التفكير الناقد – مهاراته وفوائده

التفكير الناقد أو ما يطلق عليه التفكير النقدي critical thinking هو أسلوب تفكير يستند إلى التحليل والاستنباط واستخدام المنطق وبالتالي فهو عملية ذهنية معقدة عرفه بعض الفلاسفة بأنه تفكير تأملي بينما لم يتم الوصول إلى مفهوم واحد للتفكير الناقد من قبل علماء النفس، إلا أننا سنوضح لكم في هذا المقال مهارات التفكير الناقد مع تسليط الضوء على فوائد التفكير الناقد، فإلى التفاصيل.

مفهوم التفكير الناقد

التفكير الناقد هو نوع من أنواع التفكير العملي الذي يتم من خلاله الغوص في مشكلة ما أو موضوع ما من خلال البيانات والحقائق الظاهرة عنه حتى يتم تحليلها بطرح بعض الأسئلة والوصول إلى إجاباتها ومن ثم يتم الوصول إلى بعض الحلول الممكنة التي تخفف من وطأة المشكلة.

من خلال استخدام التفكير الناقد سيتم الاستناد على التحليل، التفكير الدقيق، الخبرة، الاستدلال والاستنباط ، التحليل، والتقييم حتى يتم  الوصول إلى نتائج صحيحة بشكل كبير، مع العلم أن هذا المفهوم يعود إلى الفيلسوف “سقراط” أي منذ 2500 عام مضت، ومن بعده طرحه أفلاطون ثم أرسطو .

اقرأ أيضا: أفضل كتب ينصح بقراءتها يمكنها أن تغير حياة أي شاب

مهارات التفكير الناقد

تنقسم مهارات التفكير الناقد إلى ثلاث مهارات أساسية يمكن توضحيهم كالتالي:

الفضول

وهو مهارة أساسية يتم الاعتماد عليها في التفكير الناقد بهدف طرح الأسئلة الدقيقة التي سيتم من خلال إجاباتها التحليل والتقييم والاستنباط، فإذا ما رغبت في استخدام التفكير الناقد ينبغي أولا تعزيز الجانب الفضولي لديك لأنه من أولى المهارات التي ستحتاجها.

الشك

وهو ثاني مهارات التفكير الناقد التي ستقود المفكر في النهاية إلى مزيد من التحليل والبحث عن المعلومات بشأن المشكلة او الموضوع، فالشك في هذا النوع من التفكير يعد شك مفيد وليس مرضي لأنه سيصل بصاحبه في النهاية إلى الحلول الممكنة.

الموضوعية

وهي ثالث مهارات التفكير الناقد فمن المهم جدا أن يكون المفر النقدي أكثر انفتاحا وموضوعية وإنصافا دون تحيز بل يقوم بتحليل المعلومات والبيانات من خلال الفضول والشك وصولا إلى الحقائق بمنتهى الموضوعية.

أمثلة على مهارات التفكير الناقد

تتضح أهم الأمثلة على مهارات التفكير الناقد في حيرة سيدنا إبراهيم عليه السلام ومحاولاته لمعرفة من هو الله عز وجل، حيث وضع كل الحقائق نصب عينيه وظل يحلل مستخدما مهارات التفكير الناقد التي ذكرناها سابقا حيث الفضول والشك والموضوعية إلى أن وصل لحقيقة فاطر السموات والأرض الله سبحانه وتعالى وقال لقومه “إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين) سورة الأنعام.

أوضحت سورة الأنعام في بعض آياتها المثال الحي على التفكير الناقد في قول الله عز وجل “فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الأفلين، فلما رأي القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهديني ربي لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون” صدق الله العظيم.

تحتاج مهارات التفكير الناقد إلى امتصاص أكبر قدر من المعلومات بأقل جهد من التفكير عن طريق الحفظ والتذكر والاختزان حتى يتم البحث وصولا إلى اتخاذ القرار الصحيح، ومن الأمثلة المعاصرة على مهارات التفكير الناقد ما يتضح في وكلاء النيابة الذين يستخدمون نفس التفكير في مهنتهم للوصول إلى الجاني الحقيقي، وهو ما يتضح أيضا في مسلسل الرسوم المتحركة الشهير “المحقق كونان” الذي يستخدم التفكير النقدي في كل حلقاته لتحري الجرائم الواقعة في أحداث الكرتون.

فوائد التفكير الناقد

• يعتمد التفكير الناقد على اتخاذ القرار الصحيح في الحكم على الأشياء بناء على دراسة كافة الحقائق والمعلومات وصولا إلى الاستنتاجات المناسبة لحل الموضوع.
• يمكن استعمال التفكير الناقد في بعض المهن لإضافة ميزة تنافسية للمفكر النقدي وهو الذي يعتمد على الوضوح والتسلسل المنطقي في التفكير حتى يصل إلى حل عقلاني ممنهج.
• يفيد التفكير الناقد في كافة المجالات التي تعتمد على التكنولوجيا والمعلومات المتسارعة، حيث يتم التفكير بشكل مرن وفعال باستخدام مهارات التفكير النقدي ودمج مصادر المعرفة لمواكبة التطورات .
• يساعد التفكير النقدي على تحليل الذات وفهم الشخصية بشكل أعمق، حيث التعبير عن المشاعر بشكل واضح ودقيق ومنها سيتم تنمية مهارات اللغة والإلقاء بل وتعزيز الإبداع والابتكار أيضا في طرح الأفكار الجديدة .