نشأ التقويم الهجري بداية من هجرة الرسول -صل الله عليه وسلم – من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ولكن بدأ العمل به في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في العام السابع عشر للهجرة. ويتكون التقويم الهجري من 12 شهرًا قمريًا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريبا.
سبب تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم
عندما سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الهجرة قال “إن الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بھا” أي فأرخوا بدءا من أيام الھجرة، واتفقوا على ذلك ثم تشاوروا: من أي شھر يكون ابتداء السّنة؟ فقال بعضھم: من رمضان؛ لأنه الشھر الذي أنزل فيه القرآن، وقال بعضھم: من ربيع الأول؛ لأنّه الشھر الذي قدم فيه النبي ﷺ المدينة مھاجرا، واختار عمر وعثمان وعلي رضي الله عنھم أن يكون من المحرم لأنّه شھر حرام، يلي ذي الحجة الذي يؤدي فيه المسلمون حجھم الذي به تمام أركان الإسلام، والذي كانت بيعة الأنصار للنبي ﷺ والعزيمة على الھجرة، فتعينت بداية السنة الهجرية من الشھر الحرام، ووجب على المسلمين الإذعان لھذا الأمر الذي أمر به ﷺ بقوله: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المھديين”.
سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم
كما أرخ المسلمون تاريخ يوم أو شھر، يقول ھذا اليوم العاشر من محرّم من ھجرة النبي ﷺ، ونھانا الله أن نظلم أنفسنا في ھذا الشھر وحرمه الله وعظّمه وجعل صيامه أفضل الصيام بعد صيام رمضان وخص اليوم العاشر فيه بالتشريف، وأنجى الله فيه نبيه موسى ومن آمن معه، وأهلك عدوھم فرعون ومن اتبعه، ولذا فإن لھذا اليوم من محرم شأن عظيم، فھو يوم من أيام الله، إن الأنبياء كانوا يصومونه، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال “وجاء في الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل».“.
وفي مقام آخر ورد عن النبي ﷺ “صيام يوم عاشوراء أتحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”.
ولما كان اليھود المكذبون لرسول الله ﷺ، يصومون ھذا اليوم، أمر النبي ﷺ بمخالفتھم وقال:
“صوموا يوم عاشوراء، خالفوا اليھود صوموا يوما قبله ويوما بعده”، صيام يوم عاشوراء سنّة وكان المسلمون يصومونه ويصوّمونه صبيانھم.
إن صيام يوم عاشوراء دليل على أن دين الأنبياء واحد، وھو التوحيد في العبادة والقصد؛ حيث إن الرسول ﷺ، لما رأى اليھود يصومونه سألھم عن ذلك: فقالوا صامه موسى شكرا لله، فنحن نصومه، فقال رسول الله ﷺ،
نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.
فلنحرص على التزامه؛ فصيامه قربة نتقرب به إلى ربنا.
و منع شن الحروب في أربعة من تلك الشهور لأنهم يعتبروا أشهر حُرم.
” الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ” (صحيح البخاري 3197)
و يتم اعتماد المناسبات والإجازات الإسلامية مثل عيد الفطر والحج وعيد الأضحى وآخرين عدة طبقاً للتواريخ المذكورة في التقويم الإسلام.