عيد الأب Father’s Day من الأعياد الاجتماعية التي تتشابه مع عيد الأم ولكنها لم تحظى بعد بنفس الاهتمام والاحتفال المتعارف عليه في عيد الأم، إلا أن ذلك لا يُثنينا عن ضرورة تقديم الشكر والامتنان لكل الآباء الذين يفنون حياتهم في سبيل سعادة الأسرة والأبناء، فهم الرعاة والسند والأمان وهم حائط صد المنزل بأكمله، ولذلك سنتحدث معكم عبر موقع “ويكي مصر” عن أهمية الاحتفال بعيد الأب الذي يوافق في معظم البلاد العربية يوم 21 يونيو من كل عام، فإلى التفاصيل.
عيد الأب
يتم الاحتفال بعيد الأب منذ سنوات عديدة جدا في الدول الغربية، حيث تم الاحتفال به لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1910 بعد أن تقدمت إحدى الفتيات الأمريكيات بتقديم دعوة تطالب فيها بتخصيص يوم تكريما لجهود الأب، وهي دعوتها التي جاءت بعدما رأت تضحية والدها في تربيتها وأشقائها إثر وفاة والدتهم.
تمت الموافقة على دعوة هذه الفتاة الأمريكية والتي تدعى “سونورا لويس سمارت دود” من ولاية ميتشيجان بتخصيص يوم عيد الأب والذي وافق آنذاك الوقت يوم 19 يونيو 1910 وهو ثالث يوم أحد من الشهر نفسه، وجرت العادة على الاحتفال به في نفس التوقيت من كل عام.
اقرأ أيضا: كلمات عن يوم الأب العالمي 2021
تاريخ عيد الأب في مصر
تاريخ عيد الأب في مصر يوافق يوم 21 يونيو من كل عام وهو نفس تاريخ الاحتفال بـ عيد الأب بالمغرب وكل دول العالم العربي عدا فلسطين، سوريا، اليمن، موريتانيا، السودان، جيبوتي، والصومال.
جاءت فكرة عيد الأب في مصر من قبل الكاتب الصحفي الراحل “مصطفى أمين” عندما كتب في عموده الصحفي الذي يحمل عنوان “فكرة” داعيا إلى ضرورة تكريم الأب على مجهوداته وإظهار مشاعر الشكر والامتنان لدوره الكبير مثله مثل الأم.
واقترح “أمين” أن يكون 10 يناير من كل عام هو موعد تاريخ عيد الأب في مصر وبالفعل تم الاحتفال في العام التالي إلا أن الفكرة لم تحظى باهتمام اجتماعي ولم يتم تدعيمها حتى تناست وتلاشت تماما.
عاد الاحتفال مجددا بعيد الأب في مصر ليكون بتاريخ ثابت هو 21 يونيو اقتداًء بعيد الأب العالمي الذي يوافق شهر يونيو مع اختلاف الأيام بين كل دولة وأخرى.
عيد الأب العالمي
يختلف تاريخ الاحتفال بـ عيد الأب العالمي على مستوى الدول الغربية ولكنه يحظى بشهر كبيرة لدى شعوب بعض الدول مثل كندل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهي الدول التي تحتفل بـ عيد الأب ثالث يوم أحد من شهر يونيو في كل عام.
وفي أستراليا يتم الاحتفال به في أول يوم أحد من شهر سبتمبر في كل عام، بينما تحتفل به دول أمريكا اللاتينية في يوم 19 مارس من كل عام مع العلم أنهم تعرفوا على هذا العيد من خلال الغزاة الإسبان والبرتغاليون آنذاك الوقت.
أما سويسرا وليتوانيا يحتفلان بـ عيد الأب في يوم 5 يونيو من كل عام، والنمسا تحتفل يوم 12 يونيو، وبولندا ونيكاراجوا يحتفلان يوم 23 يونيو، بينما جمهورية الدومينيكان تحتفل يوم 31 يوليو، وهو ما يحتفل به أيضا محرك البحث الشهير “جوجل” منذ عام 2016 تبعا لتاريخ احتفال كل دولة على حدى.
عيد الأب في الإسلام
لم يتعارض الاحتفال بـ عيد الأب مع الحديث الشريف الذي دعا فيه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام بأهمية حسن صحابة الأم فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك)) (متفق عليه).
فقد جاء الأب في المقام الثاني بعد الأم فهو حجر الأساس وعمود المنزل، هو الراعي المسؤول عن رعيته والمكلف بالإنفاق عليها والعمل على خدمتها وهو ما ينبغي أن يقابل بالشكر والتقدير من كل أفراد الأسرة، ولذلك فإن عيد الأب هو يوم مناسب لإظهار هذا الحب والامتنان لكل أب على قيد الحياة، والإكثار من الدعوات لكل أب توفاه الله ، فعيد الأب هو شكل من أشكال بر الأبناء بالآباء.
لم يكن عيد الأم بدعة في الإسلام وبالتالي فإن عيد الأب ليس ببدعة كذلك وإنما هو عيد اجتماعي نُظهر فيه مشاعرنا الطيبة مع والدينا ونقدم لهم الهدايا البسيطة التي لا توفي حقهما أبدا إلا أنها ستدخل السرور على قلبهما وتشعرهما بعطف وحنان ابنائهما، مع أهمية ذكر الوالدين في الدعاء دائما وأبدا “رب أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب”.