مرحلة البداية من المراحل الهامة والأساسية فى رحلة أي بطل، وبما أن لكل بطل بدايته الخاصة، فلابد وأن تكون بداية باتمان من البدايات المميزة بالفعل.

يعلم الجميع كيف بدأت شخصية باتمان.

دائماً تتكرر نفس القصة المعتادة التى يسقط فيها والدا الطفل بروس واين قتيلين بأحد الشوارع الخلفية المظلمة، بعد تعرضهم لإطلاق نار بواسطة مجرم من مجرمي الشوارع، فيقرر بروس أن ينتقم لمقتل والديه ويكرس حياته لأن يصبح بطلاً يحمي مدينة جوثام من مجرميها..

فما الجديد الذي تم طرحه في قصة “باتمان:السنة الأولى” ؟

باتمان السنة الأولي
باتمان السنة الأولي

ملخص قصة باتمان:السنة الأولى

قصة “باتمان: السنة الأولي” إحدي قصص شركة دي سي كومكس التي تستعرض أحداث السنة الأولى لبروس واين بقناع شخصيته الجديدة باتمان، وقد كتبها المؤلف العبقري فرانك ميللر Frank Miller و رسم صفحاتها الرسام ديفيد مازوكيللي David Mazzucchelli.

ظهرت القصة عام 1987 ضمن الأعداد من404 لـ407 ضمن سلسلة باتمان الرئيسية، ولم تكتف السلسلة بعرض الأحداث الخاصة بشخصية باتمان فقط، بل امتد أثرها لشخصية جيمس جوردن James Gordon محقق الشرطة الذي ينتقل حديثاً لقسم شرطة مدينة جوثام، وكيف سيبدأ التعامل مع شخصية باتمان ضمن الجرائم التي تصيب مدينتهما سوياً.

يعود بروس واين إلى مدينة جوثام في سن الخامسة والعشرين بعد رحلة دامت اثنا عشر سنة حول العالم للتدرب علي فنون القتال و تتبع الأعداء، بالإضافة لتنمية المعارف الثقافية و العلمية التي قد تفيده في الفترات اللاحقة.

في نفس الوقت ينتقل جيم جوردن من شيكاغو إلي جوثام ومعه زوجته باربرا، فيُصدم من حجم الفساد المتوغل في اعماق جوثام حتي وصل إلي رجال شرطتها المفترض بهم حماية الأبرياء.

يتنكر بروس واين ليخوض بشوارع جوثام بالمناطق المشبوهة، فيشتبك بقتال متهور مع أحد القوادين ليجتمع حوله أعوان القواد، ومنهم الفتاة الشرسة سيلينا كايل Selina Kyle، ليطلق رجال الشرطة النيران عليه و يقتادوه معهم خلال السيارة،ولكنه يستطيع فك قيوده و الهروب من قبضتهم نحو منزله الكبير.

يجلس بروس مصاباً والدماء تغمر ملابسه أمام تمثال والده بحجرة المكتب طالباً منه النصح و الإرشاد، ليقتحم خفاش الغرفة محطما زجاج النافذة، ويحط على رأس التمثال ليعطيه الإلهام المناسب كي يصبح الرجل الوطواط.

الوطواط
الوطواط

يحاول جوردن أن يقوم بتطهير الفساد السائد داخل دائرة الشرطة، ولكن بناءً على أوامر شخصية من قائده الفاسد، يتعرض للضرب من زملائه و يهدده أحد الزملاء بالتعرض لزوجته الحامل، ولكن ينتقم جوردن من ذلك الزميل بتعقبه و إبراحه ضرباً ثم يتركه عارياً مقيداً بالأصفاد فوق ثلوج الشارع.

تزداد شهرة جوردن بعد مواقف بطولية عديدة بشوارع جوثام، بينما يشن باتمان هجومه الأول ضد الجريمة في جوثام بمهاجمة مجموعة من صغار مجرمي الشوارع، إلي أن تترقي خطورة أعدائه وصولاً إلي أحد رجال الشرطة الفاسدين أثناء تلقيه رشوة من تاجر مخدرات.

يهاجم باتمان حفل عشاء يحضره عدد من كبار فاسدين جوثام و رجال عصاباتها، ومنهم كارمن فالكوني زعيم عصابات أسرة فالكوني، ليعلن لهم عن نيته في تحقيق العدالة بمدينة جوثام عبر تقديمهم للشرطةً في أقرب وقت.

يقوم قائد الشرطة الفاسد في جوثام بإلقاء الأوامر بضرورة إلقاء القبض على باتمان بأي وسيلة ممكنة، وبينما يحاول جوردن أن ينفذ تلك الأوامر، يقوم باتمان بمطاردة فالكوني و تقييده عارياً في فراشه و إلقاء سيارته بالنهر استهزاءاً بمكانة زعيم العصابات.

تجذب أفعال باتمان أنظار الموكل العام هارفي دينت Harvey Dent فيقرر مشاركته في مواجهاته ضد الفساد بجوثام، ويشهد جوردن علي حادث إنقاذ باتمان لسيدة عجوز من الاصطدام بسيارة مسرعة.

يتعرض باتمان لكمين يقوم بإعداد قائد الشرطة الفاسد، حيث يصاب بجروح بالغة جراء إطلاق النار العشوائي من رجال الشرطة، فيثور باتمان غاضباً بسبب إصابة بعض الأبرياء بتلك الطلقات العشوائية، ويتمكن من إيقاف رجال الشرطة جميعهم عبر استخدام جهاز للموجات الصوتية لجذب الخفافيش نحوه من كهفه الخاص، بينما تراقب سيلينا كايل ماحدث فتقرر أن ترتدي زياً خاصاً لتبدأ هويتها الجديدة ككاتوومان اللصة الماهرة.

سرعان ما يواجه باتمان كاتوومان أثناء محاولتها لسرقة منزل فالكوني، فيتعرض لها رجال العصابات ويقوم باتمان بمساعدتها في قتالها ضدهم.

كذلك يتمكن باتمان من إنقاذ ابن جوردن من الاختطاف علي بأيدي الفاسدين كوسيلة للضغط علي جوردن، فتتوطد العلاقة بين باتمان وجوردن إلي أن تنتهي القصة بانتظار جوردن  لمجئ باتمان علي سقف مبني شرطة جوثام، حيث يتناقشان بخصوص هوية مجرم غامض يسعي لتسميم مياة جوثام، مطلقاً علي نفسه اسم “الجوكر”.

تحليل قصة باتمان:السنة الأولى

باتمان في الظلال
باتمان في الظلال

التزم فرانك ميللر بأساس الشخصية كما ابتكرها بوب كين Bob Kane وبيل فينجر Bill Finger، ولكنه اعطاها مزيداً من الأبعاد واسكتشف مناطق لم يتطرق لها الآخرين من قبل، فلقد تغاضى عن تفاصيل مقتل والدي بروس واين، واكتفي بذكر مقتلهم كفلاش باك.

اختلف فرانك ميللر مع القصص السائدة عن باتمان التي تقدمه كمقاتل لا يشق له غبار و رمز للرعب في شوارع جوثام المظلمة، وقام بتقديمه كشخص عادي ولكنه يحاول أن يصنع الفارق في مدينة يسودها الفساد، إذ كان من وجهة نظره أنه كلما كان البطل أقرب للطبيعة البشرية، كلما كان أفضل في تقبل القارئ له وارتباطه الوجداني به، فجعل باتمان معرضاً للإصابة بالطلقات النارية من رجال الشرطة الذين يجهلون هويته بالبداية، أو أنه يقلل من أهمية منافسيه فيواجه الصعاب أثناء قتالهم خلال معارك سوداوية شديدة الواقعية.

كذلك تضافر أسلوب الرسم مع المحتوي، فكان سوداوياً مظلماً بجانب تصوير مدينة جوثام كمدينة فاسدة بالفعل تسود أراضيها ألوان الطين والقاذورات في حاجة لمن يمسح عنها تلك الأوساخ.