يعود أصل معنى كلمة العيد في اللغة إلى كل ما يعود بشكل دوري، فالعيد من عادَ يعودُ فيصيرُ عِيدًا. ومن معاني العيد أيضا أنه يوم احتفال بمناسبة أو ذكرى معينة تعارف عليها الناس. وهناك الكثير من الأعياد في العالم يحتفل الناس بها كل عام باختلاف أعراقهم ودياناتهم.
متى عيد الحب ؟
إذا كان معنى العيد كما أشرنا وبجمعه على معنى الحب فإنه من غير المعقول أن يكون هناك معنى لشئ يسمى “عيد الحب”. هذا مما يطلق عليه الكلام الذي ينقض أوله آخره، بمعنى أن تقول كلمتين الأولى تخالف الثانية وتهدم معناها مثل الثورة السلمية، الأمن المخيف أو عيد الحب. والثورة هي ذروة الغضب، لذلك من المستحيل توقع سلميتها أو تقرير السيطرة عليها وتوجيهها مسبقا للشعور سليم غير ما هو عليه الغضب، كذلك الأمن ينافي الخوف والعيد الذي يتكرر مرة في العام ينافي الحب الذي هو في عرف المحبين شعور موفور في كل لحظة. ولكن لنتأكد من هذا الأمر علينا أن نعرف شيئا هاما جدًا:
ما هو الحب؟
للحب تعريفات كثيرة ومتنوعه وغير محدودة مناسبة لأنه شعور فطري في الإنسان يلازمه بوعي وبغير وعي منذ ولادته إلى وفاته، وهو شعور محفز على بذل الود ويبعث السعادة في نفس المحب والمحبوب ويترتب على ذلك التعلق والفقد والإشتياق ومن ثم يتفاوت هذا الشعور من إنسان لآخر وبحسب المواقف المختلفة، فإما إلى زيادة وإما إلى نقصان.
معنى الحب ودرجاته
الحب في اللغة هو الوداد، من الود والود هو أحد درجات الحب التي تبدأ بالإعجاب والميل وتمر بالعشق والشغف والكلف وتنتهي بالهيام والجنون، وفي كل هذا على مر الزمان وفي حياتنا اليومية قصص لا حدود لها.
متى عيد الحب؟
والآن بعد أن حصلنا على تعريف الحب وسبقناه بتعريف العيد، نستنتج على عكس الشائع والرائج والمنتشر بين الناس كالمسلمات أنه لا يمكن أن يكون هناك اجتماع للحب والعيد في كلمة واحدة مثل عيد الحب. الحب الصادق الحقيقي يسعى صاحبه لإثباته كل لحظة وفي كل فرصة، ولعل هذا مما يسوق لمعنى غير متصور مثل عيد الحب. فانتشار هذا اليوم المسمى ” عيد الحب ” أصبح واقعا توارثته الاجيال جيلاً عن جيلـ وفرض على الجميع من خلال سطوة الجماعة، وكما يعتبره بعض المنتسبين للحب مناسبة للتعبير عن مشاعرهم فيه لمن يحبونهم. ولكن هذا الأمر ينافي الحب الذي لا وقت له ولا حدود، ويعارضه ويخنقه في ضيق على عموم معناه وشموله. فالحب الذي هو الشعور السامي والذي نعيشه يوميا ولا يطيق المحبون فيه الابتعاد عن من يحبونهم والإستئناس بهم والإطمئنان معهم وعليهم، كيف يمكن أن يكون ذكرى أو مناسبة سنوية يحتفل الناس بها.
الخلاصة: الحب لا ميعاد له ولا عيد، وخلاف ذلك هو أمر لا يمكن تصوره إذا وقفنا عليه تحليلا وتفسيرا. وفي النهاية نتمنى للجميع أصدق الحب وأعذبه والاستمتاع به فيما يجعل الحياة كلها في سعادة تامة بلا قيود وحدود. كل يوم في الحب هو عيد للحب وللمحبين.