مرضى ضغط الدم المقاوم يعانون من ارتفاع دائم في ضغط الدم، حتى بعد الامتثال لتمارين رياضية صحيحة ونظام غذائي سليم، وتناول الأدوية في الجرعات المحددة. يستخدم الأطباء عدة أنواع من الأدوية في محاولة للتحكم في ضغط الدم، ولكن بدون جدوى. تُعرف هذه الحالة بضغط الدم المقاوم نظرًا لعدم استجابتها للعلاجات الشائعة، حتى عند استخدامها جميعها معًا.
يكون المرضى المصابين بهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى بشكل أكبر من المصابين بأنواع أخرى من ارتفاع ضغط الدم. ورغم استخدام أكثر من نوع من الأدوية في وقت واحد، إلا أن الضغط لا ينخفض.
لتحقيق تقدم في العلاج، قام الباحثون بتطوير أسلوب جديد يتضمن التدخل الجراحي. يتم خلال هذا التدخل تعطيل بعض الأعصاب في الكلى التي تعتبر مفرطة في النشاط، والتي تعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع ضغط الدم وعدم استجابته لأي علاج آخر.
تفاصيل الاسلوب الجديد
يتم الإجراء عن طريق تطبيق تخدير موضعي على المريض، حيث يقوم الطبيب بفتح الشريان القريب من منطقة الفخذ. يتم إدخال أنبوب خاص مجهز بجهاز يُرسل موجات راديو على شكل دفقات صغيرة إلى الأعصاب الودية، والتي تعتبر مسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم. تقوم هذه الأعصاب بالتنشيط عند ارتفاع ضغط الدم، مما يؤدي إلى احتباس كميات كبيرة من الصوديوم، الذي يلعب دورًا في رفع ضغط الدم. بفضل هذا الإجراء، يتم إلغاء تأثير هذه الأعصاب النشطة، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم وتحسين الحالة الصحية للمريض.
تجربة الاسلوب الجديد
للتحقق من إمكانية استخدام هذا الأسلوب العلاجي الجديد، قام الباحثون بإجراء عدة تجارب، منها دراسة أخيرة أُجريت على 106 مريضًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم. تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين، حيث تلقت إحداهما العلاج الجديد بتعطيل الأعصاب الودية، في حين تلقى الآخرون الرعاية العادية والأدوية المعتادة التي تستخدم لتقليل ضغط الدم، وذلك عبر استخدام ثلاثة أنواع من الأدوية في وقت واحد. كانت قيم ضغط الدم لديهم تزيد عن 160/100.
نتائج التجربة
تم متابعة المرضى في الفترة الزمنية المستمرة لمدة ستة أشهر، وأظهرت النتائج للمجموعة التي تلقت العلاج الجديد تحسنًا ملحوظًا في ضغط الدم، حيث انخفض من مستوى 178/97 ملليمتر زئبق إلى 143/85 ملليمتر زئبق. كان هذا الانخفاض مفاجئًا وملحوظًا بشكل غير متوقع بالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم. وقد تم تأكيد هذا النتيجة من خلال مقارنتها بنتائج المجموعة الأخرى، التي تلقت العلاج التقليدي، حيث كان هناك انخفاض طفيف في ضغط الدم، لكنه لا يُعتبر كانخفاض ملحوظ.
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية، أكد الباحثون أن العلاج الجديد لا يزال في مرحلة الاختبار، وسيستمرون في دراسته لتحديد فعاليته بشكل أكبر. يجب أن يكون العلاج الحالي للمرضى الذين يتلقونه جزءًا من علاجهم الروتيني، باستخدام الأدوية القياسية المخصصة لضبط ضغط الدم والحفاظ على مستوياته الطبيعية.
وختم الباحثون بالتأكيد على أن هذا الأسلوب العلاجي الجديد يعد وقائيًا من المخاطر المترتبة على ارتفاع ضغط الدم، مثل الأمراض القلبية والسكتات الدماغية وغيرها، مما يجعله خيارًا مبشرًا للمرضى في المستقبل.