معركة بلاط الشهداء تمت تحت لواء الدولة الأموية بالأندلس؛ بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، الذي كان غرضه الأساسي تأمين الثغور و الحاميات الأسلامية حتى تخوم مدينة تور الفرنسية، التي انتفض أميرها الشاب شارل مارتل لقتال المسلمين في حرب لم يكن مقدر لها من الأساس أن تدور، واستدرج المسلمون لها عبر مناوشات نجحت في تفتيت صفوفهم وقتل قائدهم وانسحابهم ليلا من موقع المعركة، واطلاق لقب ” المطرقة ” على الأمير الشاب شارل مارتل مخلص المسيحية. الذي أوقف توغل السلمين داخل قارة أوروبا.
سبب تسمية معركة بلاط الشهداء بهذا الاسم
البلاط لقب اطلق على المعارك التي انهزم فيها المسلمون بساحات الحرب في أوروبا؛ خاصة المناطق التي استوطن بها الفرنجة، وهي المناطق التي شملت مساحات مشتركة من ألمانيا و فرنسا.
عتاد حربي غير مسبوق يغزو ساحات الحرب بقارة أوروبا
بمسابك طليطلة؛ أحد حواضر الأندلس العملاقة، بالقرون الوسطى، تمت صناعة أول سترات حربية معدنية كاملة بأيادي مسلمه، عكس الشائع تماما عن أن صناعة تلك الدروع تمت بأوروبا، المسلمون – وليس الرومان أو الفرس أو الإنجليز – هم أول من صنعوا الدروع الحديدية الكاملة – السترة الحربية المصنوعة بكامل الجسد من الحديد – واستخدموها للمرة الأولى عند غزو جنوب فرنسا؛ بعتاد حربي يفوق الـ 60000 مقاتل على صهوات الخيول، حتى أن جيوش الفرنسيين تصورت أن جيوش المسلمين ” كائنات من وراء الطبيعة “.
عبد الرحمن الغافقي قائد قوات المسلمين في معركة بلاط الشهداء
دخول المسلمين أوروبا؛ كان بقيادة أحد أعتى القادة الحربيين بذلك الوقت ” عبد الرحمن الغافقي ” وهو مقاتل على غرار خالد ابن الوليد، لم تم هزيمته من قبل، ولم يخرج من حرب مهزوما، بلاط الشهداء هزمته لاسباب عديدة، أولها طبيعة الأراضي التي خاض بها المعركة، والتي كانت غابات وليست سهول منبسطة، ليس للخيول القدرة على التوغل فيها بسرعة و يسر، إضافة إلى طبيعة الأراضي اللزجة الطينية، التي كانت تنوء بها الخيول بحمولتها من الفرسان والعتاد والدروع، وأخرها طبيعة حرب العصابات التي لجأ إليها الفرنسيون، والتي لم تكن مواجهات حاسمة بين جيشين، بقدر ما كانت مناوشات مرهقة في بيئة جديدة مرهقة، انتهت بسقوط عبد الرحمن عن صهوة جواده وقتله عبر الفراغات المتاحة بدرعه بالسيوف و الرماح وتوقف الحرب بسبب مصرع القائد المهيب ” عبد الرحمن الغافقي ” بجنوب فرنسا، ولم يجرؤ أحد على التقدم لموقع القائد، وأثر المسلمون التراجع إلى أسبانيا.
المسلمون أصحاب الفضل الحقيقي في صناعة الدروع المعدنية التي غزت أوروبا
من حقائق التاريخ الحربية المذهلة؛ ربما لأقصى درجة، أن الأوروبيون، بعد هزيمة المسلمون بجنوب فرنسا، أخذوا عن القتلى والأسرى دروعهم وسيوفهم وستراتهم الحديدية، وظلوا أكثر من خمسمائة عام يستخدمونها بحروبهم، حتى أستقر بالعقل الجمعي العالمي، أن تلك التقنيات العسكرية والعتاد المتطور؛ صنيعة أوروبية خالصة.
مذبحة غير متوقعة
60000 مقاتل؛ على صهوات الخيول، بعتاد حربي كامل، وسترات معدنية تغطي أجسادهم بالكامل، لأول مره بتاريخ الحروب البشرية، بقيادة قائد حربي مسلم لم تتم هزيمته مره واحده عبر حياته العسكرية، تتم هزيمتهم على يد مجموعه من فلاحين جنوب فرنسا بأسلحة بيضاء، وجنود مشاة مرتزقة، جنود غير نظاميين دون خيول أو عتاد حقيقي من الفرنجة، والفرنجة قبائل ألمانية فرنسية كانت تعيش على الحدود بين فرنسا و ألمانيا قبل تقسيمهما، وجدير بالذكر أيضا أن الأندلس كانت تضم أسبانيا و البرتغال أو ما عرف قديما بشبه جزيرة آيبيريا.
للمسلمين على العالم فضل بفتوحاتهم و هزائمهم؛ السترات الحربية المعدنية الكاملة، قنابل البارود، الأبراج الخشبية المهاجمة للحصون، العفو عند المقدرة و حسن الجوار، تاريخ المسلمين حافل بالانجازات العظيمة الحربية و العلمية، وبلاط الشهداء كانت مفرق تاريخي في العتاد الحربي النوعي، بقارة أوروبا و كل العالم.