الجوهرة السمراء بيليه أعظم لاعبي القرن العشرين

لا يقتصر تقدير الجوهرة السمراء بيليه عند البرازيليين فقط، فقد نال لقب أعظم لاعب كرة قدم في القرن العشرين، فمن هو بيليه؟ وما هي إنجازاته؟ وكيف يراه مشاهير العالم؟

مولد ونشأة الجوهرة السمراء بيليه

بيليه الجوهرة السمراء، اسمه الحقيقي أديسون أرانتيس دو ناسيمنتو، ولد في 23 أكتوبر 1960م، في مدينة ريس كاراكوس في البرازيل، كان الطفل الأول لوالديه، سماه أبوه “أديسون” على اسم توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي، وغادر وهو صبي مع عائلته إلى مدينة باورو.

لعب أديسون بالكرة “الشراب” مع أصدقائه في شوارع المدينة، وظهرت موهبته، إلى أن أقنع أحدُ المدربين أهلَه ليسمحوا له بالانضمام إلى نادي سانتوس وهو في عمر الخامسة عشر، ومن هنا بدأ نجم بيليه في السطوع[1].

بيليه مع المنتخب: صعود منصة التتويج ثلاث مرات

انضم بيليه – الذي لا يُعرف تحديدًا متى وكيف لقب بهذا الاسم- إلى المنتخب البرازيلي المشارك في نهائيات كأس العالم 1958م، المقامة في السويد، ولمع نجمه في هذه البطولة. ساهم صاحب الثمانية عشر عامًا في الحصول على اللقب الأول للسامبا البرازيلية، وانهالت على الفتى الأسمر عروض الاحتراف في أوروبا، إلا أن الحكومة البرازيلية أعلنت أن بيليه يُعدّ كنزًا وطنيًا لتغلَق باب العروض الكبيرة من الأندية الأوروبية وتضمن بقاءه في البرازيل.

في كأس العالم التي أقيمت في شيلي عام 1962م، أصيب بيليه في المباراة الثانية له مع المنتخب، إلا أن زملاءه أكملوا الطريق، وحصدت البرازيل اللقب للمرة الثانية على التوالي، وأقيمت الكأس التالية في إنجلترا عام 1966م، وعانى بيليه من اللعب الخشن ومضايقات مدافعي الخصوم مما أدى إلى إصابته، وخرجت البرازيل من الدور الأول هذه المرة[2].

في عام 1970م، أقيمت كأس العالم في المكسيك، ونجح بيليه في قيادة البرازيل لنيل اللقب للمرة الثالثة، لتحتفظ بكأس جول ريميه إلى الأبد.

جدول يُظهر مشاركات بيليه الدولية[3]

بيليه وسانتوس وكوزموس

سار بيليه النجم الأول لنادي سانتوس، وعاصر ما يُلقب بالجيل الذهبي للنادي، وفاز 6 مرات بالدوري البرازيلي ومرتين بكأس ليبرتادوريس (كأس الأندية الأبطال في أمريكا اللاتينية)، وقد أضحى سانتوس “بيليه” بطل العالم على مستوى الأندية، حينما تغلب على نادي بنفيكا البرتغالي بكأس الانتركونتيننتال في عام 1962م، مكررًا هذا الإنجاز في العام التالي ضد ميلان. كأس الانتركونتيننتال هو لقب يُمنح للفائز في المباراة التي تجمع بين الحائز على بطولة أوروبا للأندية، والحائز على كأس الأندية الأبطال في أمريكا اللاتينية.

أداء بيليه المثير وتسجيله للأهداف الرائعة، جعلاه نجمًا في جميع أنحاء العالم. قام فريقه سانتوس بجولة دولية من أجل الاستفادة الكاملة من شعبيته، وفي عام 1967م رافق فريقه إلى نيجيريا، حيث تمت الدعوة لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في الحرب الأهلية آنذاك؛ للسماح للجميع بمشاهدة اللاعب العظيم.

قرر بيليه اعتزال كرة القدم في عام 1974م، ولكنه تراجع عن قراره عام 1975م، وقبل عرضًا مدته ثلاث سنوات بقيمة 7 ملايين دولار، مع فريق نيويورك كوزموس التابع لدوري كرة القدم لأمريكا الشمالية، وأسهم في الترويج للعبة التي لا تُعد اللعبة الأكثر جماهيرية في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد أن قاد الكوزموس إلى بطولة الدوري عام 1977م، أعلن الجوهرة السمراء اعتزاله لكرة القدم، ليُحرَم محبو وعشاق الساحرة المستديرة من أحد أعظم وأمهر من لعب كرة القدم في التاريخ.

بيليه واليونسكو[4]

في إبريل عام 1994م، عُين بيليه مبعوثًا للنوايا الحسنة من قبل منظمة اليونسكو، تقديرًا لجهوده في دعم الرياضة ومساعدة الأطفال المحرومين، وقد زار الأسطورة البرازيلي العديد من البلدان مثل المكسيك وجواتيمالا وكولومبيا والبرازيل، وباعتبار كرة القدم لغة عالمية مشتركة فقد شارك في الترويج للرياضة كأداة للسلام والتعاون بين الدول.

ساهم بيليه في عدد من الحملات والمحافل منها مساهمته في إنجاح حملة “الأطفال المحتاجون” في نوفمبر 1996م، التي نظمتها القناة التلفزيونية الألمانية RTL، تم تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع اليونسكو لصالح الأطفال الفقراء، وقد سبق وأن حصل بيليه على جائزة السلام الدولية في عام 1978م.

ماذا قال هؤلاء العظماء عن بيليه[5]؟

نيلسون مانديلا الرئيس التاريخي لجنوب إفريقيا: “مشاهدته وهو يلعب، تجعلني مسرورًا كالطفل الذي يشاهد الرجل الخارق”.

إريك كانتونا لاعب المنتخب الفرنسي ومانشيستر يونايتد في التسعينيات: “الفنان في نظري هو من يمكنه أن يضيء غرفة مظلمة، لم أجد ولن أجد أبدًا فرقًا بين تمريرة من بيليه إلى كارلوس ألبرتو في نهائي كأس العالم عام 1970م وشِعر رامبو الشاب، يوجد في كل من هذه المظاهر البشرية تعبير عن الجمال يلمسنا ويمنحنا إحساسًا بالخلود”.

الرئيس الأمريكي رونالد ريجان: “اسمي رونالد ريجان، أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سابقًا، لكنك لست بحاجة إلى تقديم نفسك لأن الجميع يعرف من هو بيليه “.

أما بوشكاش نجم المجر فيقول: “أعظم لاعب في التاريخ هو دي ستيفانو، أما بيليه فهو أعظم من ذلك”.

النجم الإيفواري ديديه دروجبا: “الملك صاحب الجلالة وصاحب السمو، لقد شاهدت مقاطع مرئية تعرض مشاركاتك في بطولات كأس العالم، لقد أرسلت لي رسائل إيجابية، أشكرك على مشاركتك المُلهمة”.

دونجا قائد المنتخب البرازيلي في التسعينيات: “بالنسبة إليّ فـ بيليه يُعد أسطورة، أسطورة لا يمكن الجدال حولها، لقد فعل أشياء لا يستطيعها أحد من البشر”.

أما الهولندي الطائر يوهان كرويف فيقول “لقد كان بيليه اللاعب الوحيد الذي تجاوز كل حدود المعقول”.

يورجن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول: “عندما كان عمري خمس أو ست سنوات  حدثني والدي قائلًا: مهما حدث المستقبل، فسيظل بيليه أفضل لاعب على الإطلاق، ولا يزال ذكرى ميلادي في عام 2006م أحد أعظم أيام حياتي، عندما أهديتني القميص الشهير الذي يحمل رقم 10 وعليه توقيعك، سوف أحتفظ به إلى الأبد”.

كارل هاينز رومينيجه: “من ناحية المهارات كان بيليه الأفضل في العالم. لقد كان مذهلاً أمام المرمى، لم يكن أفضل لاعب في العالم فحسب، بل كان أيضًا أفضل سفير لكرة القدم، لا أحد في العالم فعل الكثير من أجل كرة القدم”.

النجم البرازيلي زيكو: “هذا الجدال المثار حول أفضل لاعب في القرن العشرين أمر سخيف، هناك اختيار واحد محتمل: بيليه. إنه أعظم لاعب في كل العصور، ربما أضيف آخرين لكنهم على مسافة شاسعة منه”.

في 23 أكتوبر 2020م، احتفل الجوهرة السمراء بيليه بعيد ميلاده الثمانين، وصرّح يومها أنّ “الشيء الوحيد الذي لم يحققه ويتمنى أن يفعل هو أن يصعد القمر ويلعب الكرة عليه”[6]، ليحصل على قليل من المتعة.

هوامش ومصادر

[1] Pelé Biography, available at: https://www.biography.com/athlete/pele

[2]  Pelé Profile, https://www.britannica.com/biography/Pele-Brazilian-athlete

[3]  Pelé Profile, transfermarkt Website, available at:

[4]Edson Arantes Do Nascimento, Pele, UNESCo Goodwill Ambassadors, available at: http://www.unesco.org/new/en/goodwill-ambassadors/champions-for-sport/edson-arantes-do-nascimento-pele/

[5] What they said about Pele, What they said about Pele, FIFA website, https://www.fifa.com/news/what-they-said-about-pele

[6] Pele: The only thing I haven’t done in 80 years is play on the moon, https://www.fifa.com/news/pele-the-only-thing-i-haven-t-done-in-80-years-is-play-on-the-moon