جوزيه مورينيو اسم لامع في سماء التدريب في عالم كرة القدم، ظهر مورنيو بقوة في عام 2004 عندما قاد نادي بورتو البرتغالي للحصول على كأس دوري أبطال أوربا بعدما تغلب على نادي ليون الفرنسي، ومن بعدها خطى خطوات ثابتة في درب أعظم مدربي كرة القدم، وفي السطور التالية نرصد أهم المراحل الفارقة في حياة مورينيو.
بداية الطريق مساعد مدرب
ولد جوزيه مورينيو في السادس والعشرين من يناير عام 1963، ولعب كرة القدم إلا أنه لم يشتهر كلاعب، وبدأ في سلك التدريب في سن مبكرة نسبيًا، إلا أنه لم يبدأ حياته كمدير فني وإنما عمل كمساعد مدرب، فعمل مع النجم الإنجليزي السابق السير بوبي روبنسون، حينما تولى الأخير تدريب نادي سبورتينج لشبونة ونادي بورتو، ثم انتقل مع السير عندما درب برشلونة الأسباني، وأكمل كمساعد أيضًا للهولندي لويس فان جال .
كان نادي بورتو أحد أكبر أندية البرتغال أولى الفرق التي دربها مورينيو، ونجح معها في تحقيق إنجازات تاريخية، ففاز بالدوري البرتغالي مرتين، ثم نجح في الحصول على كأس الاتحاد الأوربي، وجاء موسم 2004 ليحفر اسمه بحروف من ذهب بعدما قاد بورتو لاعتلاء عرش أندية أوربا، عندما تغلب على ليون في المباراة النهائية ليرفع كأس دوري أبطال أوربا.
مورينيو على طريق المجد مع تشيلسي
نجح تشيلسي في استجلاب مورينيو ليدرب الفريق اللندني الذي بدأ في ضم عدد من نجوم أوروبا منفقًا عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية بعدما اشترى الملياديرالروسي رومان ابراموفيتش النادي الانجليزي، وكانت أبرز هذه الصفقات الغاني مايكل اسيان والإيفواري ديديه دروجبا والصربي ماتيا كزمان والبرتغاليين ريكاردو كارفاليو وتياجو وباولو فيريرا.
بدأ مورينيو بداية قوية فنجح في الفوز بالدوري الانجليزي موسم 2005 ثم موسم 2006، وهو اللقب المحلي الرابع له على التوالي، بعدما كان فاز مع بورتو بالدوري مرتين متتاليتين قبل أن قدومه إلى لندن، كان لقب الدوري مع تشيلسي في موسمه الأول على ملعب هو أول لقب له في دوري الدرجة الأولى منذ 50 عامًا برصيد قياسي من النقاط بلغ 95 نقطة.
انتر ميلان..إنجاز جديد في مكان جديد
ترك مورينيو تشيلسي في عام 2007 وانتقل إلى إيطاليا ليدرب نادي إنتر ميلان، حيث فاز بلقب الدوري الإيطالي وكأس السوبر الإيطالي في موسمه الأول، ثم احتفظ إنتر باللقب في الموسم التالي وكذلك فاز بكأس إيطاليا والأهم من ذلك هو دوري أبطال أوروبا في موسم 2009-2010 الذي لا ينساه له جماهير وعشاق الانتر .
أسبانيا..مجد أخر مع الملكي
في صيف 2010 صار مورينيو مديرًا فنيًا للنادي الملكي ريال مدريد مورينيو ، واستمر في تحقيق الإنجازات في بلد جديد فحصد كأس الملك في 2011 ووخطف من برشلونة لقب الدوري الإسباني الليجا موسم 2012 .
تشيلسي مرة أخرى
مكث مورينيو ثلاث سنوات في البرنابيو (استاد ريال مدريد)، ثم عاد مورينيو من جديد إلى إنجلترا قبل موسم 2013/14 في الدوري الإنجليزي الممتاز لفترة ثانية مع تشيلسي اللندني
في موسمه الأول في الولاية الثانية قاد البلوز (لقب يُطلق على تشيلسي) إلى المركز الثالث، على بعد أربع نقاط فقط من مانشستر سيتي الذي توج باللقب.
في موسم 2014/15 كان مورينيو على موعد مع بطولات جديدة ففاز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية مع تشيلسي بعد فوزه 2-0 على توتنهام على ملعب ويمبلي، وفاز بلقب الدوري الانجليزي الممتاز بعد ذلك.
تغيرت حظوظ تشيلسي في الموسم التالي وساءت النتائج وغادر مورينيو النادي بالتراضي في ديسمبر من عام 2015.
مورينيو مع الشياطين الحمر
في مايو 2016 وقع مورينيو صفقة لمدة ثلاث سنوات كمدير للشياطين الحمر نادي مانشستر يونايتد، وفي موسمه الأول مع مانشستر فاز بدرع المجتمع وكأس الرابطة والدوري الأوروبي.، وفي الدوري احتل الشياطين الحمر المركز الثاني خلف منافسيهم في المدينة مانشستر سيتي في موسم 2018 وخسروا نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام نادي مورينيو السابق تشيلسي، ثم رحل مورينيو عن مانشستر يونايتد في ديسمبر 2018 بعدما احتل النادي المركز السادس بعد 17 مباراة من بداية الموسم .
تجربة ثالثة في انجلترا
جاءت عودة مورينيو إلى الإدارة الفنية في الدوري الإنجليزي أيضًا في نوفمبر 2019 عندما تم الإعلان عن مورينيو خلفًا للأرجنتيني ماوريسيو بوشيتينو في توتنهام، وقاد فريق شمال لندن إلى المركز السادس في موسم 2019/20 ، قبل أن ينفصل عن النادي في المركز السابع بعد أن لعب 32 مباراة في موسم 2020/21، وبهذا يكون مورينيو قاد ثلاثة أندية انجليزية هي تشيلسي مرتين، ومانشستر يونايتد وأخيرًا توتنهام .
روما …المحطة الحالية
“يسر روما أن يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع جوزيه مورينيو ليصبح المدير الفني الجديد للنادي” هكذا جاء بيان نادي أيه أس روما نادي العاصمة في إيطاليا معلنًا عن تحدي جديد للمدرب المشاكس، وافق مورينيو على عقد مدته ثلاث سنوات مع روما يستمر حتى 30 يونيو 2024.
صرح دان فريدكين رئيس النادي ونائبه رايان فريدكين: “يسعدنا أن نرحب بجوزيه مورينيو في عائلة روما، إنه بطل عظيم فاز بالألقاب على كافة المستويات، سيوفر مورينيو قيادة وخبرة هائلة لمشروعنا الطموح في النادي، ويعد تعيينه خطوة كبيرة في بناء ثقافة فوز طويلة الأمد ومتسقة في جميع أنحاء النادي”
من جانيه عبّر مورينيو عن سعادته بالتجربة الجديدة قائلًا: “شكراً لعائلة روما لاختياري لقيادة هذا النادي الرائع وأن أكون جزءًا من رؤيتهم، إنه بعد اجتماعات مع مالك النادي وأعضائه، فهمت على الفور المدى الكامل لطموحاتهم تجاه روما، إنه نفس الطموح والدافع الذي دفعني دائمًا، ونريد معًا بناء مشروع ناجح خلال السنوات القادمة، لقد أقنعني الشغف المذهل لمشجعي روما بقبول الوظيفة ولا أطيق الانتظار لبدء الموسم المقبل” .
يسعى مورينيو خلال تدريبه روما أن يضيف بطولات جديدة إلى سجل إنجازاته التي قاربت على عامها العشرين منذ أن بدأ مسيرته التدريبية مع نادي بورتو، كما يسعى إلى ضم عدد من النجوم لتقوية صفوف فريقه الجديد.
أيهما أولى ..المتعة أم الألقاب
دائمًا ما كان يُتهم مورينيو أنه لا يقدم أداءً كرويًا ممتعًا وأنه يهتم في لاعبيه بالقوة واللياقة البدنية على حساب المهارات الفنية التي دائمًا ما تجذب المشجعين والمشاهدين.
من ناحية أخرى فإنجازات مورينيو ترد على هذه الاتهامات، فجوزيه هو واحد من ثلاثة مدربين فقط حتى الآن فازوا بدوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين ، وهو إنجاز كرره أيضًا في بطولة الدوري الأوروبي.
علاوة على ذلك فقد فاز مورينيو بالدوري البرتغالي مع بورتو وبالدوري الإنجليزي مع تشيلسي وبالدوري الإيطالي مع انتر ميلان وبالدوري الأسباني مع نادي ريال مدريد، وهو إنجاز لا يفعله الكثيرون، ولا شك أن هذا يحتاج إلى مدرب ذو عقلية كبيرة وقدرة على إنفاذ خططه ورؤاه التدريبية في دوريات مختلفة.
في النهاية فالهدف الأساسي لأي مدرب كرة قدم، بل وأي رياضة أن يحصد الفريق الذي يدربه أكبر قدر من الألقاب وأفضل نتائج، فالمعيار في الأخير هو الربح أو الخسارة، وإن كان جودة الأداء والمتعة مهمة، إلا أن النتائج هي الحاسمة وهو ما يسعى دائمًا مورينيو إلى تحقيقه !