” مفيش عار أكبر من الفقر ” بتلك العبارة يلخص شكري، رجل القانون، والابن الأكبر للحاج عبد البديع تاجر المخدرات والأعشاب، فلسفة فيلم العار المصري من تأليف السيناريست الموهوب محمود أبو زيد وإخراج أحد أنشط مخرجين جيل الثمانينات من القرن العشرين.

العار

لفيلم العار دلالات شتى، ولاختيار المؤلف اسم علم وحيد دلالات اجتماعية ودينية وفلسفية شتى، فأنت هنا لن تعرف ما هو العار تحديدا، هل هو الفقر؟ هل هو التناقض؟ هل هو رجل القانون الموافق على تجارة غير مشروعة من أجل الهرب من مصير مؤلم؟

العار فيلم مصري أيقوني، من إبداعات موجة الواقعية الجديدة بثمانينات القرن الماضي، تلك الواقعية التي حرصت على عرض المشكلات المجتمعية بشفافية شديدة، راصدة بدقة متغيرات عميقة تحدث للمجتمع المصري، فتغير من تركيبته الاجتماعية والاقتصادية والدينية.

الحاج

يبدو الحاج ببداية العار رب عائلة حقيقي، فهو حريص على سعادة أسرته، وتوفير كل متطلباتها، كما أنه حريص على تأدية الفروض خاصة فريضة الحج المقدسة، إضافة إلى رحمته المفرطة فيما يخص فقراء الزبائن الذين يترددون على محل عطارته، فيتسامح مع ظروفهم للغاية.

يموت الحاج بحادث مفاجيء، ويترك عائلته في معضلة أخلاقية ودينية قاصمة، فبعد رحيله عن العالم المنظم الذي صنعه، يكتشف أبناءه أن ذلك العالم الفاضل المثالي نشأ بفضل التجارة في المخدرات وليس بفضل التجارة في العطارة.

ونفس وما سواها

يقرر الأبناء بعد صراع مع القيم والأخلاق والضمير الاستمرار بتجارة المخدرات، لأنه على حد وصف أكبرهم ” مفيش عار أكبر من الفقر ” ويعتزلون وظائفهم الإنسانية للخلاص من وخز الضمير، فيترك أكبرهم النيابة، ويترك أوسطهم الطب النفسي وعلاج الإدمان.

تنقلب حياة الجميع رأسا على عقب بعد فشلهم في تلك التجارة، وبعد خسارتهم لأموالهم ووظائفهم ومن يحبون أيضا، وينتهي خيارهم بقبول الاتجار غير المشروع في نهاية حيواتهم وميراثهم الحقيقي، حيث انه لا يصح إلا الصحيح، ولا مبرر بحال للجريمة.