سواق الأتوبيس فيلم من أفلام الواقعية الجديدة بمسيرة السينما المصرية، والواقعية الجديدة توجه سينمائي تبناه عدد من المخرجين المصريين الشباب أمثال محمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب بالثمانينات.
عاطف الطيب
بفيلم سواق الأتوبيس من أخراج المخرج المصري الشاب عاطف الطيب، يفرض عاطف الطيب رؤية سينمائية مصرية جديدة، تبتعد تماما عن سينما المقاولات بالسبعينات، وترصد بحذر وحب وشغف تأثير الانفتاح الاقتصادي على مفاصل الحياة الاجتماعية بمصر.
حسن سلطان أبو العلا
حسن سلطان أبو العلا هو ساق أتوبيس شاب، ترك العمل بورشة النجارة التي يملكها أبيه من أجل الذهاب إلى الحرب، ودفع أفضل سنين عمره في تلك الحرب، ليعود منها ويعمل بوظيفة سائق أتوبيس بهيئة النقل العام.
الواقعية الجديدة
بحب شديد يرصد عاطف الطيب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المصري بعد نهاية الحرب ودخول مصر عصر الانفتاح، ذلك العصر الذي قلب موازين التركيبة المصرية الاجتماعية ودفع بالمتعلمين والمثقفين إلى الهاوية.
يناضل حسن سلطان أبو العلا من اجل لقمة العيش، فيعمل سائقا بهيئة النقل العام في الصباح، وسائقا لسيارة أجرة يسدد أقساطها من قوت يومه بالمساء، للحد الذي يذهب معه في النوم دون أن يتناول عشاءه من الإرهاق.
يواجه حسن لاحقا ما هو أقسى وأغرب من الصراع من أجل البقاء، حيث تظهر ضرائب متأخرة عن عشر سنوات سابقة لم تسددها الورشة التي يملكها أبيه، والتي يديرها عوني زوج أخته الكبرى بتوكيل من أبيه.
وبعد التصالح مع الضرائب يطالب حسن بدفع مبلغ وقدره عشرة آلاف جنيه، مما يضطر حسن للجوء إلى أزواج أخواته البنات الذين ساعدهم أبيه في بداية حياتهم، يقابل حسن برفض وجحود ونكران جميل من كل الأزواج.
يجسد الأزواج هنا إفرازات عصر الانفتاح، حيث أنهم بين تاجر أثاث بخيل للغاية وثري للغاية بدمياط، وتاجر عاديات أجهزة كهربائية مهربة إلى مدينة بورسعيد، وعوني الذي لم يكن يدفع الضرائب عن السنوات السابقة ويستحلها لنفسه.
يضطر الأسطى حسن سلطان أبو العلا الشاب المقاتل المتعلم بالنهاية إلى بيع مصدر رزقه الوحيد، سيارة الأجرة، ويدخل بسبب ذلك في إشكالية تفتك بيته تماما، فالسيارة ملك زوجته، وحين أصر على بيعها لتسديد الدين طلبت الانفصال.
يجسد حسن سلطان أبو العلا هنا كل قيم التعليم والدراسة والإخلاص والفداء التي اندثرت تماما بعد الحرب وسياسات الانفتاح، وتفوق وصعود الجهلة والمهربين واللصوص وناكري الجميل فوق الجميع.
فيلم سواق الأتوبيس من إخراج عاطف الطيب وبطولة نور الشريف من أفضل مائة فيلم بتاريخ السينما المصرية، واحد أفضل أفلام موجة الواقعية الجديدة بالسينما المصرية بالثمانينات، تلك الواقعية التي حاولت الحفاظ على ذهبية السينما المصرية.