الحول هو اضطراب غير طبيعي يؤدي إلى انحراف إحدى العينين أو كليهما، ويمكن أن يحدث هذا الانحراف إلى الخارج مما يعرف بالحول الخارجي، أو نحو الأنف مما يُعرف بالحول الداخلي. في هذه الحالة، يشعر المريض بتداخل بين صورتين أو يرى الصورة مزدوجة، ويُعرف هذا الوضع بـ ازدواجية الرؤية. ويمكن تصحيح الحول في مثل هذه الحالات عن طريق علاج العضلات المعنية، بهدف توجيه العين إلى وضعها الطبيعي. على سبيل المثال، إذا كانت العين موجهة إلى الأعلى، يمكن توجيه العضلة في الجزء السفلي من العين لتحقيق التوازن وتوجيهها إلى الأسفل قليلاً.
جراحة تصحيح حول العين
تكمن أهداف جراحة تصحيح حول العين في عدة نقاط أساسية:
1. تحسين استقامة العين لتقليل ظهور الحول وجعلها أقل وضوحاً.
2. القضاء على الرؤية المزدوجة التي قد تظهر لدى مرضى الحول.
3. تعديل وضع الرأس غير الطبيعي في بعض الحالات التي قد تكون ناتجة عن الحول.
ولكن كيف تتم عملية جراحة تصحيح حول العين ؟
طرق جراحة تصحيح الحول تشمل شد أو تحريك عضلات العين الخارجية لضبط موقع العين. قد يكتفي الطبيب في بعض الحالات بالتركيز على عضلة واحدة، حيث تكون هذه العضلات متصلة معًا في مقدمة العين أسفل الملتحمة. يتم استخدام الغرز لتثبيت العضلات في مكانها الصحيح دون خروج العين من مكانها أثناء الجراحة.
الطريقة الأساسية لتقوية عضلة العين تشمل استئصال جزء من العضلة، ثم إعادة وصلها وخياطتها. يؤدي ذلك إلى تقصير العضلة وزيادة قوتها. يعتمد نجاح العملية على التشخيص والفحص الجيد للمريض. تتضمن عملية تصحيح حول العين تقنيات جراحية تقليدية بدلاً من جراحة الليزر. يتم تحديد نجاح العملية بشكل رئيسي بناءً على جودة التشخيص والفحص الشامل للمريض.
نسبة نجاح العملية تتراوح حوالي 80% في حالة التشخيص والفحص الجيد، ويركز الهدف في الغالب على تقليل نسبة الحول، مما يسمح بالتصحيح أثناء النظر الأمامي، وقد تظل بعض الحالات تحتاج إلى متابعة لتحسين النتائج وتقليل المشكلات في النظر الجانبي.
أنواع عمليات تصحيح الحول
1. الجراحة غير القابلة للتعديل:
يتم إجراء هذا النوع من الجراحة تحت تأثير التخدير الكامل للمريض وتستغرق فترة تتراوح بين ساعة واحدة وحسب عدد العضلات التي تحتاج إلى الجراحة. يُنفذ هذا الإجراء في الغالب بشكل خارجي ولا يتطلب إقامة المريض في المستشفى لفترة طويلة، حيث يكون بإمكانه مغادرة المستشفى بعد عدة ساعات من الفاقة.
2. الجراحة القابلة للتعديل:
تعتمد هذه الجراحة على استخدام الغرز الجراحية في جراحة تصحيح الحول، مما يسمح بتعديل موقع العضلات بشكل أكثر دقة. يعود هذا النوع من الجراحة بنتائج أفضل لعدة أنواع من الحول، سواء كانت وراثية أو ناتجة عن مشاكل في الغدة الدرقية.
مخاطر العملية:
1. قد تحدث ثقوب في كرة العين أثناء جراحة التصحيح حول العين، ورغم نسبة حدوث هذه الحالة القليلة، إلا أن الكشف المبكر والعلاج الفوري ضروريان. في حال التجاهل أو التأخر في العلاج، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في الرؤية مثل انفصال الشبكية.
2. يمكن حدوث فقد لإحدى العضلات المحركة للعين أو قطعها أثناء الجراحة، مما يتسبب في تفاقم مشكلة الحول. تعتبر هذه المشكلة خطأً طبيًا، لذلك يجب إجراء العملية بواسطة طبيب ذو خبرة.
3. قد يؤدي سوء التخطيط للجراحة إلى تفاقم مشكلة الحول، ولكن يمكن علاج هذه المشكلة من خلال إجراء عملية جراحية إضافية.
4. في حالة تكرار العملية، قد يتسبب ذلك في حدوث حالات نادرة من نقص التروية في البيت الأمامي للعين.
5. مشاكل التخدير هي من المخاطر المعروفة، وتحدث في حالات نادرة جداً، مثل توقف القلب.
هل يمكن أن يعاود الحول بعد العملية؟
رغم نجاح عملية تصحيح الحول، يمكن أن يحدث عودة للحول بشكل نادر. قد تكون هذه الظاهرة قليلة الحدوث، سواء في غضون فترة قصيرة مثل أسابيع أو حتى بعد مرور سنوات. ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال التدابير اللازمة، مثل ارتداء النظارات أو العدسات الخاصة، وأداء تمارين مستهدفة لتقوية عضلات العين.
لتجنب حدوث تلك العودة وضمان استقرار الحول، يُفضل متابعة الطبيب بانتظام بعد العملية. يقوم الطبيب بتقييم نجاح العملية وتتبع التطورات للتأكد من عدم وجود مضاعفات جديدة أو عودة للحول.
نصائح بعد العملية:
1. استخدام قطرات العين.
2. تناول الأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول والايبوبروفين.
3. تنظيف العين بحذر باستخدام الماء المعقم والمبرد مع استخدام القطن الطبي، مع تجنب دخول الماء إلى العين خلال الأسبوعين الأولين بعد العملية.
4. تجنب فرك العينين لمنع التأثير على الغرز.
5. متابعة المواعيد المحددة للزيارات الدورية لدى الطبيب.
6. استخدام النظارات الطبية لتحقيق الدعم المناسب.
7. تجنب استخدام العدسات اللاصقة تمامًا حتى يتم الشفاء الكامل.