برواية ” فتيان الزنك ” للروائية البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب، تعيد الروائية البيلاروسية العظيمة الجنود الشباب الروس الذين ذهبوا لحرب أفغانستان وعادوا بتوابيت من الزنك إلى الحياة، عبر روايات من عادوا أحياء.
تنظم الروائية البيلاروسية الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب مشاعر الفتيان الذين ذهبوا للحرب دون إضافة أو تحامل أو تجميل بروايتها الاستثناية التي حملت العنوان ” فتيان الزنك ” إشارة إلى التوابيت التي كان يعود فيها الجنود الفتيان إلى وطنهم الأم.
فتيان الزنك
سردية سفيتلانا كانت سردية صادمة، حيث أن ما حدث بالحرب بين الإتحاد السوفييتي السابق وأفغانستان ظل في طي الكتمان، حتى قررت الصحفية البيلاروسية حينها عمل لقاءات مباشرة مع الجنود الفتيان الذين عادوا سالمين من الحرب لتسجل شهاداتهم.
وكلمة سالمين هنا تعني أحياء وليسوا أصحاء، حيث أنه لم يعد بالفعل فتى واحد سليم، كل الفتيان الذين عادوا أصابتهم علل نفسية قاتلة، فأصبحوا متوحدين أو متوجسين أو منعزلين تماما عن العالم، لا فرق تقريبا بينهم وبين رفاقهم الذين عادوا بتوابيت الزنك.
سفيتلانا أليكسييفيتش
كانت الأطراف تتطاير حولنا من كل حدب وصوب، فلم نكن نعرف أطراف من تلك؟ هل هي أطرافنا أم أطراف أعدائنا؟ ولماذا يفقد إنسان أطرافه بتلك الوحشية والقسوة؟ ولماذا أتينا من الأساس إلى تلك الحرب؟ تسجل سفيتلانا هنا شهادات الفتيان من ألسنتهم مباشرة.
كنا نخشى لمس أية أغراض مهما بدت هامة أو مغرية، فأبريق شاي عادي قد يكون قنبلة مفخخة، ناهيك عن حذاء جديد مثلا أو سترة من الجلد، تخيل أن تذهب حياتك بغمضة عين لمجرد لمسك لسترة من الجلد، أي جحيم هذا الي وقعنا به بمحض إرادتنا.
سردية الروائية البيلاروسية ” فتيان الزنك ” عمل صحفي بالمقام الأول، تحول فيما بعد إلى أحد أشهر روايات القرن التي تشهد على زمن مستهلك قضى على ملايين الحيوات الشابة في الإتحاد السوفييتي السابق دون محاسبة أحد، ودون أن يعرف العالم شيئا عن تلك الحرب الكارثة.