ألفريد نوبل هو واحد من أشهر العلماء والمخترعين ورجال الصناعة والتجارة في القرن التاسع عشر. وقد ذاعت شهرته باعتباره مخترع الديناميت. وُلِد “ألفريد برنارد نوبل” في مدينة ستوكهولم السويدية 21 أكتوبر عام 1833م من أبوين سويديين. رحل مع والديه إلى مدينة سان بطرسبرج عاصمة روسيا عام 1852م، حيث حصل أبوه “برنارد نوبل” على مركز مرموق باعتباره مخترعًا ورجلاً من رجال الصناعة. تلقى ألفريد دروسًا خصوصية في الكيمياء واللغات (السويدية، والروسية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية) التي أتقنها تمامًا، وفيما بعد كان يكتب بهذه اللغات نثرًا رفيعًا.
نبوغ ألفريد نوبل
بعد رحلات علمية خلال الأعوام من 1850 إلى 1852م، في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، بدأ ألفريد في ممارسة الكيمياء مع والده في سان بطرسبرج، ثم عاد مع والديه إلى السويد عام 1863م، حيث مارس الكيمياء في معمل المتفجرات الذي يملكه والده، وحصل على براءة اختراع عام 1864م لمادة أسماها “مُشعِل نوبل” وكانت تعتبر حينها أعظم اكتشاف في ميدان المواد المتفجّرة.
بعدها – وعبر معامله المتعددة في ألمانيا وفرنسا واسكتلندا وإيطاليا والسويد- أدخل تحسينات على مادة النيتروجلسرين، أنتجت له عدة متفجرات، من بينها “الديناميت”، الذي أحدث ثورة في عالم المناجم وشق الطرق والأنفاق، و”البيستايت” الذي نتج عنه تطورٌ شامل في استخدام الأسلحة النارية.
امتدت موهبة الاختراع والتطوير عند ألفريد نوبل إلى مجالات متعددة، فاخترع مواد تخليقية كثيرة من الكاوتشوك والجلود، واستحدث وسائل جديدة للاتصالات وأجهزة الإنذار، وغيرها، حتى حاز على 355 براءة اختراع. قاد نوبل حملة استثمار وتسويق سريعة لمنتجاته واختراعاته، فأنشأ 90 مصنعًا وشركة، في 20 دولة عبر القارات الخمس، كما كان رائدًا في تأسيس الشركات متعددة الجنسيات.
حياة نوبل العاطفية
كان ألفريد نوبل فاشلاً في حياته العاطفية، فلم يتزوج أبدًا رغم مروره بتجربتين للارتباط، وبالمقابل كان يحب أمه لدرجة العبادة، وكان شديد الحرص على رفاهيتها، وظلّت هواجسه وإحساسه بالخوف والوحدة تصحبه حتى أيامه الأخيرة، ومات وحيدًا في منزله بمدينة سان ريمو بإيطاليا، في 10 ديسمبر 1896م.
قبل وفاته بعام، كتب ألفريد نوبل وصيته التي نصّ فيها على تخصيص صندوق من رأس مال مشاريعه، توزّع أرباحه سنويًا في شكل جوائز تُمنح للذين قدّموا خدمات عظيمة للبشرية في خمسة فروع محدّدة: الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام.
نص وصية ألفريد نوبل
ترجم الدكتور أنيس فهمي إقلاديوس في كتابه “أدباء فازوا بجائزة نوبل”، نصّ وصية ألفريد نوبل التي انطلقت جائزة نوبل على أساسها. فيما يلي نص الوصيّة:
“جميع ممتلكاتي الباقية المعروفة يصير التصرّف فيها على النحو التالي:
رأس المال المستثمر في مشروعات مؤتمنة بوساطة المنفذين سيكوّن صندوقًا توزّع أرباحه سنويًا في شكل جوائز تُمنَح للذين قاموا، خلال السنة السابقة، بتقديم أعظم خدمة للبشرية. ويصير تقسيم الأرباح السابق ذكرها إلى خمسة أجزاء متساوية، توزّع كالآتي:
جزء يُمنح للشخص الذي أنجز أهم اكتشاف، أو اختراع في ميدان الفيزياء، وجزء يُمنح للشخص الذي أنجز أهم اكتشاف أو تطوير في ميدان الكيمياء، وجزء للشخص الذي قام بأهم اكتشاف في ميدان الفسيولوجيا أو الطب، وجزء للشخص الذي أبدع في ميدان الأدب أهم عمل يتصف بالمثالية، وجزء للشخص الذي قام بأفضل عمل في مجال الإخاء بين الشعوب، ونزع أو خفض الأسلحة الموجودة وعقد وتشجيع مؤتمرات السلام.
وتمنح الأكاديمية السويدية للعلوم جوائز الفيزياء والكيمياء، ويمنح معهد كارولينسكا بستوكهولم جوائز الأعمال الفسيولوجية أو الطبية، أما جوائز الأدب فتمنحها الأكاديمية بستوكهولهم. وأما بالنسبة لجوائز أبطال السلام، فتمنحها لجنة من خمسة أشخاص ينتخبهم البرلمان النرويجي.
وإني أعبّر عن رغبتي في أن تُمنَح الجوائز بدون أي اعتبار لجنسية المرشحين سوى أن يكونوا الأكثر استحقاقًا – سواء كانوا ينتمون إلى سكنديناوه أو غيرها من البلدان”.
باريس في 27 نوفمبر 1895م – ألفريد برنارد نوبل