ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا في زمن الحرب العالمية الثانية، هو صاحب علامة النصر المشهورة، تلك التي يتم تكوينها بأصابع الكف السبابه والوسطى، وهي إشارة إلى حرف V في اللغة الإنجليزية، والتي تبدأ به كلمة Victory ومعناها النصر.

ونستون تشرشل الفاشل الذي نجح بامتياز

لم يكن معروفا عن ونستون تشرشل أي انتصارات سياسية أو عسكرية في حياته، وربما فاقت هزائمه العسكرية والسياسيه نشاطات حياته السياسية قبل الحرب العالمية الثانية، ألا أن ونستون كان يتميز بالحماسة الوطنية الحقيقية، إضافه إلى حماسته في الخطابة.

لم ينتمي ونستون إلى عائلة سياسية ثرية، ولم يكن من فحول السياسة الرأسمالين ممن يحتلون المشهد السياسي ومقاعد مجلس النواب، وربما كان مظهره الطفولي وصوته الغريب مثار سخرية رفاقه في البرلمان، ألا أنه كان يفيض بالوطنية.

يذكر ونستون تشرشل في مذكراته أنه استوقف عربة اجرة للذهاب إلى البرلمان لإلقاء خطابه في زمن الحرب، فأعتذر السائق وأخبره أن عليه الذهاب إلى المنزل لسماع خطاب تشرشل، فما كان من تشرشل إلا أن عرض على السائق عشرة جنيهات ليقله، فوافق السائق وأخبره أن بإمكان خطاب تشرشل أن ينتظر.

ونستون تشرشل والحرب العالمية الثانية

ظهر نجم ونستون تشرشل جليا أثناء الغزو النازي لبريطانيا، حين نادى مرارا بشعار ” لا استسلام ولا سلام ” وكان بذلك ضد كل خصومه وحلفاءه في المجلس، الأمر الذي دفع الملك للقاءه في بيته لاستشارته الشخصية، فما كان من ونستون إلا الإصرار على موقفه.

برع ونستون تشرشل في عمليات إخلاء المدن الساحلية أمام زحف النازي واستخدام سلاح القوات الجوية الملكية، كان سلاح الجو البريطاني الملكي احد أفضل أسلحة الطيران بأوروبا، واستخدمه تشرشل ي تصفية قوات النازي التي اندفعت بعمق في المدن الساحلية الخالية.

كانت مباديء تشرشل السياسة تقترب من مباديء ستالين الزعيم الشيوعي الروسي، فهو لم يؤمن بالاستسلام حتى حين كان طيران النازي يقصف العاصمة لندن، واعتبر النصر أو الموت خيارين لا ثالث لهما، حيث أن سلام النازي يعني إهانة التاج والمواطن الإنجليزي نفسه.

سير ونستون تشرشل والنصر

نجحت سياسات تشرشل في صد المد النازي نحو لندن، وعلا نجمه وأصبح أشهر رئيس وزراء في تاريخ المملكة المتحدة، وحصل على النصر وعلى لقب سير ونستون تشرشل.