نصف مرضى ضغط الدم لا يعلمون بمرضهم
ضغط الدم

أصبحت أمراض ضغط الدم تشكل تحديًا صحيًا يواجه الكثيرون في جميع أنحاء العالم. إن ارتفاع ضغط الدم يُعتبر أحد أخطر الأمراض في العصر الحالي، ويُعرف بلقب “القاتل الصامت”. غالبًا ما يزداد ضغط الدم بشكل ملحوظ دون أن يشعر المريض به، ومع التكرار الدائم لهذا الارتفاع، يمكن أن يتسبب في آثار صحية خطيرة.

أظهرت العديد من الدراسات المتخصصة في مجال أمراض ضغط الدم أن ضغط الدم المرتفع يعتبر من بين أكثر أنواع ضغط الدم خطورة، ويستدعي علاجًا فوريًا نظرًا لتداوله المضاعفات الخطيرة. تنوعت وتعددت وسائل علاج ضغط الدم المرتفع، حيث يختلف كل دواء أو علاج عن الآخر في فعاليته. ومع ذلك، يظل أمرًا مؤكدًا أن مرضى ضغط الدم يجب عليهم تناول العلاجات المخصصة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم وتقليله، بهدف تجنب التأثيرات الضارة التي يمكن أن يتسبب فيها هذا الارتفاع على صحتهم.

أصبح إرتفاع ضغط الدم محل اهتمام واسع في السنوات الأخيرة

نظرًا للزيادة الكبيرة في عدد المصابين به. فقد شهدت نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم ارتفاعًا ملحوظًا في فترة قصيرة، حيث أكدت الإحصائيات أن هذا المرض أصبح يُعتبر العدو الخفي الذي يهدد الكثيرين في عصرنا الحالي.

يرجع العلماء الاختصاص سبب انتشار هذا المرض إلى زيادة مستويات التوتر والقلق التي يتعرض لها الأفراد في حياتهم اليومية. يتسارع نمط الحياة الحديثة بوتيرة سريعة، مما يفرض تحديات كبيرة تتطلب جهدًا إضافيًا وعملًا متواصلًا. هذا الضغط النفسي الذي ينتج عن التحديات المتزايدة يؤدي إلى تزايد الشعور بالعصبية والقلق، مما يسهم في انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة ملحوظة.

تُعتبر هذه الظاهرة تحديًا صحيًا جسديًا ونفسيًا

ويشدد الخبراء على ضرورة التوعية بأهمية اتباع أسلوب حياة صحي، بما في ذلك إدارة التوتر والقلق بفعالية، وتبني عادات غذائية صحية، وممارسة النشاط البدني بانتظام. يعكس هذا التوجيه الحاجة الملحة لتحقيق توازن في الحياة اليومية لتجنب تفاقم مشكلة ارتفاع ضغط الدم والمحافظة على صحة الفرد.

يحدث ارتفاع ضغط الدم نتيجة للتنظيم الدقيق لكمية الدم والضغط داخل الشرايين، حيث يتم تنظيمهما من خلال التمدد والتقلص الدوريين أثناء دورة نبضات القلب. عندما تفقد الشرايين مرونتها بسبب أمراض مختلفة، يزيد مستوى المقاومة لتدفق الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

يتم قياس ضغط الدم بواسطة الضغط الانقباضي، الذي يقاس عند انقباض القلب أثناء طرد الدم، والضغط الانبساطي، الذي يقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم العائد من الجسم. يتم تحديد ضغط الدم بناءً على كمية الدم التي يضخها القلب وكمية تدفق الدم في الشرايين. كلما زادت كمية الدم التي يضخها القلب، زادت ضغط الدم في الشرايين نتيجة انقباضها.

تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم بشكل متنوع وغالبًا ما تكون غير واضحة

مما يشكل تحديًا في التشخيص. يمكن أن تظهر بوضوح في بعض الحالات، في حين قد تكون غير واضحة تمامًا في حالات أخرى. يعتبر ارتفاع ضغط الدم مرضًا خطيرًا، حيث يسبب آثاراً ضارة على مختلف أعضاء الجسم.

وفقًا لدراسة أجرتها جمعية أمراض القلب في الولايات المتحدة، يفتقد نحو 50% من مرضى ارتفاع ضغط الدم حول العالم إلى الوعي بإصابتهم بهذا المرض الخطير. ونتيجة لعدم التعرف على حالتهم، يتعرض هؤلاء الأشخاص لمخاطر صحية جسيمة، حيث يترتب على عدم تلقي العلاجات الطبية المناسبة لارتفاع ضغط الدم زيادة التهديدات الصحية المرتبطة بهذا المرض. تشير هذه النتائج إلى أهمية التوعية حول ارتفاع ضغط الدم وضرورة الكشف الدوري لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة.