دوّى اسمه في مجلس العموم البريطاني، وحذّر منه أعضاء المجلس: (هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وإفريقيا والهند… إنه لخطر عظيم على البلاد الأوروبية). كان محمد عبد الكريم الخطابي قائدًا شابًا قد أظهر تفوقًا عسكريًا وسياسيًا مبهرًا في أقل من خمس سنوات في عشرينات القرن الماضي، بشكل بات يهدّد مصالح كل الدول الاستعمارية حينها، وكان عليها أن تتعامل بحسم مع هذا الخطر. فيما يلي نستعرض بإيجاز قصة بطل الريف المغربي محمد عبد الكريم الخطابي، منذ ولادته في الريف المغربي، وبزوغ نجمه السياسيّ والعسكريّ، وحتى وفاته في مصر عام 1963م.
قصة بزوغ محمد عبد الكريم الخطابي
ولد محمد عبدالكريم الخطابي سنة 1883م (1301هـ)، في بلدة “أغادير” في الريف المغربي بين “مليلية” و”تطوان” قرب الحسيمة المغربية. نشأ وتربى تحت رعاية والده، الذي حرص على تنشئته نشأة دينية سليمة؛ فبدأ بتعليمه القرآن حتى أتم حفظه ودرس مبادئ الشريعة وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية في مليلة، ثم أرسله والده إلى جامعة القرويين بمدينة (فاس) لدراسة العلوم الشرعية واللُّغوية. وبعد تخرُّجه من الجامعة وتَمكُّنه من الفقه الإسلامي والحديث، عمل مُعلِّمًا ثم قاضيًا، وقاضيًا للقضاة في مدينة مليلة المحتلة وعمره آنذاك لم يتجاوز الثالثة والثلاثين، وكذلك عمل محررًا صحفيًا في جريدة “تلغراف الريف”.
نشأ الخطابي في الريف المغربي، وهو عبارة عن سلسلة جبلية كبيرة تقع شمال المملكة المغربية، كانت دائمًا مركزًا للمقاومة الأمازيغية ضِدَّ الدخلاء والغُزاة من الفينيقيِّين والرومان والإسبان والفرنسيين، وتتمَيَّز العديد من مناطق وسفوح جبال الريف بتساقطات مطرية غزيرة؛ وبالتالي نمو غطاء نباتي كثيف، وازدهار أنشطة الزراعة، والرعي، وقطع الأشجار. وقد ساعد كلُّ ذلك في تكوين شخصية الخطابي، الذي سيقدّر له فيما بعد قيادة منطقة الريف في مواجهة الاستعمار الإسباني والفرنسي.
كان أبوه أميرًا على البربر الذين في الريف المغربي، وحارب مع والده في الحرب العالمية الأولى في صفوف الدولة العثمانية، وذلك سنة 1334هـ/ 1915م.
وبعد إعلان إسبانيا الحماية على شمال المغرب، وتطلعها إلى التهام منطقة الريف، اصطدمت بوالد الخطابي زعيم قبيلة بني ورياغل، الذي رفض الخضوع للإسبان، وتقديم فروض الولاء للجنرال الإسباني “غودرانا”، وأدى هذا الخلاف إلى قيام الإسبان بعزل الخطابي الابن عن القضاء، ومحاكمته وسجنه نحو عام.
حاول الخطابي الهروب من السجن، وأصيب بكسرٍ في ساقه، وعثر عليه الإسبان وأعادوه للسجن، ليُطلَق سراحه بعدها بأربعة أشهر، ويخرج ليجد أباه يجهّز مجموعات المقاومة لقتال الإسبان.
لكن الموت لم يُسعف أباه في تحقيق أمنيته، فتوفي في سنة (1920م/ 1339هـ)، فخلفه ابنه محمد عبد الكريم الخطابي في زعامة قبيلته، حاملاً وصية أبيه له ولأخيه: “إذا لم تستطيعا الدفاع عن استقلال الريف وحقوقه فغادراه إلى مكان غيره”. ليشكل ذلك نقطة انطلاق الاستعدادات المكثفة لترجمة الوصية، ومواصلة السير في حرب استقلال الريف عن الاحتلال الإسباني.
إطلاق شرارة المقاومة من جديد
كان عُمر الخطابي 39 عامًا حين تولى مقاليد الأمور في منطقة الريف، قد حنكته التجارب، وأصقلته الأيام، ووحد هدفه، فاستكمل ما كان أبوه قد عزم على القيام به من مواصلة المقاومة، وإخراج الإسبانيين من البلاد.
كانت إسبانيا آنذاك ثالث قوة أوربية، وكانت لتوّها خارجة هي وسائر حليفاتها من انتصار هائل في الحرب العالمية الأولى؛ مما جعل زهوها وغرورها يتضاعف.
في منتصف أبريل من عام 1921م، توجهت قبائل الريف إلى جبل قاما، لعقد الاجتماع حول الأوضاع التي كانت تعانيها المنطقة الريفية. وبعد نقاشات وجدالات كثيرة دامت حتى بداية شهر مايو من نفس السنة استطاع محمد أن يوحد القبائل الريفية ويضع حدًا للصراعات التي كانت تمزق المجتمع الريفي، ويقضي على ظاهرة الثأر بين القبائل، فتعاهدت القبائل على توحيد صفوفها والدفاع عن أرضها.
اتخذ المجلس في نهاية عرض ألقاه محمد بن عبد الكريم، قرارًا ثوريًا بالنسبة الى تلك الفترة: إلغاء الأسلوب القبلي في حل النزاعات، والعودة الى تطبيق مبادئ الشريعة في جميع القبائل على أيدي قضاة يعينون لهذا الغرض. وكانت أول نتيجة لذلك هي تطبيق قانون العقوبات:”من يقتل يقتل”، وبذلك لم يعد للثأر وللفدية أية قيمة.
لتنطلق بعد ذلك شرارة المقاومة وبداية الحرب التحريرية الثانية التي بدأت مباشرة في أول يونيو 1921م، مع معركة “دهار أبران” الذي كان مركزًا استراتيجيًا للمعسكر الإسباني. وبعد معركة قوية بين الثوار الريفيين الذين لم يكن يتعد عددهم 300 رجلاً تمكنوا من هزيمة الإسبان، حيث سقط 400 رجل من القوات الإسبانية، وغنم الريفيون الكثير من البنادق والمدافع. وبعد هذا النصر تقاطرت القبائل الريفية الأخرى تعرض تأييدها أو محمد بن عبد الكريم الخطابي (مولاي محند) أميرًا عليها. وفي 17 يوليو 1921م تكرر نفس السيناريو وانتصر الريفيون في “إغريبن”.
معركة أنوال
في تلك الأثناء كان الجنرال “سلفستر”- قائد قطاع مليلة- يزحف نحو بلاد الريف؛ ليُحكم السيطرة عليها، ونجح في بادئ الأمر في الاستيلاء على بعض المناطق، وحاول عبد الكريم الخطابي أن يحذر الجنرال “سلفستر” من مغبة الاستمرار في التقدم، والدخول في مناطق لا تعترف بالحماية الإسبانية الأجنبية، لكن الجنرال لم يأبه لكلام الخطابي، واستمر في التقدم ممنيًا نفسه باحتلال بلاد الريف، مستهزءًا: “أنا ذاهب لأمسح حذائي في الريف”.
كانت قوات الجنرال الإسباني تتألف من 24 ألف جندي مجهزين بالأسلحة والمدفعية، ولم تصادف هذه القوات في زحفها في بلاد الريف أية مقاومة، واعتقد الجنرال أن الأمر سهلاً، وأعماه غروره أن رجال عبد الكريم الخطابي يعملون على استدراج قواته داخل المناطق الجبلية المرتفعة، واستمرت القوات الإسبانية في التقدم وتحقيق انتصارات صغيرة؛ حتى احتلت بلدة أنوال في (15 مايو 1921م /7 رمضان 1339هـ).
بعد ذلك بدأ رجال عبد الكريم الخطابي هجومهم على كل المواقع التي احتلها الإسبانيون، وحاصروا هذه المواقع حصارًا شديدًا، وفشل الجنرال في رد الهجوم، أو مساعدة المواقع المحاصرة، وأصبحت قواته الرئيسة، التي جمعها في “أنوال” مهددة، بعد أن حاصرها وطوقها رجال الريف، وحين حاول الانسحاب بقواته اصطدم بقوات الخطابي في (22 يوليو 1921م / 16 ذي القعدة 1339هـ) في معركة حاسمة عُرفت بمعركة (أنوال)، وكانت الهزيمة الساحقة للقوات الإسبانية؛ حيث أبيد معظم الجيش المحتل، وأقر الإسبان بأنهم خسروا في تلك المركة 15 ألف قتيل يتقدمهم الجنرال “سلفستر”، ووقع في الأسر 570 جنديًا، غير الغنائم من الأسلحة التي وقعت في أيدي الريفيين (500 مدفع من مختلف الصناعات و30 ألف بندقية ومليون خرطوشة وسيارات وشاحنات ومواد أخرى)، بالإضافة إلى استرجاع 130 موقعًا من المواقع التي احتلتها إسبانيا، ولم يعد يتبقى تحت الاحتلال سوى سبتة ومليلة.
بعد الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الريفية في ملحمة أنوال، أصبح الريف يتوفر على جيش كبير ومعدات كثيرة، الشيء الذي أدى بمولاي محند (محمد بن عبد الكريم الخطابي) إلى التفكير في تأسيس كيان مستقل، حتى تنجح القضية الريفية.
إعلان جمهورية الريف
دعا محمد عبد الكريم الخطابي السكان والقبائل إلى اجتماع عام في معسكره، فتجاوبت القبائل، وعُقد مؤتمر شعبي مُثّلت فيه جميع القبائل، واتفق الجميع على الدفاع عن أرض الريف، وتأسيس نظام سياسي، فتم تشكيل مجلس شورى عام عرف بالجمعية الوطنية، مثلت فيه إرادة الشعب، وكان دور المجلس هو تنظيم المقاومة الوطنية، وإدارة شئون البلاد.
كان أول قرار تمّ اتخاذه هو إعلان استقلال الريف (الجمهورية الإتحادية لقبائل الريف) في 18 سبتمبر 1921م، عاصمتها أغادير، وعملتها الريفان، وتأسيس حكومة دستورية جمهورية من العناصر الشابة، ويرأسها زعيم الثورة محمد عبد الكريم الخطابي.
وتم وضع دستور للجمهورية يشتمل على 40 مادة، نصّت على تشكيل وزارات، وجعل السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في يد الجمعية الوطنية التي يرأسها الأمير الخطابي، ونص على أن رجال الحكومة مسئولون أمام رئيس الجمهورية، والرئيس مسئول أمام الجمعية الوطنية، واختارت الجمعية هذه القاعدة في دستورها وفقا لتقاليد المغرب ومنطقة الريف وعاداته المعروفة محليا بـ”إزرفان”.
أما فيما يتعلق بالوزارات فقد نص الدستور على تشكيل أربعة مناصب وهي مستشار رئيس الجمهورية، وهو يقوم مقام رئيس الوزارة، ووزير الخارجية، ووزير المالية، ووزير التجارة. أما بقية الأعمال الأخرى كالحربية فقد جعلها الدستور من اختصاص رئيس الجمهورية.
سريعًا، شرع الخطابي في تحديثات الجمهورية الوليدة، فوطّد دعائم الأمن، وأنشأ المدارس والمستشفيات، وأرسل البعثات إلى أوربا، وقلل جدًّا من حوادث الثأر بين القبائل، وأسّس نظام تجنيد فريد، حيث أوجب على كل الذكور من سن 16 إلى 55 أن يتجندوا كل شهر 15 يومًا، ويعودوا إلى وظائفهم وأهليهم 15 يومًا، وهكذا دواليك كل شهر، فضمن وجود الجند، وضمن أيضًا حسن سير الإمارة واطمئنان الناس على أهليهم وأولادهم.
وعلى مستوى السياسة الخارجية، تعتبر سنة 1923 بالنسبة لجمهورية الريف سنة التحركات الديبلوماسية بامتياز، وهي السنة التي برزت رسميًا إلى المجتمع الدولي، وأرسلت الحكومة الوفود إلى دول العالم وطلبت من فرنسا وبريطانيا وبابا الفاتيكان الاعتراف بجمهورية الريف، كما سعت إلى الانضمام إلى عصبة الأمم من أجل الحصول على الاعتراف الرسمي بوجودها، إلا أن المسعى لم يتحقق نظرا لسيطرة الدول الاستعمارية على عصبة الأمم.
التحالف الأوروبي ضد جمهورية الريف
كان وقع هزيمة أنوال شديد الوطأة على الأسبان، لدرجة أنّ الديكتاتور الإسباني “بريمو دي ريفيرا” قرّر أن يتولى القيادة العسكرية بنفسه ليعمل على إنقاذ جيشه، وتفاوض مع الفرنسيين لكي يقوموا بمساعدته، وأثمرت مفاوضاته معهم، فاتفقت القوتان الفرنسية والإسبانية على محاربة عبد الكريم، وفي ذلك الوقت كانت فرنسا أقوى دولة برية في العالم، والجيش الإسباني ثالث الجيوش الأوربية.
توجه الجيش الفرنسي إلى مدينة فاس، بقيادة الجنرال لوتي المعروف بالحنكة والبراعة، وفي المقابل أرسل الخطابي جيشًا بقيادة أخيه، الذي بالرغم من افتقاده لميزة الطبيعة الجبلية إلا أن قوتهم تضاعفت بازدياد عدد القبائل التي انضمت إليهم. التقى الجيشان في مزيان، وانتصر جيش الريف انتصارًا ساحقًا، لدرجة جعلت رئيس وزراء فرنسا يسرع إلى ميدان المعركة ويعزل لوتي ويولّي مكانه المارشال بيتان.
طلبت فرنسا من إسبانيا أن تفتح جبهة جديدة، فغطت الطائرات سماء مراكش، وأخذت تضرب المدنيين بلا تمييز، بل إنها تعمدت ضرب الأسواق التجارية والمدارس والمستشفيات، لتشيع الذعر والخوف.
مع تشكل تحالف دولي وإعلان الحرب على جمهورية الريف، والاستعانة بجنود مرتزقة من شمال إفريقيا، عُقد مجلس حربي مشترك بقيادة الجنرال بواشو في القيادة الفرنسية وسان خورخو في القيادة الإسبانية والجنرال أوفقير وولي العهد المغربي الحسن بن محمد الخامس، واتفقوا جميعًا على الهجوم دفعة واحدة على جميع الاتجاهات من جمهورية الريف.
وبعد المعارك الكثيرة في فصل الشتاء من سنة 1925م، تمكنت القوات الفرنسية من التقدم والاتصال بالقوات الإسبانية التي كانت تتقدم بدورها، وظلت القوات الغازية المتحالفة تتقدم مستخدمة كل الأسلحة الفتاكة آنذاك (وخصوصًا الغازات السامة)، والقصف المتواصل من الطائرات والمدافع على المراكز الريفية ليلَ نهار، حتى تمكنت قوات التحالف من الاستيلاء على عاصمة الريف “أغادير” بعد الإنزال المكثف على شاطئ الحسيمة.
في فصل الربيع من العام ذاته، كثفت جيوش التحالف ضغطها من جميع الاتجاهات، (الأسبان والفرنسيين من جهة البحر شمالاً، والأسبان شرقًا وغربًا، والفرنسيين جنوبًا)، مئات الآلاف في مقابل ما تبقى من جيش الريف الذي كان قوامه 20 ألفًا فقط، بعد خيانة بعض القبائل له وانسحابهم من جيشه.
وتحت الحصار، فاوضته قوات التحالف على التسليم، إلا انه رفض وفضّل الموت في ساحة المعركة، ولم يلبث أن وقع أسيرًا، وتم نفيه عام 1926م إلى جزيرة “رينيون” في المحيط الهندي، شرقي مدغشقر، وظل هناك في الحبس الانفرادي في المنفى لمدة 21 سنة.
محمد عبد الكريم الخطابي في مصر
في عام 1947م، قرر الفرنسيون نقل الخطابي من الحبس الانفرادي في مدغشقر إلى فرنسا. أخذته سفينة تجارية فرنسية من الجزيرة، وأثناء مرورها بميناء عدن للتزود بالمؤن والوقود، تسرّب الخبر بوجود الخطابي على متن السفينة، فتمّ ترتيب الأمر بين الجامعة العربية والملك فاروق لتحرير الخطابي.
عند مرور السفينة بميناء بورسعيد، صعد إليها عبد الرحمن عزام – أول رئيس للجامعة العربية-، وطلب من قائدها أن ينزل الخطابي لمقابلة الملك فاروق، ووافق قائد السفينة. قرّر الملك فاروق الإبقاء على عبد الكريم الخطابي داخل الأراضي المصرية، وهو ما سبّب أزمة دبلوماسية بين فرنسا والمملكة المصرية حينها لدرجة أن فرنسا اتهمت مصر بالخيانة والغدر.
في مصر، بقي الأمير المقاوم محمد عبد الكريم الخطابي يتابع أخبار المقاومة، ويمدّ القادة والسياسيين بخبرته وإرشاداته، ومن بينهم القائد الثوري الشهير تشي جيفارا الذي قدِم إلى مصر خصيصًا لاستشارة الخطابي. وكانت وفاة الخطابي في عصر الرئيس جمال عبد الناصر، في 6 فبراير 1963م (1 رمضان 1382هـ). وخلال السنوات الأخيرة، أجريت بعض الترتيبات بين الجانبين المغربي والمصري، لنقل رفات الخطابي من القاهرة إلى المغرب.
من أقوال محمد عبد الكريم الخطابي
- “ليس في قضية الحرية حل وسط”.
- “غايتنا هي نفس غاية والدنا: تهيئة النفوس للنضال الذي علينا أن نخوضه ضد إسبانيا، وقبل كل شيء وضع حد للفوضى وبناء وحدة أبناء الريف”.
- “أنا لا أريد أن أكون أميرًا ولا حاكمًا، وإنما أريد أن أكون حرًّا في بلدٍ حر، ولا أطيق مَن سَلَب حريتي أو كرامتي”.
- “لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية، ونظامًا عادلاً يستمد روحه من تراثنا”.
- “لقد عملوا على تقديمي في صورة متمرد دموي وماكر، بينما كان الأمر بالنسبة لنا يتعلق فقط بالدفاع عن حقوقنا بإبراز مشروعية قضيتنا، وقد أخبرنا بذلك إسبانيا حتى بعد أحداث أنوال، وفعلنا نفس الشيء مع فرنسا ومع المارشال ليوطي والسلطان، وكذا مع بريطانيا ولدى عصبة الأمم، لم يرغب أحد في السماع بأننا نريد السلام والنظام والتجارة والتحالف مع العالم برمته، لكن ما دام الإسبان يرغبون في استئصالنا، فلا أحد بإمكانه أن يلومنا بدفاعنا عن حريتنا وديننا”.
- “علمتني السياسة أن الإيمان هو مفتاح كل شيء، فإذا أنت آمنت بفكرتك وعملت لها وذدت عنها، فإنك لابد أن تنتصر مهما أقيمت في وجهك الحدود والحواجز والسدود”.
- ومن كلماته أيضًا للغزاة الفرنسيين: “افعلوا بي ما تشاءون، من اليوم، فأنتم ظالمون على كل حال، ولا تنتظروا مني شيئًا غير هذا”.
مصادر للاستزادة
- سيرة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف ورئيس جمهوريتها، رشدي الصالح ملحس، المطبعة السلفية، القاهرة، 1924م.
- محمد عبد الكريم الخطابي: من القبيلة إلى الوطن، محمد العربي المساري، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، 2012م.
- عبد الكريم الخطابي: حرب الريف والرأي العام العالمي، الطيب بوتبقالت، سلسة شراع، المغرب، أبريل 1997م.
- عبد الكريم الخطابي، د. جلال يحيى، سلسلة أعلام العرب، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، مصر، 1968م.
- محمد بن عبد الكريم الخطابي: صفحات من الكفاح المغربي ضد الاستعمار، د. محمد علي داهش، وزارة الثقافة، بغداد، 2002م.