التوحد مرض نفسي يصيب الأطفال من عمر ستة شهور حتى سن ثلاث سنوات، وقد يستمر إلى مرحلة البلوغ، وقد يعاني منه الراشدون حتى نهاية حياتهم، ويغلب على المرض طابع ذكوري، حيث يصاب به البنين أكثر 4 مرات من البنات، والتوحد مرض وراثي بالمقام الأول، وليس له أسباب أخرى محددة، وقد يتعافى منه المصاب أو يتحسن، وقد لا يتعافى ويستمر بحمل ذلك العبء طوال جياته، ويساهم العلاج السلوكي والوعي بتقبل ذلك المرض لدى الأشخاص البالغين، ومنهم من يستمر بحياته العملية غير عابيء بتوحده أو ذاتويته، وقد تطورت ثقافة التوحد، فأصبح هناك بعض الأفراد الذين يسعون إلى تلقي العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم مختلفين وعدم التعامل معاهم على أنهم يعانون من اضطرابات.
مؤشرات مرض التوحد
عادة ما يلاحظ الآباء مؤشرات مرض التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل، وتتطور هذه المؤشرات تطورًا تدريجيًا، ولكن بعض الأطفال المصابين بهذا المرض يتطورون في النمو بشكل أكثر من الطبيعي ثم يبدأون في التراجع أو التدهور، وتساعد التدخلات السلوكية والمعرفية الأطفال المصابين بالتوحد على اكتساب مهارات الرعاية الذاتية ومهارات اجتماعية ومهارات التواصل، وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف فهناك تقارير عن حالات تم شفاؤها، ولا يعيش الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بشكل مستقل بعد بلوغ سن الرشد، ولكن البعض أصبح ناجحًا في ذلك.
خصائص مرض التوحد
التوحد هو اضطراب متغير بدرجة ملحوظة في النمو العصبي، يظهر للمرة الأولى في مرحلة الطفولة، ويتبع عامة مسارًا ثابتًا دون سكون، وتبدأ الأعراض الصريحة تدريجيًا بعد عمر ستة أشهر، وتثبت في عمر عامين أو ثلاثة أعوام، وتميل إلى الاستمرار خلال مرحلة البلوغ، على الرغم من أنها في كثير من الأحيان تظهر في شكل أكثر فتورًا أو ضآلة، ويتميز المرض بوجود ثلاثة أعراض محددة ” ضعف في التفاعل الاجتماعي، ضعف في التواصل، واهتمامات وأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة “ إضافة إلى نمط معين في تناول الطعام.
علاج مرض التوحد
لا يوجد علاج معروف للتوحد، وقد يتعافى الأطفال من التوحد بعد علاج مكثف، ومن غير المعروف كيف يحدث الشفاء في أغلب الأحيان، ويفتقر معظم الأطفال المصابين بالتوحد إلى الدعم الاجتماعي والعلاقات الهادفة وفرص العمل في المستقبل. وعلى الرغم من أن الصعوبات الأساسية قد تستمر، فإن الأعراض غالبًا ما تصبح أقل حدة مع التقدم في العمر.