يتساءل العديد عن ترتيب أفلام مارفل التي يعشقها الملايين من المشاهدين، ولنقول أنه في صناعة السينما تمتزج أغلب الفنون الإبداعية لتنتج لنا عملاً فنياً متكامل الأركان، وقد صار الميل واضحاً مؤخراً لدى المنتجين للاقتباس من قصص الخيال العلمي والفانتازيا والأساطير.
وهذه النوعية من الأعمال تنقل المشاهد من عالم الواقع إلي عالم الخيال بكل ما فيه من إبهار ومخالفة للقواعد المعتادة حيث تسود المعجزات والقوى الخارقة، وبالرغم من ذلك، فلقد توقع المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج بعام 2015 أن تنتهي أفلام الأبطال الخارقين المقتبسة عن مغامراتهم بالقصص المصورة، ودعم رأيه بمثال أفلام الغرب الأمريكي التي استمرت كواحدة من أكثر نوعيات الأفلام شعبيةً لمدة 50 عامًا تقريبًا ثم انزوت منذ ثمانينيات القرن العشرين، كحال سلسلته الشهيرة انديانا جونز Indiana Jones.
ولكن منذ عام 2010، لا تخلو قائمة أعلى 10 أفلام تحقيقًا للإيرادات كل سنة من فيلم كوميكس واحد على الأقل، وفي عام 2016 كان هناك خمسة أفلام في تلك القائمة مع استمرارهم في التواجد بشكل واضح خلال السنوات الحالية، والفضل في ذلك لما تقوم به شركتا مارفل و دي سي من إنتاج لأفلام الأبطال الخارقين بشكل مستمر.
فإن رغبت في مشاهدة أفلام عالم مارفل بالترتيب الصحيح، قد تحتاج أولاً لمعرفة كيف وصلنا جميعاً إلى الوضع الحالي الملئ بتلك الأفلام الرائعة، حيث سبق ذلك محاولات عديدة سابقة لمارفل ذات أرباح متوسطة لا تشابه أرباحها الحالية .
ترتيب أفلام مارفل الأولى بدايات المحاولات السابقة
في عام 1997، بدأت استوديوهات مارفل بالتحضير لأفلام منفردة مبنية على شخصيات منتمية لعالم مارفل في القصص المصورة ، فأنتجت بالتعاون مع شركات انتاج اخري سلاسل لأفلام مثل:
سلسلة أفلام XMEN
X-Men : في 14 يوليو عام 2000 من اخراج بريان سينجر، حيث جسد أبطال مارفل مجموعة من أبطال السينما العالمية مثل هيو جاكمان Hugh Jackman فى دور لوجان Logan المُلَقَّب بـWolverine، هالى بيرى Halle Berry فى دور العاصفة Storm، إيان ماكلين Ian McKellen فى دور المغناطيسى Magneto، والعديد من النجوم، وأُنتِج الفيلم، سنة 2000، بتكلفة 75 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح بين 251%: 295%، وتلك نسبة جيدة سمحت باستكمال السلسلة.
:X 2 في 24 ابريل عام 2003، من اخراج بريان سينجر، واستكمالًا للنجاح جاء الجزء الثانى من رجال إكس X2 بتكلفة 110 مليون دولار، ونسبة أرباح 270%.
X-Men: The Last Stand : في 26 مايو عام 2006، من اخراج بريت راتنر، ولكنه واجه انخفاضًا حادًا عن الجزئين السابقين، فحقق نسبة أرباح 119% لتكلفة إنتاج 210 ملايين دولار، ورغم الانخفاض تظل النسبة مجدية بالنسبة لما سبقه من انتكاسات بعالم مارفل.
سلسلة أفلام Spider-Man
Spider-Man : في 3 مايو 2002،من إخراج سام رايمي، إذ قررت مارفل أن تمنح جماهيرها أشهر شخصياتها وأكثرها شعبية، حسب الإحصاءات، الشاب بيتر باركر Peter Parker أو الرجل العنكبوت Spider-Man، بتكلفة 139 مليون دولار، ليرد الجمهور الجميل بنسبة أرباح 491%، ما جعل العنكبوت يتفوق على كل من سبقه من أبطال.
Spider-Man 2 : في 22 يونيو عام 2004 من إخراج سام رايمي، انخفضت نسبة أرباح الجزء الثانى من السلسلة Spider-Man 2 تقريبًا بنسبة 200%! حيث تكلف إنتاج الفيلم 200 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح 291%، علل البعض هذا الانخفاض إلى أن خصم الرجل العنكبوت الدكتور أخطبوط Dr. Octopus لم يكن على المستوى اللائق لمواجهة الرجل العنكبوت، فى حين كان الصراع الحقيقى بين بيتر باركر والرجل العنكبوت، أى أن الصراع كان ذا عمق وإن كان عمقًا سطحيًّا، وربما هذا ما أسقط إيرادات الفيلم.
Spider-Man 3 : في 4 مايو عام 2007، من اخراج سام رايمي،حقق نسبة أرباح 245%، بعد تكلفة إنتاج 258 مليون دولار.
سلسلة أفلام Blade
Blade : في 21 اغسطس عام 1998، من اخراج ستيفن نورنجتون، حيث أقتحمت مارفل السينما بعالم الليل والظلام عبر فيلم بلَيد Blade، والذى جسده الممثل الأسمر ويسلى سنايبس Wesley Snipes، وتكلف إنتاج الفيلم حوالي 45 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح 192% وكان هذا مؤشرًا جيدًا لتستمر سلسلة بليد.
Blade II : في 22 مارس عام 2002، من اخراج جويلرمو ديل تورو، عاد بليد مرة أخرى فى الجزء الثانى من سلسلته، وتكلف إنتاجه بين 50: 54 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح بين 187%: 210%، متفوقًا على الجزء الأول دافعًا سفينته إلى الجزء الثالث.
Blade : Trinity : في 8 ديسمبر عام 2004، من اخراج ديفيد س. جوير، عودة جديدة لمصاص الدماء في الجزء الثالث، وتكلف إنتاجه 65 مليون دولار، فى حين كانت نسبة أرباحه 98%.
سلسلة أفلام Fantastic Four
Fantastic Four : في 8 يوليو عام 2005 ، من اخراج تيم ستوري، إذ ظهر فريق الأربعة المذهلين Fantastic Four، ليعيد الأمل لكوميكس مارفل وليؤكد أن مارفل لازال بجعبتها الكثير، فبرغم تيمة فريق الأبطال الجماعى، والتى قد لا يتقبلها الجمهور بشكل جيد كتيمة البطل الأوحد، حقق الفيلم نسبة أرباح 231% لتكلفة إنتاج 100 مليون دولار.
Fantastic Four: Rise of the Silver Surfer : في 12 يونيو عام 2007، من اخراج تيم ستوري، الجزء الثاني الذي أثبت فيه فريق المذهلين أن العمل الجماعى قادر على أن يحافظ على مستوى أداء الفريق، تكلف إنتاج الفيلم 100 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح 230%، وكان قد حقق 231% بالجزء الأول.
وهناك أفلام منفردة أخرى مثل:
Daredevil : في 14 فبراير عام 2003، من اخراج مارك ستيفن جونسون،و يحكي قصة البطل الكفيف المتهور Daredevil وجسده بن إفليك Ben Affleck وحمل الفيلم اسمه مجردًا، والمقاتلة إلكترا Elektra وجسدتها جنيفر جارنر Jennifer Garner، ليواجها معًا القاتل Bullseye الذى جسده كولن فارل Colin Farrell، وويلسون فيسك Wilson Fisk الذى جسده الراحل مايكل كلارك دينكن Michael Clarke Duncan، وكلفت تلك المواجهة شركات الإنتاج 78 مليون دولار، وحقق الفيلم نسبة أرباح 130%، ما دفع شركات الإنتاج إلى استكمال السلسلة بإعادة شبح إلكترا من عالم الأموات، سنة 2005.
Elektra : في 14 يناير عام 2005 ، من اخراج روب بومان، خاض عالم مارفل تجربة جعلته يتمنى العودة لنسب أرباح 2004. , تكلف إنتاجه 43 مليون دولار، ولم يحقق سوى نسبة أرباح 32%
The Punisher : في 16 ابريل عام 2004، من اخراج جوناثان هينسلي، المعاقب الذى لم ينل فرصته الحقيقية فى عالم مارفل السينمائى، فأتت تكلفة الفيلم منخفضة للغاية بمبلغ 33 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح 66% فقط، ربما حقق ربحًا، لكنه فوز بطعم الخسارة خاصة لشخصية عملاقة فى عالم القصص المصورة كالمعاقب.
Ghost Rider : في 16 فبراير عام 2007، من اخراج مارك ستيفن جونسون، الفيلم حقق نسبة أرباح 108% لتكلفة إنتاج 110 مليون دولار، من بطولة نيكولاس كيدج لشخصية السائق الشبح الذي يعقد صفقة مع الشيطان لبيع روحه مقابل مساعدته.
HULK : في 20 يونيو عام 2003، من اخراج انج لي، وانتهت سنة 2003، بفيلم الرجل الأخضر، كما يُدعَى أو العملاق Hulk بروس بَنَر Bruce Banner الذى جسد دوره إيرك بَنَا Eric Bana، ولكن لم يحقق النجاح المرجو، فتكلف إنتاج الفيلم 137 مليون دولار، وحقق نسبة أرباح 79% فقط، ومقارنة بمن سبقوه فهذا يُعَد فشلًا تامًا.
كان آفي أراد رئيس قسم الأفلام في مارفل مسروراً بأفلام الرجل العنكبوت في شركة سوني ، لكنه كان أقل سعادة تجاه الأفلام الأخري، ونتيجة لذلك قرروا تشكيل استوديوهات مارفل ، أول استوديو سينمائي مستقل في هوليوود منذ استوديوهات دريم ووركس.
مع بداية الألفية الجديدة، بدأت «دي سي» محاولات جادة لإنتاج قصصها المصورة سينمائيًّا مع المخرج «كريستفر نولان»، فأدركت منافستها «مارفل» ضرورة أن تكون لها تجربتها السينمائية الجديدة..وبمقالة قادمة، سنتحدث عن تلك التجربة الرائعة المسماة بعالم مارفل السينمائي Marvel Cinematic Universe.
