بالفيلم الأمريكي من إنتاج العام 2019، والذي يحمل العنوان ” 1917 ” والمستوحى من مذكرات جد جندي شارك بالعمليات الميدانية في الحرب العالمية الأولى، يأخذنا سام مينديز مخرج سلسلة أفلام جيمس بوند في رحلة حربية تاريخية في مشهد حميم طويل واحد لا نمل منه.
1917
بنعومة فائقة نشاهد مشاهد الفيلم الأمريكي الحربي ” 1917 ” نعومة لا تتفق على الإطلاق وصوت الرصاص والمدافع، نعومة لا نجد بها صرخات أو دم، نعومة تدين الحرب الطاحنة المجنونة التي دفعت بالأخوة في نفس القارة والعقيدة لقتال بعضهم بضراوة الحيوانات.
شوفيلد
شوفيلد جندي شاب إنجليزي يشارك رغما عنه بالحرب، بدافع من الدفاع عن الوطن، شوفيلد لا يؤمن بالحرب، أو القتال، أو قتل النفس، أو الجسارة العسكرية و البطولات الزائفة، شوفيلد يؤمن بالحياة العادية الطيبة التي تنتهي دون رصاصة في الرأس.
بليك
بليك جندي آخر إنجليزي يشارك بالحرب، بليك على عكس شوفيلد تماما، يؤمن بالحرب وعظمتها وقوة الزي العسكري والروح القتالية وكل هذا الهراء الفخم، بليك له أخ على الجبهة معرض للقتل بكمين نصبه الألمان لكتيبته المرابضة دون علم بالكمين.
المهمات المستحيلة
يخوض شوفيلد وبليك مهمة مستحيلة للوصول خلف خطوط العدو، معرضين حياتهم للخطر، من أجل إيصال رسالة تحذر الجنود على الجبهة من كمين ألماني غرر بهم وتظاهر بالتراجع عن الجبهة ليقتلهم كلهم.
في رحلتهما المجنونة من أجل أنقاذ زملائهم تتعرض طارة ألمانية للسقوط بطريقهم، وتنتاب بليك نزعة إنسانية لإنقاذ الطيار الألماني، الذي يتصور أنه قدم ليتخلص منه، فيطلق عليه الرصاص.
يبقى شوفيلد وحيدا بعد رحيل بليك، ويلعن الحرب التي قتلت صديقه أمام عينه، ويصر على إنهاء ذلك العبث المجنون أيا كان الثمن، حتى لو دفع الثمن حياته.
بمشهد أيقوني بنهاية الفيلم، يقوم شوفيلد بالعدو كالمجنون لإيصال رسالته للقاد بنهاية المعسكر، المعسكر الذي كان يبدأ فعليا عملية الهجوم المضلل.
يعدو شوفيلد مسافة تتخطى الكيلو مترين، يعدو والقنابل تتساقط من حوله وتقتل زملائه، وتكاد تقتله هو شخصيا، حتى يصل لخيمة القائد بالرسالة.
يتغابى القائد كعادة كل العسكريين بتصديق الرسالة في البداية، ثم يقرر تصديقها حقنا لوابل الأرواح التي تحصد بالخارج على مرأى من عينيه.
تصل رسالة أخرى من شوفيلد لأخو بليك الناجي من المذبحة، حيث يخبره أن بليك أخيه دفع حياته ثمنا لإنقاذه، وأن تلك الحرب خدعة لا أحد فاز بها.