قطر الندى هي بنت خمارويه ابن أحمد ابن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، قطر الندى تعني قطرات الندى، حيث أن الأميرة الطولونية كانت جميلة ورقيقة كقطرات الندى في الصباحات الطيبة.
خمارويه والمقتدر
لخلافات حادة بين الدولة الطولونية في مصر والتي انفصلت عن الخلافة العباسية في بغداد، قرر خمارويه ابن أحمد ابن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر مصاهرة الخليفة العباسي المقتدر، رغم قدرته العسكرية على مواجهته، إلا أن خمارويه فضل حل المصاهرة لحل الخلافات.
قطر الندى والمقتدر
كانت قطر الندى أميرة بارعة الحسن، للحد الذي دفع بالخليفة العباسي المقتدر إلى مهرها مليون درهم، وهو مهر مذهل بمقاييس ذلك الزمان، ومقاييس أي زمان.
زفاف قطر الندى الأسطوري
كانت قطر الندى أبنة خمارويه الوحيدة المدللة، وكان خماروية يحبها جدا، لذلك أنفق على زفافها أضعاف مهرها، وبنى لها على طريق رحلتها من القاهرة إلى بغداد عددا من القصور تشبه تماما قصرها، لكي تنعم بالراحة ولا تشعر بالوحشة أو الغربة.
يذكر المؤرخون في وصف قافلة العروس ـ قطر الندى ـ كيف أن تلك القافلة قد حملت ما لم تره عين أو تسمع به أذن، أربعة قواعد من الذهب، عليها قبة من الذهب المتشابك، في كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حجر كريم لا يقدر بثمن.
طاولة منخفضة من الذهب، تضع عليها قدمها، كلما دخلت إلى حجرتها. مائة هاون من الذهب يدق فيها العود والطيب. مائة مبخرة من الذهب. ناهيك عن مئات الصناديق المحتوية على الملابس، والأقراط، والسلاسل الذهبية، وفصوص من الأحجار الكريمة.
نهاية الدولة الطولونية
ولكي لا تشعر العروس الأميرة الصغيرة الجميلة قطر الندى بإنها لم تفارق قصرها بالقاهرة، فرغت خزانة الدولة الطولونية من جراء البذخ المفرط المبالغ فيه من بناء قصور على طول طريق رحلة الزفاف إلى بغداد.
وربما نجح الخليفة العباسي المقتدر بمليون درهم فقط فيما لم تنجح به السياسة أو الجيوش أو الحروب، حين عجل بالقضاء على الدولة الطولونية في مصر التي انفصلت عن الخلافة العباسية بإفلاسها.