بالوقت الذي تشعر مع أنك اكتفيت من أدب أيقونة الرواية اليابانية هاروكي موراكامي، سوف تجد أنه يصفعك من جديد عند كل رواية، بشخصيات مختلفة تماما، ومشاعر مختلفة تماما، وردود أفعال غير متوقعة على الإطلاق، وكأن صاحب كل تلك الروايات، روائيون موهوبون، وليسوا روائي واحد.
هاروكي موراكامي والواقعية السحرية
يكتب هاروكي موراكامي رواياته بأسلوب ” الواقعية السحرية ” وهو أسلوب أدبي خرج من أمريكا الجنوبية، أو دفع به بقوة إلى عالم الأدب روائيوا أمريكا اللاتينية، على غرار الروائي الكولومبي جارسيا ماركيز بروايته التي حصل بفضلها على جائزة نوبل للأدب ” مائة عام من العزلة “.
الواقعية السحرية أسلوب أدبي يمزج بين الواقع والخيال، والمزج هنا يشير إلى تلك الخاصية السحرية، حيث يختلط الواقع بالخيال في مناطق كثيرة بأحداث الرواية، فلا تدري كقاريء أين ينتهي الواقع وأين يبدأ الخيال، والأهم أنك لا تستنكر كقاريء ذلك المزج بين المنطقي واللامعقول.
الواقعية السحرية عالم أدبي رحب ومذهل، ينتقل فيه هاروكي موراكامي بخفة قط، فتحتشد رواياته بغرائب تصادفها لأول مرة، كأن تتكلم القطط، أو تمطر السماء علق، أو تتجسد فكرة وتتحدث بمنتهى الحكمة، أو يبحث فتى في الخامسة عشرة من عمره عن معنى الحياة.
هاروكي موراكامي المختلف بالكلية
يختلف هاروكي موراكامي الروائي الياباني في واقعيته السحرية عن الروائي الكولومبي جارسيا ماركيز، والروائية الشيلية إيزابيل الليندى، والروائي المصري خيري شلبي، يقشر موراكامي المجتمع الياباني كما تقشر أنت ثمرة برتقال، فيخرج الحلو من الحامض.
يعري أيضا هاروكي موراكامي المجتمع الياباني، فتكتشف وأنت تقرأ رواياته أن كوكب اليابان يعاني أيضا من الفقر، والجهل، والتسرب من التعليم، والحقد بين الآخرين، والجريمة المنظمة، والجوع، والضياع، وأنه ليس ذلك المجتمع الرأسمالي المثالي.
يكتب موراكامي منذ عقدين كاملين، وامتدت شهرته خارج اليابان من عقد ماضي، ويتجاوز الروائي الياباني السبعين، ورغم ذلك لازالت تمتاز قريحته بأفكار مميزة لا تنضب، ومفاجآت ينتظرها عشاقه، وروايات تتوالى حتى ثلاثة أجزاء، لا تشعر في كلمة واحدة منها بالملل.
أشهر روايات هاروكي موراكامي
أشهر روايات الروائي الياباني الاستثنائي هي كافكا على الشاطيء، والغابة النرويجية، ومقتل الكومنداتور، ولايزال الطاغية الإمبراطوري يذهل قراءه حتى اليوم، بثقافته الموسوعية وموهبته غير العادية في طرح الموضوعات وعرض الأفكار.