عالمنا اليوم عالم فنجان القهوة وهناك أكثر من 1.6 مليار فنجان من القهوة يقدم للبشر بصورة يومية. وهذه الكمية تساوي 300 حمام سباحة أولمبي. ولا يخلو بيت من البيوت في العالم الآن إلا وفيه كيسٌ من البنّ. القهوة أصبحت مزاج المثقفين وصناعة عالمية. بل هي ثاني أضخم إنتاج في العالم ولا ينافسها في الصناعة إلا البترول ومشتقاته.
تاريخ فنجان القهوة وكيف تحول لمشروب عالمي؟
منذ أكثر من 1200 سنة لم تكن القهوة مكتشفة بعد. والرواية الشهيرة أن أحد رعاة الغنم يُدعى خالد كان يرعى قطيعه من الماعز، في بلاد الحبشة (اثيوبيا حاليًا)، وفوجئ بأن القطيع أصبح نشطًا جدًا، بل ومتحفزًا ونشيطًا، حينما تناول بعض النباتات. فأخذها وقام بغليها واشتهرت في بلاده بأنها مادة تساعد على اليقظة.
الصوفيون يشربون القهوة
وبسبب حركة التجارة في ذلك الوقت. انتقلت القهوة إلى اليمن، وبدأ الصوفيون يشربونها لنفس السبب الذي نشربها من أجله اليوم. حتى تزداد يقظتهم أكثر.
فالصوفيون يحبون التركيز في الأذكار التي يذاكرونها في الليل. وبعد ذلك انتشرت القهوة في العالم الإسلامي كله، بسبب الحجاج، والتجار.
فانتقلت القهوة إلى تركيا في أواخر القرن الخامس عشر، بعدما وصلت مكة المكرمة. بعد ذلك وصلت إلى القاهرة في القرن السادس عشر. ومن ثم أصبحت مشروب شعبي واسع الإنتشار.
متى ظهرت أول مقهى في العالم؟
ظهرت أول مقهى في العالم في أوروبا في البندقية عام 1645 بعدما وصلت القهوة إلى أوروبا، بفضل حركة التجارة مع شمال إفريقيا، ومصر ، وإسطنبول.
وفي لندن كان مقهى لويدز الذي افتتح في أواخر القرن السابع عشر ملتقى التجار وأصحاب السفن. وأصبحت المقاهي طليعة الحانات اليوم.
ففيها كان الناس يبحثون الشؤون السياسية ومنها انطلقت الحركات الليبرالية المختلفة.
وصول القهوة إلى المملكة المتحدة – بريطانيا
وفي سنة 1650 أدخل القهوة إلى المملكة المتحدة عثماني يُدعى باسكو روزي وأخذ يبيعها في مقهى بلندن على ساحة جورج، بشارع لومبارد وبعد ثماني سنوات افتتحى مقهى آخر يسمى سلطانس هيد، أي رأس السلان في كورنهيل.
وكانت شركة لويدز اللندنية الشهيرة للتأمين في الأصل مقهى يسمى مقهى إدوارد لويدز، وبحلول عام 1700 كان في إنجلترا نحو 3500 مقهى منها نحو 500 في لندن وحدها.
وكانت تعرف باسم جامعات البنس Penny universities لأن الزبائن كانوا يستطيعون الاستماع إلى كبار المفكرين، والتحدث إليهم لقاء تسعيرة القهوة. وهي بنس واحد يساوي حينها 1 / 240 من الجنيه الإسترليني.
طريقة عمل القهوة في أوروبا
استهلاك القهوة في أوروبا يشبه عمومًا طريقة إعداد المسلمين التقليدي للمشروب. وكان هذا يستدعي غلي مزيج من مسحوق البن، والسكر، والماء، معًا وتترك بقية البن في الفنجان. لأنها لم تكن تصفى.
تجدر الإشارة في عام 1683 اكتشفت طريقة جديدة لإعداد القهوة وشربها فأصبحت المشروب المفضل في المقاهي.
متى بدأ الكابوتشينو Cappuccion
قهوة الكابوتشينو من الوصفات الرائعة وأوعى بها كاهن يدعى ماركو دفيانو Marco D’viano من رهبان دير كابوتشين Capuchin . وكان يحارب الأتراك الذين يحاصرون فيينا عام 1683.
وفي أعقاب تراجعهم أخذ الأهالي يصنعون القهوة من أكياس البن التي خلفها الأتراك وراءهم ولما كانت ثقيلة على مذاقهم فقد أخذوا يخلطونها بالكريمة والعسل، مما جعل لونها بني اللون مثل نفس لون ملابس الرهبان الكابوتشين فسماها أهالي فيينا عندئذ كابوتشينو، تكريمًا لرهبان ماركو دفيانو. ومنذ ذلك الوقت تشرب الكابوتشينو لمذاقها الخفيف الممتع.
من أهم ما قيل في القهوة
قال الشيخ عبد القادر بن محمد الأنصاري الجزيري، أول من كتب مخطوطة معروفة في تاريخ القهوة عام 1588 : ” القهوة ذهب الإنسان العادي، تجلب لشاربها شعورًا بالفخامة والنُبل. “.