الدول الأخرى.

وفي الكويت تجد أصول مختلفة موجودة في الكويت حاملي لقب بدون منهم من أصلهم كويتي ومنهم هندي ومنهم بنغالي والعديد من الأصول المختلفة ولكنهم في النهاية غير حاملين لأي جنسية.

تاريخ البدون في الكويت

كما نعلم أن دولة الكويت كانت إحدى الدول التابعة للاستعمار البريطاني، وفي أواخر الخمسينات أعلنت بريطانيا نيتها في الانسحاب من دولة الكويت، فبدأت الكويت بإصدار عدة قوانين خاصة بها مثل قانون الجنسية الكويتية وذلك في عام 1958 ميلادية والعديد من القوانين الأخرى التي تجعل الكويت دولة مستقلة ذات سيادة وكيان مستقلين.

كما تم تأسيس برلمانًا صاحب سلطات محدودة وإنشاء صحافة شبه حرة وأخرى حرة بشكل كامل، حتى جاء يوم الإثنين الموافق 19 يونيو لعام 1961 بإعلان للعالم أجمع أنه يوم الاستقلال الكويتي، وتم كتابة الدستور الكويتي والموافقة عليه في شهر نوفمبر للعام الذي يلي عام الاستقلال أي في عام 1962 ميلادية.

ومن ثم بدأ إجراء أول انتخابات لمجلس الأمة الكويتي في عام 1963 ميلادية، وفي أثناء كل هذه الأحداث التاريخية المهمة في الكويت كانت هناك فئة من السكان يعيشون في البادية ولم يتقدموا للحصول على الجنسية الكويتية منذ إعلان قانون الجنسية الكويتية.

وبمرور الوقت أصبحوا هؤلاء الفئة من السكان لا يحملون أي وثيقة رسمية من دولة الكويت تدل على جنسيتهم فاطلقوا عليهم في الكثير من الوثائق الرسمية عدة أسماء اختلفت على مر السنين مثل لقب غير كويتي أو بدون جنسية وفي الفترة الأخيرة استقرت الحكومة الكويتية على إطلاق لقب مقيم بصورة غير شرعية على تلك الفئة من السكان، وذلك في السجلات الكويتية الرسمية.

ومنذ الثمانينات في القرن الماضي بدأت الحكومة الكويتية في عمل تضييق شامل لكل من هو بدون جنسية والتعامل معهم كأنهم سكان غير شرعيين لا يمتلكون أي حقوق في هذه الدولة، حتى أن البدون بعد غزو العراق اتهموا من قبل السكان الشرعيين والحكومة الكويتية بعدم انتمائهم للوطن.

وجاء هذا الرأي بسبب تأييد البعض منهم للغزو العراقي على الكويت، على الرغم من وجود عدد ليس بالعدد القليل شارك بالفعل في الحرب على العراق من أجل استرداد الأراضي المحتلة من قبل صدام حسين، ومات منهم بالفعل أشخاص يحملون راية الكويت، وبسبب كل هذا هاجر الكثير من البدون أرض الكويت لبلدان أخرى خاصة من يحملون المؤهلات العليا.

وعندما أصدر أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في بداية الألفية الجديدة مرسومًا ملكيًا بمنح ألفي شخص من البدون الجنسية الكويتية لإنقاص عدد البدون تدريجيًا، وتحويلهم إلى مواطنين كويتين لهم جميع الحقوق والواجبات وعليهم احترام الدستور والقانون والسماح لهم بممارسة الحقوق السياسية، جاء البرلمان الكويتي بوضع الكثير من العراقيل والقيود التي تصعب تنفيذ هذا المرسوم بشكل كبير.

كم عدد البدون في الكويت

بلغ عدد البدون قبل الغزو العراقي للكويت في مشارف عام 1990 ميلادية حوالي 400 ألف نسمة، وفي العام التالي للغزو نقص عددهم إلى حوالي الربع أي حوالي 100 ألف نسمة بسبب هجرة الكثيرين منهم كما ذكرنا من قبل، وفي بداية الألفية الجديدة أصبح عدد البدون مقدر بحوالي 120 ألف نسمة، ويستمر عدد البدون في الزيادة بصورة قليلة حتى وقتنا هذا.

ما هي حقوق البدون

تعاملت الحكومة الكويتية مع جميع المواطنين في البداية سواء من تقدم منهم للحصول على الجنسية الكويتية أو من لم يتقدم للحصول عليها بنفس المعاملة، ولهم جميعًا نفس الحقوق التي تمنحها الحكومة الكويتية للمواطنين، ولكن خصت من يحملون الجنسية الكويتية فقط بالمشاركة السياسية دون غيرهم من البدون.

وبمرور الوقت تم تعديل الكثير من القوانين الكويتية ومن تلك القوانين المعدلة قانون خاص بالأشخاص المنتمين تحت اسم البدون، إذ حرمتهم هذه القوانين بحرمانهم من الاستفادة بأيًا من تلك الحقوق التي كانت تمنح لهم في الماضي.

ولكن هذه التعديلات التي لاحقت قانون البدون والتي تم تنفيذها بالفعل لاقت صدىً كبيرًا وواسعًا في العديد من المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وتم الإشارة إلى دولة الكويت أنها تضعف من السجل الحقوقي لهم أمام تلك المنظمات.

ما هي المعاناة التي تصاحب البدون في الكويت

يوجد العديد من المعاناة التي يتلقاها الشخص البدون في الكويت وذلك بسبب عدم حصولهم على الجنسية الكويتية أو جنسية غير كويتية في أي مكان بالعالم، مما نتج عنه الكثير من المشاكل التي لاحقت البدون أينما ذهبوا، وتجد بين وقت لآخر مشكلة البدون تظهر بصورة كبيرة أمام الحكومة الكويتية وتتناقش فيها الحكومة مع منظمات حقوق الإنسان.

فمن ضمن المعاناة التي يعانيها للبدون أنهم:

  • لا يستطيعون الحصول على بطاقات هوية وطنية خاصة بهم، بل يحصلون على بطاقات تنقل أو ما تسمى بالبطاقات الأمنية، حيث يجب على البدون أن يذهب إلى الجهاز المركزي الخاص بمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية من أجل تجديد البطاقة الخاصة بهم بشكل دوري.
  • وبالرغم من أنهم يعيشون على أرض الكويت وتجد الكثير والكثير منهم من أهل الكويت الأصليين إلا أنهم جميعًا لا يحصلون على أي حقوق مواطنة في دولة الكويت أو الاستفادة من أيًا من الخدمات المختلفة التي توفرها الحكومة الكويتية للمواطنين الشرعيين.
  • لا يستطيعون السفر إلى أي مكان، وذلك لعدم السماح لهم بامتلاك جواز سفر.
  • غير مسموح لهم بالتقدم لنيل الجنسية الكويتية أو حق الإقامة الدائمة في الكويت، وذلك حتى باللجوء إلى القضاء في هذا الموضوع، حيث أصدرت الحكومة الكويتية قانونًا بحظر مراجعة القضايا التي تتعلق بالبدون في محاكم الكويت المختلفة.
  • على الرغم من إصدار قانون يقضي بأحقية البدون في استخراج عقد زواج وشهادة ميلاد من أحد المحاكم الكويتية، إلا أن هذا القانون لم يتم تنفيذه.
  • ينظم الكثير من شباب البدون المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في أوقات مختلفة، من أجل المطالبة بوضع قانون خاص بالبدون يسمح لهم بعودة الحقوق لهم كمواطنين كويتيين والسماح بالتقدم للحصول على الجنسية الكويتية، لكن تقابلهم الحكومة باعتقال الكثير من هؤلاء الشباب.

مظاهرات البدون في الكويت

  • لن يتمكن أيًا من البدون من الحصول على الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية أو التطعيمات الدورية التي تتكفل بها الحكومة الكويتية لباقي المواطنين في الكويت.
  • لا يستطيع أي طفل من البدون أن يلتحق بالمدارس الكويتية لأنه لا يمتلك أي هوية أو شهادة ميلاد على الأقل.