يروي المخرج والمنتج والممثل الإنجليزي العبقري سير تشارلي تشابلن في مذكراته سر تعلقه بالفن فيقول ” كانت أمي تعد لي أنا وأخي حساء رؤوس السمك كل ليلة قبل أن ننام، ثم ضاق الأمر عليها فأصبحت تطهو الحجارة حتى يغلبنا النوم”.
بتلك الكلمات المؤلمة يفسر تشارلي الطفل سر تعلقه بالفن، حيث لا عائله ثريه يمكنه الإعتماد عليها، ولا فرصه قريبه متاحه للتعليم، وكل ما يمكنه لكي يحصل على قوت يومه هو محاولة التمثيل، حيث أقسم بعد رحيل والدته قسمه الشهير ” لقد قررت ألا اجوع أبدا، مهما كان الثمن “.
بعد رحيل والدة تشارلي بمصحة للأمراض النفسية، واختفاء والده من حياته قبل أن يولد، تبنته أسرة طيبة، وتبنت أخيه أسرة أخرى، فقرر الأخوان أن يكونا سويا بدار للإيتام، وراحا يشقا طريقهما بصعوبة بالغة في صناعة المرح في المملكة المتحدة.
تشارلي والسينما الصامتة
البدايات كانت صعبة للغاية، وبمقابل لا يكفي لحياة كريمة، ولكنها تكفي لحياة لا يغزوها الجوع، ومع اصرار تشارلي على النجاح سبق أخوه بالتمثيل، وراحت تناديه الأدوار الصغيرة، حتى تألق وابتكر شخصية المتسول التي عرف بها في جميع انحاء العالم.
تلقت شخصية المتسول نجاحا كبيرا في عالم السينما الصامتة في بريطانيا والولايات المتحدة، وكان رحيله إلى الولايات بداية شهرته الحقيقية، وأصبح أول ممثل بالتاريخ حينها تتجاوز ثروته 20 مليون دولار.
تشارلي والسينما الناطقة
كان لتشارلي تشابلن فلسفة لم يحيد عنها، وهي أن السينما فن بالأصل صامت، لا يجب أن يتم التعبير عنه بالكلمات، وأصر حتى النهاية على تمثيل وإنتاج واخراج أفلامه بأسلوب السينما الصامتة.
كانت لموجة السينما الناطقة الغلبة على تشارلي، فدفعت به بعيدا وأغرقته، وسادت بطبيعة الحال على السينما الصامتة التي يؤمن بها تشارلي حتى أزالتها من الوجود تماما.
ورغم ذلك لازال العالم يرى أفلام تشارلي تشابلن حتى الآن، ويضحك عليها الجميع ويفهمها دون كلمة واحدة، ودون أن تتم ترجمتها يفهمها الصيني والعربي وصاحب أي لغة أخرى في العالم.