يوجد نحو أكثر من مليار سيارة في العالم اليوم، وبحلول منتصف القرن ربما يصل عدد السيارات إلى أربعة أضعاف هذا العدد، خاصة وأن الطبقات المتوسطة في البلدان النامية مثل الهند، والصين والبرازيل تسعى إلى زيادة دخل الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وهذا ينعكس مباشرة بإمتلاكهم سيارات خاصة بهم.
ولكن إذا ما كان الجميع يسعى لاقتناء سيارة، فكيف يمكننا منع الازدحام العالمي؟
في تقرير بثته شبكة الإذاعة البريطانية “بي بي سي نيوز” عن الطرق، أوضحت أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساعدنا على التنقل بكل سرعة وأريحية في المستقبل. لكن لنسير مع الفرضية الفكرية الحالية، ما النتائج التي ستترتب عليها؟! هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
كم عدد السيارات الموجودة في عالم اليوم؟
تزيد عدد السيارات عن 1.2 مليار سيارة في العالم اليوم، ويقود نحو أكثر من 7.5 مليار شخص لذلك سنحتاج إلى 6.3 مليار سيارة إضافية على الأقل للتأكد أن كل شخص لديه سيارته الخاصة. وسيتطلب ذلك نحو 5.6 مليار طن من الفولاذ، وهو ما يعادل 3.5 أضعاف كمية الصلب التي ينتجها العالم كل عام.
ماذا سيحدث لأماكن ركن السيارات ؟
ستشغل الـ 7.5 مليار سيارة نحو 36 مليون كيلومتر من الطرق لتكون مواقف لها، أي نحو نصف الطول الإجمالي لجميع طرق العالم. وعادة ما تقضي السيارات نحو 5% فقط من وقتها على شبكة الطرق، إلا أنه لا يوجد أيضًا نحو 7.1 مليار مكان لوقوف السيارات.
وما حالنا مع استهلاك السيارات من الوقود؟
تستخدم السيارات في العالم نحو 6.5 مليار لتر من البنزين يوميًا، حتى مع توقف نحو 95% دون سير. فإذا ارتفع هذا الطلب بصورة فرضية إلى 7.5 مليار سيارة، فسيتطلب ذلك زيادة إنتاجية نفطية تصل إلى أكثر من خمسة أضعاف الإنتاج الحالي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مئات الدولارات للبرميل.
كيف سيكون الحال مع عادم كل تلك السيارات؟
ينبعث من السيارات في أيامنا هذه نحو 2.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذه نسبة تقريبية كل عام. وإذا ما ظلت عادات القيادة كما هي في الوقت الحالي، فإن زيادة الأسطول العالمي من السيارات إلى نحو 7.5 مليار سيارة سيضيف نحو 13 مليار طن أخرى سنويًا، وهذه الكمية تعني أنها تقترب من نصف كمية ثاني أكسيد الكربون الحالي الذي يخرج من البشر على مستوى العالم.