ما هي الزلازل
الزلزال هو عملية اهتزاز ارتجافي في سطح الأرض، ناتجة عن تحرير مفاجئ للطاقة الناتجة عن عملية التصدّع.
أسباب حدوث الزلازل
هناك نظريتان لشرح أسباب الزلازل؛
الأولى: نظرية زحزحة القارات، التي وضعها العالم الألماني فاجنر عام 1912م، وخلاصتها أن اليابسة قبل 200 مليون سنة كانت قارة واحدة، ثم بدأت تلك القارة في التصدّع في العصر الجوراسي، وخعبر عصور متعاقبة ظهرت قارات العالم الحالية،و حدث مع هذه التصدّعات حركات زلزالية وبراكين، أنتجب الكثير من التضاريس.
الثانية: نظرية البناء التكتوني للعالم هِس، وخلاصتها أنه عندما برد سطح الأرض وتصدّعت القارة الأم، حدثت أيضًا تشققات وتكسّرات للطبقة الخارجية للأرض، فظهر عدد من الصفائح الكبيرة، التي يوجد تحتها عدد أكبر من الصفائح الصغيرة العائمة على طبقات منصهرة وشديدة اللزوجة. وتبعًا لحركة هذه الصفائح تحدث الزلازل.
أنواع الزلازل
تنقسم الزلازل إلى مجموعتين كبيرتين:
١ – الزلازل باطنية المنشأ؛ وهي الأكثر تأثيراً في الطبيعة والإنسان. وتتضمن نوعين:
أ- الزلازل البنائية ( Tec Tonic )المنشأ.
ب- الزلازل البركانية المنشأ.
٢ – الزلازل الخارجية المنشأ؛ وهي زلازل ضعيفة عادة قياساً بالزلازل باطنية المنشأ، وذات تأثير محلي محدود. وتشمل:
أ- الزلازل المرتبطة بعوامل ومظاهر الحت، مثل الانزلاقات الصخرية والانهيالات الثلجية وانجرافات التربة الواسع النطاق من فوق السفوح الجبلية انجرافاً قوياً وسريعاً.
ب- هناك الزلازل الانهيارية ، كالانهيارات الباطنية القارية والبحرية.
ج- تشكل أحياناً الأمواج البحرية والمحيطية العاتية أمواجاً اهتزازية نتيجة لارتطامها الشديد بالشواطىء. كما أن الشلالات العظيمة يمكن أن تكوّن مثل هذه الأمواج، مثل شلالات نياجرا. وعادة تكون زلازل بسيطة بلا أضرار.
د- الزلازل الجوية: أي المرتبطة بظواهر جوية ، حيث يلاحظ أن أكثر الزلازل التي تحدث في النصف الشمالي للكرة الأرضية تحدث في فصل الشتاء، وبعضها يحدث بعد العواصف الشديدة.
أنواع البؤر الزلزالية
تنقسم البؤر الزلزالية (بؤر الهزات الأرضية) إلى قسمين:
1- البؤرة الزلزالية الباطنية ( hypocentre ) وهي مكان نشوء وظهور الزلازل وحدوث الشقوق والصدوع. ويعبر عنه في المصورات بشكل دائري وبيضوي.
2- البؤرة الزلزالية السطحية (epicentre) ، وهي تتمركز في المنطقة الواقعة فوق البؤرة الباطنية مباشرة، وهي المنطقة التي تشهد التأثير الزلزالي التخريبي الأعظم؛ حيث تتهدم معها المنازل وتتشقق الأرض وتنهار الصخور وتجري أهم التغيّرات في القشرة الأرضية، وتخلّف خسائر بشرية واقتصادية كبيرة.
كيف يتم تحديد موقع البؤرة الزلزالية
يتمّ تحديد موقع البؤرة الزلزالية عبر الاستعانة بمعطيات العديد من المحطات التي رصدت الهزة الأرضية (ثلاث محطات على الأقل)، ومن ثم تجميع هذه المعطيات في مركز من مراكز الرصد الإقليمية الأقرب لموقع الزلزال وتحليلها. حيث ترسم كل محطة قوساً يمتد ما بين المحطة ومركز الزلزال، وتعيّن نقطة تقاطع هذه الأقواس بدقة مكان البؤرة الزلزالية.
وفي مصر تختص الشبكة القومية للزلازل، برصد الزلازل عبر وحول مصر، ويقع المركز القومي للشبكة في حلوان، وتنضم إليه سبعة مراكز إقليمية، في كلٍ من: أسوان والغردقة ومرسى علم ومدينة الخارجة بالوادي الجديد ومدينة برج العرب الجديدة ومرسى مطروح والعريش، لتغطية جميع أنحاء مصر.
البؤر الزالزالية في مصر
بحسب خبراء الزلازل، يصنّف النشاط الزلزالى في مصر ضمن نطاق النوع المتوسط، مما يجعلها آمنة زلزاليا مقارنة بالدول الأخرى، خاصةً وأنها تقع خارج الحزام الزلزالي. لكنها في الوقت ذاته تحيط بها ست بؤر زلزالية:
1- شريط زلازل ثانوي يمرّ بعرض البحر المتوسّط (خاصة المنطقة الواقعة بين جزيرتي كريت ـ قبرص)، والذي تتأثر مصر بـ 90% من هزّاته الأرضية (بقوى تتراوح بين 3 و 4.5 درجة بمقياس ريختر)، من مجموع يتفاوت ما بين 1800 إلى 3500 زلزال سنويًا تسجلهم الشبكة القومية لرصد الزلازل، بما يعادل 15% من الهزات الأرضية في العالم.
2- بؤرة زلزالية في منطقة خليج العقبة التي قد يحدث فيها خلال يوم واحد 300 هزة.
3- منطقة دهشور جنوب غربي القاهرة والتي كانت بؤرة زلزال 12 أكتوبر 1992م الشهير.
4- منطقة أبو دباب بالصحراء الشرقية.
5- منطقة بحيرة ناصر التي تتميز بنشاط زلزالي متوسط.
6- جزيرة شدوان، شمال البحر الأحمر، جنوب خليج السويس، وتتميز بنشاط زلزالي كبير.
أشهر الزلازل التي حدثت في مصر مؤخرًا
– زلزال القاهرة 1992، (ويعرف أيضا بـ زلزال مصر 1992) بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر.
– زلزال خليج العقبة 1995. (ويعرف أيضًا بـ زلزال مصر 1995)
– زلزال جزيرة كريت 12 أكتوبر 2013م، (ويعرف أيضًا بـ زلزال مصر 2013) بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر.
– زلزال جنوب شرق أزمير 28 يونيو 2020، بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر.
– زلزال جنوب تكريت 18 سبتمبر 2020، بقوة 2.8 درجة على مقياس ريختر.
كيفية قياس الزلزال (الهزة الأرضية)
لقياس قوة الزلازل، يستخدم جهاز خاص يعرف بالسيسموغراف(Seismography) ، وهو جهاز استقبال حساس يتلقى الإشارات الموجية الاهتزازية ويسجل تذبذبها وتأرجحها وسرعاتها بدقة، وله أنواع كثيرة تتراوح أوزانها ما بين أقل من كيلوجرام واحد وبضعة أطنان.
وتقاس الزلازل بواحدة من طريقتين:
1- قياس شدة الهزة الأرضية، أي التأثر الظاهر للزلزلة في مكان ما، وتقاس بمقاييس وصفية أشهرها مقياس ميركالي، الذي يتدرّج من درجة واحدة إلى 12 درجة، ولا يشعر الإنسان بالزلزال إلا مع الدرجة الثالثة، وتكافي الدرجة 11 و 12 حالة الدمار الشامل.
2- قياس مقدار الهزة الأرضية، أي مقدار الطاقة المنطلقة والمتحررة من مركز الزلزلة، وتقاس بمقياس ريختر، الذي يتدرّح أيضًا من درجة واحدة إلى 12 درجة، ويبدأ شعور الإنسان بالزلزال عند 3 درجات، التي تعادل قوتها تفجير 200 مليون طن من مادة تي إن تي. وكلما زادت قوة الزلزال كلما زادت خطورته التدميرية.
الأضرار الناتجة عن الزلازل
تنتج عن الزلازل والهزات الأرضية عدّة أضرار، أبرزها:
1- الاهتزاز في سطح الأرض.
2- الحرائق، التي تحدث بسبب تكسّر أنابيب الغاز التي تجهز المباني واشتعال هذا الغاز، وقد تسبب العديد من حالات الوفيات والحروق الشديدة.
3- موجات تسونامي.
4- الانزلاقات الأرضية، حيث تحدث في المناطق الجبلية انهيارات في المناطق ذات الميول العالية تقريبا أو للترب غير المتماسكة، وذلك بسبب الاهتزاز الحاصل في سطح الأرض. هذه الانهيارات قد تسبب خسائر بشرية عديدة.
المصادر
– الزلازل: حقيقتها وآثارها، د. شاهر جمال أغا، سلسلة عالم المعرفة، 1995م.
– سجل الزلازل العربي: أحداث الزلازل زآثارها في المصادر العربية، د. يوسف عبد الله الغنيم، الجمعية الجغرافية الكويتية، 2002م.
– مقدمة في دراسة الكوارث: التصحر والجفاف والاحتباس الحراري والفيضانات والزلازل، د. مصطفى محمد خوجلي، الخرطوم، 2014م.