هو الأستاذ الدكتور طه حسين على سلامه، عميد الأدب العربي، وقد تم تعميده بفضل سيرته الذاتية التي حملت عنوان ” الأيام ” بالعام 1929 والتي غيرت مجرى الأدب العربي لسلامة لغتها وبساطتها وابتعادها عن الأسلوب الأصولي للروايات حتى ذلك الوقت، ولد الدكتور طه حسين بمحافظة المنيا في صعيد مصر لأب موظف بشركة السكر، وفقد بصره بعمر الرابعة بسبب الجهل والفقر، حين تمت معالجة عينيه المصابة بالرمد على يد حلاق القرية، وهو ما دفعه لتقديس العلم والدراسة عبر مقولته الخالدة ” التعليم يجب أن يكون كالماء والهواء ” وعبر حياته الشخصية التي احتشدت بالدرجات العلمية والجوائز والتكريمات العالمية.
مسيرة الدكتور طه حسين العلمية
تعلم طه حسين القراءة والكتابة وحفظ القرآن بكتاب القرية، ثم التحق بالأزهر الشريف الذي لم يشببع نهمه للدراسة، وحين أفتتحت جامعة القاهرة بالعام 1908 كان أول الملتحقين بها، فدرس بها التاريخ والجغرافيا والعبرية والسريانية، وبالعام 1914 نال درجة الأستاذية عن أطروحته التي حملت العنوان ” في ذكرى أبي علاء المعري ” وفي نفس العام أوفدته الجامعة ليستكمل دراسته في مونبيلييه بفرنسا، فدرس هناك التاريخ الحديث وعلم النفس، وعاد بعد سنة واحدة بالعام 1915 ليثير حفيظة جامعة القاهرة التي أوفدته على نفقتها عن الفارق الشاسع بين علومنا وعلومهم، فحرمته الجامعة من استكمال دراسته بفرنسا، وتدخل السلطان حسين كامل شخصيا لإعادته إلى باريس تلك المره، فدرس علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني، وأعد أطروحته الثانية التي حملت العنوان ” الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون ” بالعام 1918.
طه حسين وسوزان بريسو
تزوج الدكتور طه حسين من السيدة سوزان بريسو، الفرنسية السويسرية الجنسية التي ساعدته على الإطلاع أكثر باللغتين الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد، وكان لهذه السيدة العظيمة عظيم الأثر في حياته، فقامت لهُ بدور القارئ فقرأت عليهِ الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تمت كتابتها بطريقة برايل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائماً وقد أحبها طه حسين حباً جماً، ومما قاله فيها أنه “منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم”، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما أمينة ومؤنس.
المناصب التي تقلدها الدكتور طه حسين
بعد عودته إلى مصر بالعام 1919 عين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، وكانت جامعة أهلية، فلما ألحقت بالدولة عام 1925 عينته وزارة المعارف أستاذاً فيها للأدب العربي، فعميداً لكلية الآداب في الجامعة نفسها، وذلك عام 1928، ثم مديرا لجامعة الأسكندرية بالعام 1942، ثم تم منحه لقب الباشاوية بالعام 1951، ثم تم تعيينه ويرا للمعارف بالعام 1952، ورئيسا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو المجلس الأعلى للفنون والآداب، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية.
زيارة الدكتور طه حسين للأراضي المقدسة
على الرغم من الجدل الذي أثاره كتابه ” في الشعر الجاهلي ” تم استقبال الدكتور طه حسين حين ذهب لأداء فريضة الحج استقبال مهيب، وكان في استقباله الشيخ محمد الشعراوي الذي كان يعمل أستاذا بكلية الشريعة، وحين طلبوا منه أن يلقي كلمته في المسجد النبوي أعتذر معللا رفضه بالقول القرآني ” يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي ” وحين شوهد يقبل في قبضته حفنة من التراب قال ” لعل الرسول وطأها بقدمه ” وتتخلص أزمة الدكتور طه حسين مع كتابه ” في الشعر الجاهلي ” أنه قال أن الشعر الجاهلي تمت كتابته بعد الإسلام ثم تمت نسبته إلى شعراء الجاهلية.
أهم كتب الدكتور طه حسين
1- في الشعر الجاهلي
2- على هامش السيرة
3- مستقبل الثقافة في مصر
4- الأيام ” سيرة ذاتية ”
5- دعاء الكروان ” رواية “