يعد كتاب (Save the Cat! Goes to the Movies The Screenwriter’s Guide to Every Story Ever Told)، واحدًا من أهم المصادر التي اعتنت بتقديم وتحليل البناء الدرامي في السيناريو السينمائي، حيث وضع فيه مؤلفه السيناريست الأمريكي المعروف بليك سنايدر، مخططًا تشريحيًا للبناء الدرامي للأعمال السينمائية. في هذا المقال، ومن خلال مخطط بليك سنايدر، نتناول تحليل البناء الدرامي لفيلم (Don’t Look Up)، إنتاج عام 2021م، عن قصة آدم مكاي وديفيد سيروتا، والسيناريو لـ آدم مكاي.
تحليل البناء الدرامي لفيلم Don’t Look Up وفق مخطط بليك سنايدر
بحسب تقسيمات بليك سنايدر للنوع الفيلمي، ينتمي فيلم (Don’t Look Up) إلى “شخص في مشكلة”، وأيضًا يعد من نوعية أفلام الهجاء الكوميدي الملحمي. صدر الفيلم في ديسمبر 2021م عبر قاعات السينما ومنصة نتفليكس، وأصبح واحدًا من أكثر الأفلام مشاهدة على نتفليكس، ودار حوله جدل واسع، حيث اعتبره النقاد متعجرفًا، بينما جاءت آراء الجمهور مستمتع بروح السخرية القاتلة في العمل.
المشهد الافتتاحي – Opening Image
كيت ديباسكى (جينيفر لورانس)، المرشحة للدكتوراه في علم الفلك بجامعة ولاية ميشيغان، تعمل على تلسكوب سوبارو. وتكتشف مذنبًا في مدار كوكب المشتري.
التمهيد – Set Up
تتوصل حسابات الدكتور راندال ميندي (ليوناردو دي كابريو)، إلى أن “المذنب ديباسكي” ، الذي يبلغ عرضه من خمسة إلى عشرة كيلومترات، سيضرب كوكب الأرض خلال ستة أشهر تقريبًا. يراجع ميندي وديباسكي اكتشافهما مع الدكتورة كالدر (هيتيان بارك)، رئيسة وكالة ناسا، والدكتور تيدي أوجليثورب (روب مورغان) في مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لناسا. ويتم تأكيد الاكتشاف والمخاطر.
تحديد التيمة – Theme Stated
يقرر د. ميندي أن هذا الحدث المتوقع فادح لدرجة اعتباره “انقراضا للبشرية”، مسألة حياة أو موت، وهو ما يؤدي إلى تيمة الفيلم: تعلم ما هو مهم حقًا في الحياة.
الحدث المحفز – Catalyst
يتم إرسال الدكتورة ميندي وديبياسكى إلى البيت الأبيض لإحاطة الرئيسة بتفاصيل الاكتشاف والتهديد المرتبط به.
الجدال – Debate
بعد فترة انتظار طويلة غير مبررة خارج المكتب البيضاوي، يبلغون الرئيسة جاني أورليان (ميريل ستريب) وابنها البغيض جيسون أورليان (جونا هيل)، بالتفاصيل. لا تبدو الرئيسة اللامبالية مهتمة بشيءٍ سوى غير فترتها النصفية، كما أنها في خضمّ أزمة كبرى بسبب فضيحة جنسية، لذا تأمرهم بـ”إعداد تقييمات صارمة”.
بداية القسم الثاني من الفيلم – Break into Two
يقترح د. أوجليثورب أن تقوم د. ميندي و د. ديباسكى بتسريب القصة للصحافة. يذهبون بالفعل إلى صحيفة نيويورك هيرالد. ليتم حجز فقرة لهما في برنامج تلفزيوني شهير، بعنوان The Daily Rip.
القصة الفرعية – B Story
أثناء العرض مع مقدّمي البرنامج بيري إيفانتي (كيت بلانشيت)، وجاك بريمر (تايلر بري)، يجري تنجيم د. ميندي وتكريس توصيفات إعلامية لافتة، ولاحقًا تدعوه بيري لتناول مشروب، وهو ما سيتطور بعدها إلى علاقة حميمة كاملة. بدخول هذا العالم الجديد المقلوب رأساً على عقب، سيتعلم رجل العائلة د. ميندي ما هو مهم في الحياة مع اقتراب خطر الموت.
اللهو والمرح – Fun and games
لا يتلقى العلماء أي رد أو تفاعل من وسائل الإعلام المنشغلة بالفعل بتغطية أخبار الانفصال الأخير بين النجمة الموسيقية رايلي بينا (أريانا غراندي) وصديقها الحميم دي جي تشيلو (سكوت ميسكودي). بعد ظهورهم في برنامج The Daily Rip، أصبحت ديباسكي ترند باعتبارها مختلة نفسيًا. لاحقا يعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي الدكتور ميندي وديبياسكي والدكتور أوجليثورب.
وللتغطية على فضيحة جنسية تتعلق بمرشح الرئيسة للمحكمة العليا التي شاركت فيها، تصدر الرئيسة جاني أورليان اعتذارًا رئاسيًا للعلماء وأنها أخيرًا ستفعل شيئًا بشأن اقتراب المذنب. إنهم بحاجة إلى كبش فداء لتبرير عدن التصرف بشكل عاجل مسبقًا، لذا تستقيل د. كالدر من رئاسة ناسا، رغم أنها مؤيدة كبرى للرئيسة. تصدر الرئيسة الإعلان وينتشر على نطاق واسع. إنها تتصدر استطلاعات الرأي. الآن أصبح د. ميندي من المشاهير.
منتصف الفيلم – Midpoint
نصر زائف. أطلقت الرئيسة أورليان مشروعًا لضرب المذنب ديباسكي وتحويل مساره باستخدام الأسلحة النووية، مما يرفع من درجة المخاطر. توظّف شخصا ليكون واجهة للبعثة المكلفة بهذه المهمة، العقيد المشاكس دراسك (رون بيرلمان)، بينما يبدأ العد التنازلي. يبدأ د. ميندي علاقته مع بري إيفانتي، ليبدأ الاشتباك بين القصتين الأساسية والفرعية.
عودة الأشرار – Bad Guys Close in
كل شيء يسير على أفضل ما يرام؛ العالم على وشك أن يتم إنقاذه ولله الحمد. لكن.. تجهض الرئيسة أورليان المهمة التي انطلقت بالفعل وتعبر الآن الغلاف الجوي. لقد اكتشف الملياردير بيتر إيشرويل (مارك ريلانس)، الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا BASH، وأحد كبار المانحين للرئيسة، أن المذنب يحتوي على ما قيمته 140 تريليون دولار من العناصر الأرضية النادرة. توافق الحكومة على تجزئة المذنب إلى 30 نيزكًا أصغر باستخدام تقنية حقن جديدة تمت هندستها باقتراحات من علماء حائزين على نوبل، رغم عدم وجود دعم علمي أو مراجعات من الأقران. ويتم تعيين د. ميندي كمستشار وطني للترويج للمسار الرأسمالي الجديد والدفاع عنه.
الخسارة التامة – All is Lost
مناقشات حول الوضع الكارثي القائم، بين د.ميندي، وديباسكي، وأوجليثورب، داخل إحدى الحانات. تنفجر ديباسكي معلنة عن خطورة الأوضاع، وينتشر فيديو لكلامها، فتبدأ أعمال الشغب والنهب. يأخذها مكتب التحقيقات الفيدرالي “خارج الشبكة”. يتخلى د. أوجليثورب عن د. ميندي بسبب عدم تصرفه بمسؤولية. وتنهار علاقة عالم الفيزياء الفلكية خارج نطاق الزواج عندما تواجهه زوجته جون ميندي (ميلاني لينسكي) مع بيري إيفانتي في غرفة فندق. هناك نفحة من الموت لأن الدكتور ميندي يفقد روحه هنا لمن يهتم به أكثر.
الانكسار – Dark Night of the Soul
يشن الصحفي فيليب كاج (هيمش باتيل)، خطيب ديباسكي السابق، حملة تشهير ضدها لاكتساب بعض الصيت الإعلامي على حساب سمعتها السيئة. إنها تعمل الآن في متجر صغير وتلتقي بـ يول (تيموثي شالميت) وعصابته التي تسرق من المتاجر. هناك بالفعل 23٪ من السكان، والمعدل يتزايد بالفعل، يعتقدون أن المذنب مجرد خدعة، وتكثر نظريات المؤامرة في برامج قنوات التلفاز المحافظة.
يقوم د. ميندي بفحص طائرات درون BASH التي سيتم إطلاقها على المذنب. يسيء إلى إيشرويل بسؤاله عن نجاح المهمة وما إذا كانت ببساطة ليست فرصة نجاح. مجددًا، يظهر د. ميندي في برنامج The Daily Rip، وفي لحظة وضوح وتجرد وغضب، ينتقد الرئيسة أورليان وإدارتها، في إعادة طرح لما قالته ديباسكي من قبل. يأخذه مكتب التحقيقات الفيدرالي “خارج الشبكة” وتنفصل عنه إيفانتي. مع فاصل 25 يومًا تفصلنا عن ضرب المذنب للأرض، يلاحظ ديباسكي وميندي، في مناسبتين منفصلتين، دخول المذنب في المدى المرئي في السماء. تؤكد المشاهدات أن كل ما قاله هؤلاء العلماء كان صحيحًا.
بداية القسم الثالث من الفيلم – Break into Three
مع هذا الدليل البصري الواضح، يدير د. ميندي وديبياسكي وأوجليثورب، حملة لإقناع الناس بـ”Just Look Up”، وضد أورليان وإيشيرويل. يحاول عالِم الفيزياء الفلكية أيضًا إصلاح علاقته مع جون ميندي.
النهاية – Finale
النهاية في خمس نقاط:
تشكيل الفريق: حيث نرى فريقًا عماده الأشخاص المؤيدون للعلم “Just Look Up” من جانب واحد من الطيف السياسي، وفريقًا آخر في المقابل “Don’t Look Up” للرئيس أورليانز ومؤيديه، الذين يتجاهلون الحقائق بحجة أن ما يفعله العلماء هو إبقاء الناس في حالة خوف.
تنفيذ الخطة: تعزل الرئيسة أورليان وإيشيرويل باش، الصين وروسيا والهند من صفقة التنقيب عن المعادن في المذنبات. ويطلقون المهمة التي رتبوا لها لكنها تفشل لحظة الإطلاق. كل شيء يعتمد الآن على الفرصة الأخيرة لمهمة باش.
مفاجأة العيار الثقيل: يطلق باش مهمة تحويل المذنب ديباسكى إلى 30 نيزك. وطبعًا، لأنه لم يتم اختباره ومراجعته من قبل الأقران، فإن المهمة تفشل بكل اخروراق.
التغوّر: يعود د. ميندي إلى منزله في لانسينغ بولاية ميشيغان ومعه ديباسكي ويول. يصلح الأمور مع زوجته. يظهر د. أوجليثورب. ولديهم عشاء أخير وحوارات من القلب إلى القلب. إنهم يحتفلون بالليلة الأخيرة على الأرض بالطريقة التي نأملها جميعًا – محاطين بمن نحبهم. ما يهم، ما يجعل حياتنا تستحق العيش. كان إيشرويل قد تنبًأ لميندي أنه سيموت وحيدًا، لكن على العكس من ذلك يهرب ميندي من أسلوب حياة النخبة ويموت سعيدًا وسط أحبابه.
تنفيذ الخطة الجديدة: مع فشل إطلاق مهمة باش، تنضم الرئيسة إلى إيشرويل في سفينة الفضاء مع مجموعة من النخب الغنية الأخرى. تتصل بالدكتور ميندي، وتخبره أن هناك مكانًا له ولإيفانتي أو لزوجته. يرفض؛ فلديه كل ما يحتاجه. للمفارقة، نسيت أورليان إدراج ابنها جيسون ضمن 2000 شخص سينطلقون بعيدًا عن الكوكب. يضرب المذنب ديباسكي كوكب الأرض، وكما هو متوقع، يموت الجميع.
المشهد الختامي – Final Image
على الجانب الآخر من المجرة، بعد 22.740 عامًا، وفور خروجهم من سفينة الفضاء عى كوكب جميل، يلتهم مخلوق برونتيوك الرئيسة العارية. يطارد سرب البرونتيوك المخلوقات الآكلة للحوم آخر الناجين من الأرض، ولا يبدو أنه قد ينجو أحد من هذا المصير المحتوم.
ما بعد التترات – Post-credits
جيسون أورليان يخرج من تحت الأنقاض؛ إنه الرجل الأخير على الأرض، بينما يقف لالتقاط سيلفي لينشره على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي.
