ُيعد ضغط الدم مقياسًا حيويًا يعكس كيفية إندفاع الدم وتدفقه عبر شرايين القلب. يجب أن يكون ضغط الدم منظمًا، دون ارتفاع عن مستواه الطبيعي أو انخفاضه، حيث يمثل أي تشويش في هذا المقياس خطرًا يُهدد المصاب به بأضرار جسيمة. أمراض ضغط الدم أصبحت محل اهتمام متزايد، حيث انتشرت بشكل واسع في الفترة الأخيرة، مهددة حياة الكثيرين وتأثيرها على صحتهم بشكل كبير.
يُعتبر ضغط الدم اليوم مشكلة صحية حديثة، حيث أُطلِق عليه لقب “مرض العصر القاتل” بسبب تأثيره الفعَّال في زيادة نسبة الإصابة به والوفيات الناجمة عنه. وقد شهدت نسبة الإصابة بأمراض ضغط الدم زيادة بنسبة تتجاوز أربعة أضعاف في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في نسبة الوفيات بسبب هذا المرض الخطير.
إن هذا التطور الخطير يستدعي التوعية المستمرة واتخاذ التدابير الوقائية، فالفهم الشامل لأسباب ارتفاع ضغط الدم وأثره على الصحة يسهم في تقليل الإصابة بهذا المرض الخطير وتحسين جودة حياة الأفراد.
إحدى أخطر حالات ارتفاع ضغط الدم تتمثل في هبوط ضغط الدم
ويُعتبر هذا الانخفاض من الحالات الصحية الخطيرة التي تسبب آثارًا سلبية على الصحة. يحدث هذا التغيير عندما يقل ضغط الدم الشرياني بشكل ملحوظ، ويُصنف انخفاض ضغط الدم كمرض مزمن في حال استمرار هذا الانخفاض بشكل دائم دون توقف، حيث يكون ضغط الدم أقل من المتوسط الطبيعي البالغ 120/80.
تظهر أعراض انخفاض ضغط الدم بوضوح، حيث يتسبب هذا الضغط المنخفض في بطء تدفق الدم داخل الشرايين. ونتيجة لذلك، يعاني الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى من نقص في الإمداد بالدم الغني بالأكسجين، الأمر الذي يؤثر على وظائف الجسم بشكل عام. يتسبب هذا في ظهور مشاكل صحية خطيرة للمريض، حيث يتعرض أعضاء الجسم لحرمان من الغذاء اللازم.
يُعتبر انخفاض ضغط الدم حالة صحية لا يمكن التهاون بها، حيث تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات صحية جسيمة لا يمكن علاجها بسهولة. يجدر بالذكر أن هناك عدة أسباب عرضية ومؤقتة لانخفاض ضغط الدم، ولا ينبغي الاعتقاد أنه يشكل مرضًا مزمنًا دائم. رغم توجيه المخاوف والقلق عند شعور الشخص بانخفاض ضغط الدم، يُؤكد الأطباء بأن الأسباب قد تكون عابرة وغير دائمة.
تنخفض ضغط الدم بعد تناول الطعام نتيجة لعملية الهضم المعقدة
بعد تناول الطعام، تقوم المعدة بتحطيم الطعام والبدء في عملية الهضم. يبدأ القلب في ضخ الدم بكثافة لضمان وصول كمية كافية من الدم إلى المعدة، وهذا يسبب زيادة في ضغط الدم.تتسبب هذه الزيادة في ضغط الدم في توسيع الأوعية الدموية. لكن بعض الأوعية الدموية قد لا تتمكن من التوسع بما يكفي لمواكبة هذا الضغط الزائد بسرعة، خاصةً لدى كبار السن. هذا التأخر في التوسع يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم. يعتبر كبار السن أكثر عرضة لتأثير انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، ولكن هذا الظاهرة قد تحدث أيضًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض الشرايين والأوعية الدموية، أو الذين يعانون بالفعل من انخفاض ضغط الدم.