إذا كنت من مستخدمي الحاسب المحمول اللابتوب، فبالتأكيد قال أحدهم لك يوما ” لا تترك البطارية طوال الوقت في مقبس الشحن وإلا ستتلف سريعا”، فهل هذه النصيحة صحيحة علميًا وعمليًا؟
الأمر يشبه نصيحة “قم بتسخين السيارة عدة دقائق قبل التحرك بها في بداية اليوم، وإلا سيعطل المحرك على المدى الطويل”، والتي يتداولها الكثيرون في عالم السيارات نقلا عن الآخرين دون معرفة أساسها العلمي. “تخلع البطارية عند 100% أم تتركها في الشاحن” هي الأسطورة الأكثر انتشارا في عالم الحواسيب المحمولة، فما هو الأفضل حقا لبطارية اللابتوب وما الطريقة المثلى للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة؟ هذا ما يستعرضه التقرير في السطور التالية:
أنواع بطاريات اللابتوب.. وكيفية عملها
هناك نوعان رئيسيان من بطاريات الحواسيب المحمولة، هما ليثيوم أيون وليثيوم بوليمر، وتواجد في الماضي عدة أنواع أخرى مثل النيكل كادميوم إلا أنها اندثرت بمرور الوقت لصالح النوعين المذكورين أولا.
لكل من بطاريات ليثيوم أيون وليثيوم بوليمر نقاط قوة وضعف، فالأولى تمتاز بقدرتها على استيعاب معدل أعلى من الطاقة لكن تتدهور السوائل داخلها بشكل أسرع، أما الثانية فسوائلها تعيش لفترة أطول لكنها تتحمل مستويات من الطاقة بنسبة أقل.
وتتشابه طريقتٙي عمل بطاريات ليثيوم أيون وليثيوم بوليمر معا على الرغم من الاختلافات التكنولوجية بينهما، فبمجرد الضغط على زر الطاقة تبدأ عملية التفريغ للبطارية، حيث تتدفق الأيونات- الذرات التي تحمل الشحنات الكهربائية- من القطب السالب إلى القطب الموجب داخل المادة الالكتروليتية التي تحمل الأيونات المشحونة، الأمر الذي ينتج عنه مرور الطاقة التي يعمل بها اللابتوب. أما في أثناء عملية الشحن يحدث العكس عن طريق توصيل قطبي البطارية من الخارج بمصدر للطاقة يُعيد الشحنات من القطب الموجب إلى القطب السالب.
البطاريات لا تُشحن بعد 100%
واحد من أكثر الأسئلة التي تشغل بال المستخدمين هو “هل إذا تركت البطارية موصولة بمقبس الشحن قد تتخطى الطاقة داخلها نسبة 100%؟” الإجابة هي لا ، ليس هناك طريقة أو مجال لشحن البطارية بمعدل زائد عن طاقتها في أجهزة اللابتوب، فحين تصل نسبة الطاقة إلى 100% تمنع الدائرة الداخلية للبطارية أي مقدار لشحن إضافي إلا عندما يكون هناك انخفاضا في الجهد.
وصول نسبة الطاقة إلى 100% يعني أن الشاحن يتوقف في تلك اللحظة تلقائيا عن شحن البطارية، وعندها يبدأ الكمبيوتر المحمول العمل على الطاقة، وبعد مرور فترة من الوقت يعاود الشاحن عمله من جديد ويقوم بشحن الجزء الذي نفذ من طاقة البطارية في عملية لحظية لا يستطيع المستخدم ملاحظتها حيث أن نسبة الشحن تظل ثابتة عند 100% طالما كانت البطارية موصولة بالشاحن.
متى يفضل إزالة البطارية من اللابتوب؟
تتفوق بطاريات أجهزة اللابتوب الحديثة بشكل كبير على نظيراتها القديمة، فهي لا تشحن بشكل زائد، ولا تعاني من انتهاء عمرها الافتراضي بشكل سريع، لكنها لا تزال أيضا عرضة لبعض المشاكل، ويأتي على رأسها التلف الذي يحدث لها إذا ما تركت في الشاحن طوال الوقت، والسبب يعود إلى الحرارة.
استخدام اللابتوب لفترة طويلة ينتج عنه حرارة كبيرة، خاصة إذا ما كان يُستخدم في الألعاب الثقيلة وبرامج تحرير الفيديو وصناعة الرسوم المتحركة، كما أن توصيل البطارية في الشاحن طوال الوقت ينتج عنه حرارة إضافية، لذا ينصح بإزالة البطارية إذا كنت تنوي العمل على الجهاز عدة ساعات بشكل مكثف لحمايتها من التعرض للحرارة الزائدة.
أما إذا كنت تستخدم اللابتوب للقيام بأعمال خفيفة مثل تصفح الإنترنت، الكتابة، والقراءة، في نفس الوقت تشعر بأن الجهاز هادئا ولا يعاني من ارتفاع حرارته، فليس هناك حاجة لإزالة البطارية من الجهاز أو الشاحن لغياب السبب وهو عدم وجود حرارة مرتفعة.
100% ليست نسبة الشحن المثلى
يُقال أن للحفاظ على كفاءة البطارية، عليك إزالة الشاحن من اللابتوب فور وصول نسبة الشحن إلى 100%، وكما أشرنا أعلاه أن البطاريات لا تُشحن فوق 100%، لكن ما لا تعرفه أن النسبة الموصى بها ليست 100% بل أقل من ذلك. خبراء التكنولوجيا توصلوا إلى أن الطريقة الأفضل للحفاظ على كفاءة البطارية هي شحنها إلى 80% وتفريغها حتى 40% ثم إعادة شحنها حتى 80% مرة أخرى وهكذا.
شحن البطارية حتى نسبة 100% بشكل دوري، ثم تفريغها تماما، يعطي المستخدم حوالي 300-500 دورة تفريغ كاملة لسعة البطارية الحقيقية، أما حين تُشحن إلى 80% أو 70% فيساهم ذلك في إعطاء المستخدم نحو 1200-2000 من دورات التفريغ، وبالتالي زيادة عمر البطارية الافتراضي.
بطارية اللابتوب تتكون من خلايا تُشحن فيها كل خلية حتى مستوى جهد معين، وكلما ارتفعت نسبة الشحن، كلما ارتفع مستوى الجهد الذي يتطلب من الخلية تخزينه وبالتالي مزيد من الضغط والحرارة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تراجع كفاءة البطارية وقدرتها على إعطاء المستخدم دورات كاملة من الشحن والتفريغ.
هل تأتي بطارية اللابتوب بنفس السعة المعلنة؟
عندما يشتري المستخدم لابتوب جديد، يأتي في الصندوق المرفق معه تفاصيل لأرقام سعة البطارية وعدد ساعات العمل التي تعطيها مقابل دورة شحن واحدة، فهل تماثل الواقع؟
معلومات البطارية التي يعلن عنها أشهر مصنعي أجهزة اللابتوب لا تتطابق مع ما هو متواجد في عالم الاستخدام الحقيقي، والشركة الوحيدة التي تقترب معلومات البطارية التي تعلن عنها من تلك الحقيقية هي أبل.
أما شركة ديل فما تعلنه بشأن بطارياتها يخالف الواقع بنحو 4 ساعات زائدة، وكذلك الحال بالنسبة لشركة إتش بي حيث اتضح أن بطاريات أجهزة اللابتوب التي تنتجها تعمل خمس ساعات أقل مما تقوم بإعلانه.
بطارية اللابتوب الذي تشتريه لا تصمد نفس عدد الساعات المعلن عنه، ومن الصعب إعطاء توقع معين لعدد الساعات التي تستطيع البطارية العمل به، فالأمر له علاقة بالاستخدام المختلف لكل مستهلك.
عوامل تلف البطارية
مع مرور الوقت، سيتراجع أداء بطارية اللابتوب الخاص بك حتى إذا احتفظت بها في درج مكتبك دون استخدام، والحديث هنا فقط عن العوامل التي تجعلها تتلف سريعا أو تطيل عمرها لأطول فترة ممكنة.
أسباب تلف بطارية اللاب توب
هناك عدة عوامل من شأنها تدمير كفاءة البطارية وعدم عملها بالشكل الأمثل على المدى الطويل، وهي كالتالي:
1- الفولتات العالية
في الوقت الذي تمنع فيه بطاريات اللابتوب الحديثة أي شحن زائد عن 100%، فإن بقائها في حالة شحن دائمة بالسِعَة القصوى يضع عليها مزيدا من الضغط ويجبرها على استيعاب معدلات جهد عالية “فولتات”، الأمر الذي يستهلك طاقتها سريعا، كما أن تفريغها حتى 0% بشكل مستمر يساهم في تقلص عدد دورات الشحن الكاملة التي تستطيع تقديمها.
2- درجات الحرارة العالية والمنخفضة
تُقاس سعة البطارية بالـ مللي أمبير، وإذا ما زادت درجة حرارة البيئة المحيطة للحاسب المحمول عن 21 درجة مئوية أو انخفضت عن 0.5 درجة مئوية، يساهم ذلك في تآكل المواد الكيميائية داخل البطارية وتقليص سعتها الحقيقية.
3- فترات التخزين الطويلة
تفقد البطارية 8% من شحنها شهريا إذا تم تخزينها في درجة حرارة تبلغ 21 درجة مئوية دون استخدام، ويزداد معدل الفقد كلما ارتفعت الحرارة عن ذلك، وفي حال تخزينها لفترة طويلة وعدم وجود طاقة مشحونة بها، يؤدي ذلك إلى دخولها في وضع غير مستقر يمكن وصفه بالخمول العميق يصعب معه شحنها مرة أخرى.
4- الصدمات المادية
قد يخيل لك أن بطاريات اللابتوب تأتي بهيكل قوي خاصة إذا ما كانت مدمجة داخل الجهاز، إلا أنها في الواقع هشة وسهلة الكسر مثل شاشات الهواتف، وفي حال تعرضها للوقوع والصدمات عدة مرات قد ينتهي بها المطاف نحو التلف النهائي أو عدم عملها بالشكل المطلوب.
دليلك المبسط: كيف تتعامل مع بطارية جهازك؟
لا يمكن بأي حال من الأحوال زيادة العمر الافتراضي لبطاريات الليثيوم، فمنذ اليوم الأول من استخدامها تبدأ رحلة اللاعودة، لكن هناك خطوات من الضروري اتباعها حتى لا ينتهي عمر البطارية قبل الأوان، ويمكن تلخيصها في دليل مبسط كما يلي:
– تجنب تفريغ البطارية وإيصالها إلى مستويات منخفضة ولا تستخدمها حتى نفاذ كامل طاقتها.
– ابتعد عن درجات الحرارة العالية والمنخفضة منعا لتأثر المواد الكيميائية داخل البطارية سلبا.
– كلما ارتفع معدل الشحن كلما احتاجت خلايا البطارية إلى تخزين جهد عالي، لذا يفضل شحن البطارية بمعدلات جهد منخفضة أقل من 100% .
– إذا كنت تنوي استخدام اللابتوب لفترة طويلة من أجل عمل مكثف، يفضل إزالة البطارية والاكتفاء بتوصيل الشاحن بالجهاز.
– احرص على شحن البطارية وتفريغها جزئيا، ويفضل هنا اتباع طريقة 40%-80% أو 20%-85%.
– عند تخزين اللابتوب وعدم استخدامه لفترات طويلة، قم بشحن البطارية حتى 40% من سعتها، وأعد شحنها بشكل دوري طوال فترة التخزين.