يتساءل البعض عما حدث في يوم عاشوراء الذي يصومه المسلمون سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الموضوع سنروي التاريخ الديني لهذا الحدث العظيم، وهو مستقى من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

ماذا حدث في يوم عاشوراء وجعله مناسبة عظيمة؟

قبل آلاف السنين خرج سيدنا موسى عليه السلام  مع بني اسرائيل من مصر متوجهًا إلى خارجها، ويخرج وراءه فرعون وجنوده، فيصل موسى إلى بحر أمامه، وفرعون وجنوده من خلفه فيأذن الله عز وجل لموسى أن يضرب البحر بعصاه فينشق البحر فيسير موسى ومن معه في البحر، ثم لما دخل فرعون وجنوده أغرقهم الله عز وجل.

لماذا نصوم يوم عاشوراء في الإسلام؟

حدث ذلك الأمر في يوم عاشوراء ولهذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة، أن تشكر الله عز وجل بصيام ذلك اليوم. وقبل 2360 عامًا حدثت حادثة في هذا اليوم نفسه، أليمة لا يمكن نسيانها إطلاقًا، وهي مقتل الحسين حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

مقتل الحسين حفيد النبي صلى الله عليه وسلم سيد شباب الجنة

في ذلك اليوم خرج الحسين رغم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، نصحوه بعدم الخروج، حتى قال بن عمر : ” استودعك الله من قتيل ستخرج وتلقى الله عز وجل، ستقتل”، لكن الحسين لم يبال لأنه شجاع وخرج بأهل بيته وبدون سلاح، أو قوة ووصلوا إلى أرض كربلاء.

وسأل الحسين رضى الله عنه: ” أي أرض هذه ؟” فقال:  ” كرب وبلاء “. وحدث ما حدث في المعركة وقتل الحسين عليه السلام.

فضل صيام يوم عاشوراء

قريش كانت تعظم يوم عاشوراء واليهود أيضًا كانوا يعظمون ذلك اليوم، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يصومها قبل فرض صيام شهر رمضان بالكام. فكان النبي يصوم أيام معدودات منها يوم عاشوراء.

فضل صيام يوم عاشوراء 
فضل صيام يوم عاشوراء

فالله فرض على الأمة الصيام أيام معدودات، في السنة الأولى من الهجرة وبعدها فرض صيام شهر رمضان بالكامل في السنة الثانية من الهجرة. أي أن مرّ على النبي شهر المحرم في السنة الثانية من الهجرة وهو في المدينة المنورة، لأن المحرم في السنة الأولى كان في مكة المكرمة.

وحدث موقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا، حيث سأل اليهود، سؤالًا تقريرًا عن سبب صومهم يوم عاشوراء فقالوا:  هذا يوم أنجى الله فيه موسى ومن معه، وأغرق فيه فرعون ومن معه. فصامه موسى شكرًا لله.

ويذكر أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي رست فيه سفينة نوح عليه السلام، وصامه نوح عليه السلام.

قال النووي رحمه الله :

يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .

ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ … كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ , رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ . المجموع شرح المهذب ج6

 

هل يجوز صيام يوم عاشوراء فقط

وورد عند الإمام أحمد في ‏المسند، والبيهقي في السّنن، عن ابن عباس، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (صوموا يوم ‏عاشوراء وخالفوا فيه اليهود: صوموا قبله يوماً، وبعده يوماً)، وعند الإمام أحمد أيضاً وابن خزيمة: (صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده).