رياضة صيد الصقور تعد واحدة من الرياضات التراثية الرائعة في منطقة الخليج وبشكل خاص في دولة الإمارات العربية المتحدة. يعمل شعب الإمارات على ممارسة هذه الرياضة منذ عقود طويلة، وهي واحدة من الرياضات الأصلية التي انتشرت فيما بعد إلى دول أخرى. كان العرب القدماء يستخدمون الصقور في صيد الطيور للحصول على الغذاء، ولذلك غالباً ما أشيروا إلى الصقور في شعرهم وأدبهم كرمز للقوة والشموخ.
صيد الصقور مرتبط بالشرق الأوسط
تشير النصوص التاريخية والحفريات إلى ارتباط صيد الصقور بالحضارات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقة الخليج لأكثر من 7000 سنة. تم انتقال هذه الرياضة مع الفتوحات الإسلامية إلى شعوب العالم في شرق آسيا مثل الصين وكوريا واليابان، ثم انتقلت إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. صيد الصقور يُعتبر واحدًا من أنبل الرياضات في تاريخ البشرية.
في الإمارات العربية المتحدة، احترف الشعب رياضة صيد الصقور منذ قرون، وكانت إمارة أبوظبي هي أكثر الإمارات تميزًا في تربية وتدريب الصقور وترويضها. تورثت هذه الرياضة عبر الأجيال من العائلة إلى العائلة، وقام الإماراتيون بتطوير أساليب خاصة بهم في تدريب الصقور، مما جعلهم في الصدارة دائمًا في هذه الرياضة التراثية.
رياضة صيد الصقور
في العصر الحديث، اهتمت الإمارات برياضة صيد الصقور بشكل كبير. قاد سمو الشيخ زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، جهودًا رائعة لدعم هذه الرياضة، حيث وصفها بأنها رياضة مهمة تعلم الصبر والقوة. وأيضًا تعتبر وسيلة للتغلب على الخصم بالذكاء والقوة. ومستمرًا في هذا المسار، شهدنا تفاني سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في دعم هذه الرياضة ومشاركتها في مواسم الصيد السنوية في الدولة.
موسم صيد الصقور في الامارات
موسم صيد الصقور في الإمارات يبدأ عادة في فصل الخريف مع وصول الطيور المهاجرة إلى المنطقة. ويستمر حتى بداية الربيع. يتوقف الصقارون عادة عند بزوغ نجم سهيل، مع بداية تغير المناخ وبداية انخفاض درجات الحرارة وازدهار النباتات الصحراوية. تبدأ الطيور البرية والبحرية المهاجرة في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة. يستخدم الصقارون العرب الصقور المدربة لاصطياد هذه الطيور خلال فصل الشتاء.
يمكن للصقار الماهر تدريب الصقور الحرة أو الشاهين عادة اثنين خلال كل موسم، وهناك تنوع كبير بين الصقور في أساليبها في اصطياد الفريسة. يعتمد ذلك على نوع الصقر وشخصيته وطريقة تدريبه. تمتاز الصقور برؤية حادة تمكنها من رؤية الفريسة من بعيد، وتختلف أساليبها في الصيد من هجوم في الجو أو مطاردة من أعلى إلى أسفل.
صيد الصقور في الإمارات هو أكثر من مجرد رياضة، إنها جزء من تراث الإمارات وثقافتها. تعكس هذه الرياضة العلاقة القوية بين الإماراتيين والبيئة والطبيعة. يتمتع موسم صيد الصقور بأجواء خاصة وروح من التقاليد والموروث الثقافي.
أنواع الصقور وأدوات صيدها وتدريبها
الصقور تتميز برؤيتها الحادة، وهي وسيلة أساسية تمكنها من رؤية الفريسة من مسافات بعيدة. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الصقور بسلوكيات فريدة تميزها عن بعضها البعض. الصقارون الماهرون، بفضل خبراتهم الطويلة في ترويض وتربية الصقور، يميزون بين نوعين رئيسيين من الصقور:
1. الصقر الحر: ينقسم هذا النوع إلى ثلاثة أصناف، وهي الحر الكامل والقرموشة والوكري الحرار. يُعتبر الصقر الحر من بين أكثر الصقور شراسة، وهو قادر على تحمل الجوع والفترات الطويلة من التدريب والصيد. كما يمتاز بقدرته على البقاء في الجو والأرض لفترات طويلة.
2. الصقر الشاهين: يفضل هذا النوع العيش على السواحل البحرية والتغذية على طيور البحر. يعتبر الصقر الشاهين من أسرع الصقور خلال عمليات الصيد. ينقسم هذا النوع أيضًا إلى عدة أصناف مثل الشاهين الكامل والشاهين الوكري والشاهين الخميس والشاهين التبع.
أدوات صيد وتدريب الصقور تشمل:
1. المخلاة: وهي كيس مصنوع من القماش الأبيض يحتوي على حمام حي وخيوط طويلة وسكين حاد لذبح الفريسة.
2. البرقع: نظارة جلدية صغيرة تستخدم لتغطية وجه الصقر باستثناء منقاره، وتزين بألوان وأشكال جميلة تقليدية.
3. المنجلة: درع واقٍ يُستخدم لحماية الصقار من مخالب الصقر أثناء تواجده على يده. عادةً ما يكون مصنوعًا من القماش السميك ومبطن بالخيش ومكسو بالمخمل أو البلاستيك.
4. السبوق: قطعتين من الخيط البلاستيكي الطري والقوي تُربط بهما رجل الصقر من جهة والمنجلة من الجهة الأخرى.
5. المرسل: خيط سميك بطول 120 سنتيمترًا يُستخدم لتأمين قبضة الصقر على الطائر أثناء الصيد.
6. الوكر: هو المجثم الذي يُربط به الصقر أثناء استراحته أو نومه. يتميز بتصميمه المصنوع من الحديد ومزخرف بالخشب ويثبت على الأرض ليمكن الصقر من الوقوف عليه.