بأيقونة رجل المهمات المستحيلة في هولي وود ” توم كروز ” التي لم تلقى نصيبها من الحظ الحسن، والتي حملت العنوان ” حافة الغد ” يطالعنا النجم الأمريكي الأيقوني توم كروز بمهمة جديدة مستحيلة أيضا، فهو عليه تلك المرة أن يواجه كائنات فضائية قاتلة مقاتلة.
على مشارف الغد
على مشارف الغد فيلم خيال علمي أمريكي من إنتاج العام 2014، ومن بطولة النجم الأمريكي القدير توم كروز، يجسد توم بالفيلم شخصية رائد أمريكي لا يفقه شيئا عن الحرب، يتعرض بصورة غامضة غير مفهومة للعودة للحياة مرارا وتكرارا بعد مصرعه المتكرر بساحات القتال. يتناول على مشارف الغد مفاهيم مختلفة للغاية عن مفاهيم القتال السائدة الموروثة، التي تقدس الحرب وتعتبرها بوتقة للشرف، وتمجد قتل الآلاف من أجل النصر، بحين ينحى الفيلم لمفاهيم تمجد الحياة أكثر، حتى بمواجهة أعتى الشرور القادمة من الفضاء السحيق.
توم كروز
على مشارف الغد أحد الأفلام القليلة التي يمكنك أن تشاهد بها توم كروز وهو يمثل، ويمثل هنا تعني أن يتجسد ويتقمص، ويتبنى مشاعر متباينة بكل مشهد تقريبا، فكل عودة للحياة يعودها، يتبنى مشاعر جديدة مختلفة بالكلية عن سابقتها بالمشاهد صاحبة الحيوات السابقة.
بحافة الغد يثبت توم كروز حضوره الطاغي، فهو لا يعدو أو يشتبك أو يقتل كائنات من كانت، بل يجسد شخصية معقدة للغاية، شخصية رجل أتيحت له الفرصة للحياة تسع مرات، فماذا يمكن لرجل يحيا كل تلك الحيوات أن يشعر أو يعبر عن إنفعالات مختلفة بكل حياة.
أبحث عني حين تستيقظ
تجسد الممثلة الأمريكية الشابة إيميلي بلونت شخصية قائدة قوات الدفاع عن الأرض، فهي بطلة مقاتلة يمكنها مواجهة الكائنات والقضاء عليهم، لذلك تعتبر نموذج للبطل الذي لا يقهر، ولكنها بالنهاية صاحبة حياة واحدة، تفقدها بالمعركة، وتطلب من الرائد كريج أن يجدها حين يعود للحياة.
بالحقيقة تجسد إيميلي في على مشارف الغد النسوية، وهو توجه تؤيده هولي وود وتشجعه، حيث تحتل بالفعل النساء في يومنا هذا مقاليد مناصب عدة حساسة، بدءا من المال والأعمال وصولا للدفاع والسياسة، مثل السيدة هيلاري كلينتون التي كانت قاب قوسين أو أدنى من منصب رئيس أقوى دولة بالعالم.
يجب عليك الموت كل يوم
للخلاص من الكائنات الفضائية، يجب على كيدج أن يموت كل يوم، حيث أن تلك الآلية هي الآلية الوحيدة للخلاص من النظام الدفاعي للكائنات القاتلة، التي أرتبطت بها حيوات كيدج المتكررة عند قتله أول مرة بواسطة كائن متفوق منهم يمكنه التحكم بدورة الزمن.
دعنا نمرر المعرفة
عبر تاريخ الأرض المدون، كانت المعرفة هي خيار الخلاص الوحيد، وهو ما تفعله المجتمعات المتحضرة الآن، الحيوات اللامتناهية التي يفقدها الرائد كيدج في محاولاته للتدريب على الخلاص من الكائنات، هي في حقيقتها تمرير للمعرفة، كل حياة يعيشها الرجل هي حياة جديدة بمعرفة جديدة.
لم يعد بإمكاني أن أراك تموت 300 مرة
تفشل محاولات كيدج الثلاثمائة لتحقيق النصر، ولا يرى بها سوى موت روز 300 مرة، فيعترف لها بالمرة الأخيرة لمرآها على قيد الحياة ” ليتني لم أقابلك أبدا، أنا لن يمكنني أن أراكي تموتين 300 مرة ” ويقرر بالنهاية أن يواجه الكائنات بمفرده دون وصايتها وصحبتها.
الخيال أهم من المعرفة
بالنهاية تنتصر الحياة الأخيرة الوحيدة الحقيقية للرائد كيدج، حين تنتهي فاعلية حيواته التي لا تنتهي، ويقرر أن يضحي بها عبر طريق غير تقليديه، وهو أن يضحي بها لأجل من يحب، وأن يبتكر طريقة أخرى غير المحاولات اللامتناهية من التكرار. بالنهاية ينتصر الخيال كما قال آينشتاين، وينجح كيدج بمساعدة روز في الخلاص من الخطر الفضائي دون حاجة لمليارات المحاولات، فقط هجوم واحد حقيقي أخير، يعودون فيه جميعا لقبل النهاية بيوم واحد، ليرى كل منهما الآخر بالحقيقة، ويعيشان سويا للأبد.