الكوميديا تعني الحكاية التي تنتهي نهاية سعيدة، والكوميديا الإلهية عمل شعري ملحمي من تخيل الشاعر الإيطالي دانتي أليجييري، وفيه تخيل رحلة بالعالم الآخر هو بطلها عبر المطهر والجحيم والجنة، وأشهر أجزاء الملحمة هي الجحيم، وتعد الكوميديا الإلهية العمل العمدة لدانتي ومن أبرز الملاحم الشعرية في الأدب الأيطالي وتتكون الكوميديا الإلهية من 100 مقطع 99 ومقدمة ليكتمل العدد 100 كرمز للكمال يتكون فيها الجحيم من 34 بيتا وكلا من المطهر والجنة 33 بيتا بمجموع أبيات شعرية يصل إلى 14233 تحتوي على فلسفة الديانة المسيحية في القرون الوسطى وكنيستها الرومانية تحديدا وكيف ترى رحلة الإنسان بالعالم الآخر
الكوميديا الإلهية
الكوميديا الإلهية بطلها هو دانتي نفسه التائه عند مفترق الطرق وسط غابة مظلمة تغصّ بالذنوب، ويصف في قصيدته هذه عالماً أبدعه في مخيلته، فيه مكان للخير، وكذلك للشر الذي يراه الشاعر نتيجة للعجرفة المفرطة في سلوك أول ملاك تمرد على حكمة الرب، ويرى دانتي أن مصدر الشر هو الإنسان ذاته، إذ يقول في المطهر وفي القصيدة السادسة عشرة “إذا كان العالم الحالي منحرفاً وضالاً فابحثوا عن السبب في أنفسكم”، لأن الإنسان يبحث دوماً عن مصدر الشر فيما حوله منزهاً نفسه وملقياً المسؤولية على السماء. وتكمن المأساة، في رأي دانتي، في العقول النائمة، فالمدانون في الجحيم هم أولئك الذين فقدوا القدرة على التفكير والإدراك والفهم. وهو عندما ينظر إلى أعماق الإنسان يرى أن قلبه يتآكله الحسد والبخل والطمع
الكوميديا الإلهية والحقيقة الإلهية
يتصور دانتي موقع الجحيم بعيداً عن الإله الذي يشع نوراً، ويتصور المطهر جزيرة صغيرة وسطها غابة تنبض بالحياة وترمز إلى فردوس الإيمان على الأرض، فهو يصبو في قرارة نفسه إلى رحلة ارتقاء روحي نحو الكمال في العالم الآخر بهدف التقرب إلى الخير الأعلى والسكينة الدائمة. فالحقيقة الإلهية في نظر دانتي واحدة وإن اختلفت الديانات، حقيقة أعلنها الأنبياء وأولهم موسى. وكان دانتي يؤمن بوجود إله واحد أبدي يحرّك ولا يتحرك، وبأن هذه الحقيقة موجودة في الكتب السماوية ويمكن لأي إنسان أن يكتشفها إن أعمل عقله