التحسس من المياه: أسبابه وطرق علاجه
التحسس من المياه أسبابه وطرق علاجه

يتعلق هذا النوع النادر جداً من الحساسية بظاهرة فريدة، حيث يظهر التحسس عند تلامس المياه بشكل مباشر، ويتج manifest هذا بظهور بقع وطفح جلدي. يتسبب هذا التحسس غالباً في حكة وحرقة، ومع ذلك، يعاني من هذا النوع من التحسس عدد قليل جداً من الأشخاص حول العالم، إذ أظهرت الإحصائيات لعام 2011 أن عدد المصابين بهذه الحالة لا يتجاوز 100 شخص على مستوى العالم.

اللافت في هذا السياق هو حدوث التحسس عند تفاعل الجلد مع مياه بأشكال مختلفة، سواء كانت مياه المطر، أو الجليد، أو العرق، أو حتى الدموع، سواء كانت هذه المياه باردة أم ساخنة. يعاني الأفراد المتأثرين بهذا النوع من التحسس من تحديات نفسية، حيث يجدون صعوبة في ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى ظهور اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.

الحكة المائية

حتى الآن، لم تتوصل الأبحاث إلى تحديد سبب دقيق ومؤكد لحالة التحسس من المياه. ومع ذلك، هناك بعض الافتراضات التي تشير إلى أن التفاعل بين الجلد والعناصر الكيميائية الموجودة في الماء، مثل الكلورين، قد يكون السبب. بمعنى آخر، يبدو أن الحساسية لا تحدث بسبب ملامسة الماء نفسه، وإنما بسبب مكوناته.

هناك أيضًا افتراضات أخرى تشير إلى أن السبب قد يكون في تفاعل بين الماء ومواد معينة موجودة في الجلد أو على سطحه. ومع ذلك، لم يتم التوصل حتى الآن إلى الآلية الدقيقة لهذه الحساسية.

تظهر أعراض الحساسية عادة بعد التلامس مع الماء نتيجة لإفراز الجسم لمادة تُسمى “الهيستامين”، والتي تلعب دورًا في ظهور أعراض الحساسية. عندما يكون هناك تحسس تجاه مادة مثل الماء، يقوم جهاز المناعة بالاعتراض عليها كمادة غريبة تهدد الجسم، مما يؤدي إلى إطلاق الهيستامين. وبناءً على ذلك، تظهر الأعراض على الجلد وجسم الفرد بشكل عام.

تظهر أعراض حكة الجلد بسبب الماء عند الفرد المصاب بهذه الحساسية نادرة الحدوث. يتمثل هذا التحسس في ظهور بقع وطفح جلدي بشكل عام، وعادةً ما تظهر هذه البقع في مناطق معينة من الجسم، مثل الرقبة والذراعين والصدر، ولكن يمكن أن تظهر أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم. يحدث هذا التأثير بعد تلامس الجلد مع الماء وليس بعد شرب الماء.

بعد فترة قصيرة من ملامسة الجسم للمياه، تبدأ الأعراض في الظهور، من بينها:

1. إحساس بالحرقة في أماكن متعددة بالجسم.
2. ظهور احمرار شديد في أجزاء مختلفة من الجسم.
3. المعاناة من التهابات يمكن أن تتغير شدتها حسب حجم التلامس مع المياه.
4. ظهور كدمات في مناطق متفرقة بالجسم.

في بعض الحالات الشديدة، عند تناول الماء، قد تظهر أعراض إضافية ملحوظة مثل:

1. صعوبة في البلع.
2. صعوبة في التنفس ووجود صوت صفير أثناء التنفس، حيث يؤدي التحسس في هذه الحالة إلى ضيق الممرات التنفسية.
3. ظهور احمرار وبقع واضحة حول الفم.
4. تورُّم أنسجة الفم، مثل الشفاه واللسان، وفي حالات متقدمة قد يتسبب في انسداد الجزء العلوي من البلعوم.

تختفي أعراض الحساسية بعد تجفيف الجلد الذي تلامس الماء، ويمكن أن تزول خلال نصف ساعة إلى ساعة. هناك بعض الدراسات التي تشير إلى انخفاض حدة حساسية الماء بمرور الوقت، وقد تختفي تلك الحساسية بعض الأحيان بعد عدة سنوات من ظهورها، مما يؤكد على عدم استمرارها طوال الحياة.

تشخيص الحساسية من الماء

لتشخيص هذه الحالة، يقوم الطبيب أولاً بإجراء فحص فيزيائي يتضمن فحص الجلد ومراقبة الأعراض التي تظهر بشكل واضح، مع التركيز على المناطق التي قد تظهر فيها الحساسية بوضوح. يقوم الطبيب أيضًا بجمع معلومات حول تاريخك الطبي والمشاكل الصحية الحالية والأدوية التي تتناولها.

يتم أيضًا إجراء اختبار خاص لتحديد التشخيص، حيث يقوم الطبيب بتطبيق ماء على الجزء العلوي من جسمك بضغط معين ودرجة حرارة محددة (35 درجة مئوية). إذا كنت تعاني من حساسية الماء، ستظهر أعراض الحساسية التي تم ذكرها سابقًا في غضون ربع ساعة من بدء تعرض جسمك للماء.

يقوم الطبيب بمراقبة رد فعل جسمك تجاه الماء وتقييم الأعراض التي تظهر عليه. بناءً على ذلك، يقوم بتحديد ما إذا كنت تعاني حقًا من حساسية الماء أو إذا كانت هناك مشكلة أخرى تتشابه بعض الشيء في الأعراض.

علاج الحساسية من الماء

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لحالة حساسية الماء، ولكن هناك عدة خيارات علاجية تستهدف تخفيف الأعراض. من بين هذه الخيارات:

1. الأدوية المُضادة للهيستامين: تستهدف هذه الأدوية مادة الهيستامين التي يفرزها الجسم بسبب التحسس، وتساعد في تقليل الأعراض بعد التعرض للماء.

2. الأدرينالين: يستخدم هذا الدواء في حالات الطوارئ، خاصةً إذا كانت الأعراض شديدة، حيث يعمل على توسيع الممرات التنفسية ورفع ضغط الدم.

3. الكريمات والمراهم: يتم وصف بعض الكريمات والمراهم كخيار أول، خاصةً للأطفال، حيث تعمل هذه المواد على تشكيل حاجز بين الجلد والماء لتقليل ملامسة الجلد للماء.

4. العلاج بالإشعاع: في بعض الحالات النادرة، يمكن استخدام الأشعة فوق البنفسجية لتقليل حساسية الجلد تجاه الماء.

5. أوماليزوماب: هو دواء خاص يستخدم في علاج حساسية الماء وأظهر فعالية في بعض الحالات، لكن يتميز بتكلفته العالية وبعض الآثار الجانبية مثل الصداع والاحمرار في مكان الحقن.

يرجى مراجعة الطبيب لتحديد العلاج المناسب وتقييم الوضع الصحي للمريض.