للوهلة الأولى يبدو غلاف ألبوم إليسا الجديد صادم؛ فراش وجسد نصف عاري، وهو ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للغضب الشديد، بل ودفع بالشركة المنتجة لسحب الغلاف من مواقعها الرسمية بالمواقع الرقمية، في بادرة تبدو أقرب للقتل الرحيم، دون علم صاحبة الشأن، وسط حيرتها الشديدة من ردة فعل معجبيها.
إليسا تاريخ جاد و جمهور جاحد
إليسا مطربة عربية مشهورة منذ عقدين كاملين؛ رغم جرأتها الشديدة باختيار كلماتها و ملابسها، ورغم النقد اللاذع أحيانا، والطيب أحيانا، قبل ظهور المنصات الرقمية بجمهورها شديد القسوة، جمهور أصبح يحاسب الجميع دون استثناء، جمهور نصب من نفسه القاضي و الجلاد، عبر تعليقات لا يمكن وضعها هنا بحال أو مجرد ذكرها، تتشفى أو تهين أو تدعو بغير الخير، بحين أن هناك آلاف الخطابات المختلفة للتعبير عن الدهشة أو الصدمة وليس من بينها على الإطلاق الهجوم الشرس على إليسا أو مرضها أو حياتها أو حتى جسدها.
اليسا و خطاب الكراهية
بعالم آخر أكثر أدميه؛ ووعيا ومحبة – لنفسه قبل غيره – كان يمكن أن يكون الخطاب لإليسا كالتالي ” نحن نحبك؛ ولكننا نفضل غلاف آخر ” أو ” لتعيدي التفكير نجمتنا المحبوبة في خياراتك ” أو ” دعينا نختار من بين أغلفة متعددة غلاف ألبومك الجديد؛ لتكن مسابقة مثلا، أو استفتاء يدعمه حبك ” أو ” نحن نحترم خياراتك حتى لو لم ترضينا ” عشرات من خطابات المحبة يمكن لصقها عبر مواقع التواصل حول غلاف إليسا الجديد بكل الحب، دون الحاجة لتشفي أو إهانة أو قذف، دون الحاجة لكشف سرائرنا العليلة وضعفنا المخجل أمام غلاف.
أول مسيرتي كانت صعبة بسبب الانتقادات، بس تخطيت كل شي بقوة ولأنو "أبويا علّمني ما خافش ودايماً أواجه قدري".
اليوم عم بحتفل بعشرين سنة نجاح الحمدلله وضميري مرتاح. ليش؟ لأنو بدل ما كون ضحية، قررت كون #صاحبة_رأي#SahbitRaey pic.twitter.com/Ie48Mo5C8x— Elissa (@elissakh) July 19, 2020
إليسا تستحق كل الدعم و الحب
إليسا فنانة عربية محترمة جادة، لم تشبها شائبة أخلاقية طوال مسيرتها الفنية، رغم جمالها و أنوثتها و عملها بمجال شائك، إلا أنها حظيت بحبنا و حصدت احترامنا، ومن حقها علينا أن نلتمس لها العذر وندعمها برفق، لا أن نهاجمها كمن دأبت على تصدير كل ما هو غير مألوف.