أصيب العالم بحالة من الذعر، بعد توارد أنباء عن انتشار ما يطلق عليه الفطر الأصفر في الهند، كأحد تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19″، والذي وصف بأنه أكثر خطورة وفتكا من الفطرين الأسود والأبيض.
سجلت الهند حتى الآن أكثر من 8 آلاف إصابة بتلك الفطريات، الناتجة عن انتشار العفن في البيئة المحيطة والظروف غير الصحية، في المستشفيات التي أنهكها تفشي جائحة فيروس كورونا وأضعفت بصورة كبيرة مناعة مرضى “كوفيد 19”.
ويحذر الخبراء من أن الفطر الأصفر أكثر خطورة من الفطريات السوداء والبيضاء المنتشرة في الهند وعدد من دول العالم، من بينها مصر، التي أعلنت وزارة الصحة تسجيل 3 حالات مصابة بالفطر الأسود، وتدور تكهنات عديدة أن الفطر الأسود كان سببا في وفاة الممثل الكوميدي المصري الشهير، سمير غانم.
ما هو الفطر الأصفر؟
يعرف علميا الفطر الأصفر، باسم المخاط اللزج أو داء الغشاء المخاطي، هو عدوى فطرية، والتي وفقًا للخبراء لا تحدث بشكل عام في البشر ولكن منتشرة بصورة أكبر في السحالي.
ويأتي الفطر الأصفر بسبب علاجات “كوفيد 19″ المختلفة والمنشطات ومثبطات المناعة، التي تترك الجسم بمناعة ضعيفة، تجعله أكثر عرضة للفطر الأصفر.
ويختلف الفطر الأصفر عن الفطرين الأسود والأبيض، في أن السابقين يظهران أولا على الوجه، بينما الفطر الأصفر، يبدأ من داخل الجسم قبل أن يظهر على سطحه، وهذا يكون سببا في ظهور القيح وإبطاء عمليات التئام الجروح، وقد يتطور الأمر ويسبب أعراضا قاتلة مثل إيقاف عمل أعضاء الجسم المختلفة.
ويظهر الفطر الأصفر عادة في الجيوب الأنفية أو الساقين، ولكنه يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة لباقي أعضاء جسم الإنسان.
ويقول الخبراء إن الأشخاص ذوي المناعة الأقل والأضعف، يمكن أن يعانوا من أمراض مصاحبة لإصابتهم بعدوى كورونا، مثل الالتهابات الفطرية، كما أن غير المصابين بـ”كوفيد 19” من ذوي المناعة الضعيفة يمكن أن يصابوا بها أيضا، بسبب معاناة جهاز المناعة لديهم، ما يؤثر بعمق في آلية دفاع الجسم عن الفطريات.
أسباب ظهور الفطر الأصفر
وحدد الخبراء أسبابا عديدة لإصابة أي شخص بعدوى الفطر الأصفر، والتي جاءت على النحو التالي
- وجود عفن في البيئة أو البيئة الملوثة
- تعريض الجسم لإرهاق غير ضروري
- ظهور طفح جلدي أو حرقان لم يعالج بطريقة سليمة
- الاستخدام المطول لعقارات السترويد بدون الحاجة إليها
- عدم انضباط نسب السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري
- العادات غير الصحية
- المناعة الضعيفة
- تطور الأمراض المصاحبة للمناعة الضعيفة
- استنشاق الخلايا الفطرية من أماكن غير نظيفة مثل أجهزة التنفس في المستشفيات أو المنازل
أعراض الفطر الأصفر
وحدد الخبراء عدد من الأعراض المشتركة، التي تظهر على المصابين بالفطر الأصفر والتي جاءت على النحو التالي
- فقدان الوزن بسرعة وانهيار عمليات التمثيل الغذائي
- انخفاض الشهية واضطرابات عمليات الهضم
- الخمول الحاد والتعب والإرهاق
- تسرب القيح إلى الجلد
- ظهور الصديد في الجروح
- العيون الغائرة أو الحمراء
- فشل في عمل أعضاء الجسم
- التئام الجروح البطيء
- موت خلايا الجسم الحية قبل أوانها
- تشوه في الوجه وتورم أماكن عديدة من الجسد
- فرط الحساسية للالتهاب الرئوي
- التهاب رئوي حاد وقد يتطور ليصل إلى التهاب رئوي حاد مع جدار فطري
خطورة الفطر الأصفر
يؤكد الخبراء أن الفطر الأصفر يمكن علاجه بسهولة إذا ما اكتشف في الوقت المناسب، ولكن لأنه ينشأ داخل الجسم أولا فيتأخر عادة اكتشافه وعلاجه ما يسبب في تدهور حالة المرضى به.
وتكمن خطورة الفطر الأصفر في أنه يسبب فشل في وظائف الجسم، وهو ما يصعب الأمر على مرضى “كوفيد 19″ الذين يعانون من قصور في وظائفهم جسمهم خاصة إذا كانوا يعانون من الأمراض المزمنة، ما يجعلهم أكثر عرضة للوفاة.
وفي حالة تطور الحالة الصحية يضطر بعد الجراحين والأطباء إلى إزالة الأنف أو العيون أو حتى الفك المصاب بالفطر، حتى لا يتسرب إلى باقي الجسم وإلى الدماغ تحديدا ويسبب الوفاة.
أما عن سبب زيادة خطورة الفطر الأسود لمرضى السكري، فيقول الخبراء أن عدم انضباط نسب السكر، تزيد الالتهابات بشكل خطير في الجسم وتضعف المناعة، وتسهل مستويات السكر المرتفعة في دخول الفطريات بسهولة وانتشارها وازدهارها في الجسم، والتعرض للإصابة بالتهابات الجلد والكدمات المتكررة التي تسمح بدخول الفطريات بسهولة أكبر، واقتران الإصابة بـ”كوفيد 19″ مع السكر يمكن يضيف مخاطر أخرى للإصابة بالفطر الأصفر.
وكذلك تزداد خطورة الإصابة بـ”كوفيد 19” لمرضى الفشل الكلوي أو التلف الكلوي، لأنها تسبب في إضعاف الجسم، وتسهل دخول الجراثيم والفطريات للدخول إلى الجسم.
علاج الفطر الأصفر
يستخدم الأطباء عادة لعلاج الفطر الأصفر، حقن “أمفوتيريسين ب”، وهو علاج لمختلف أنواع الفطريات تقريبا، وأثبت نجاحه في علاج حالات الفطر الأصفر.
ويستخدم أيضا عقار “أمفوتيريسين ب” في علاج الفطر الأسود والأبيض بصورة ناجحة.
ويمنح مرضى الفطر الأسود العقار من 3 إلى 4 مرات يوميا، ويستغرق علاجه من من 5 إلى 7 أيام تقريبا للسيطرة على انتشار الفطر الأصفر في الجسم.
كيف يرتبط الفطر الأصفر بعدوى كورونا؟
يقول الأطباء إن السبب الرئيسي لارتباط انتشار الفطر الأصفر مع تزايد إصابات فيروس كورونا المستجد، هو أن مصابي “كوفيد 19” ترتفع لديهم نسب ومعدلات مسببات الأمراض إلى نسب الخلايا اللمفاوية، والتي تسبب في انتشار الفيروسات والفطريات في الجسم، وتؤدي إلى ضعف المناعة في جسم الإنسان بصورة سريعة جدا.
ويجعل هذا الأمر مصابي “كوفيد 19” أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الفطرية ومن بينها الفطر الأصفر، والسل، والهربس أو الحساسية، والالتهاب الرئوي الحاد.
وتشمل الأسباب الثانوية لارتباط فيروس كورونا بالفطر الأصفر، هو الاستخدام المفرط للستيرويدات، وعدم التحكم في مرض السكري مما يساهم في زيادة عدد الإصابات الفطرية، خاصة في أوقات تزايد إصابات “كوفيد 19”.
وتظهر هذه العدوى أيضًا في مرضى “كوفيد 19″، الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ”الإيدز”، أو السرطان أو سرطان الدم “اللوكيميا”، أو أولئك الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء مثل زراعة الكلى، أو الأشخاص الذين يخضعون لمثبطات المناعة، أيضًا، أولئك الذين استخدموا جهاز التنفس الصناعي لفترة طويلة من الزمن معرضون لخطر أكبر، مثل مرضى الربو.
الوقاية من الفطر الأصفر
ويحدد خبراء الصحة والأطباء عدد من الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بالفطر الأصفر، والتي جاءت على النحو التالي
- المحافظة على نظافة المنزل والمنطقة المحيطة بأي مرضى ”كوفيد 19″
- عدم استهلاك الأطعمة الجاهزة أو التي لا تحمل فوائد صحية أو التي لا تتأكد من نظافتها أو تحضيرها بصورة سليمة
- المحافظة دوما على أن تجعل رطوبة الغرفة التي تجلس فيها مناسبة، لأن الرطوبة الزائدة تعزز بصورة كبيرة من نمو الفطريات في الجسم، ومستوى الرطوبة الجيد في الغرفة ينبغي أن يتراوح ما بين 30% إلى 40% تقريبا
- حاول المحافظة على وجود تهوية جيدة في الغرفة أو المنطقة المحيطة بك
- يجب أن يبدأ مرضى “كوفيد 19” في تلقى علاجاتهم في أسرع وقت ممكن، حتى لا تظهر عليهم مضاعفات خطيرة مثل الفطر الأصفر أو الأسود أو الأبيض
- إزالة الفوضى في الغرفة التي يوجد بها مريض “كوفيد 19″، وكافة الأشياء غير الضرورية
- تنظيف الغرفة بشكل متكرر وتغيير ملاءات السرير يوميا
- خدمة مرضى “كوفيد 19” بأيدي نظيفة دوما
- ضمان توافر مياه نظيفة يستخدمها مرضى “كوفيد 19″
- إبقاء الأمراض المزمنة والمصاحبة للإصابة بعدوى كورونا تحت السيطرة دوما
- إزالة الأطعمة المستهلكة والتخلص من الفضلات بصورة فورية، لضمان عدم نمو أي أنواع من البكتيريا أو الفطريات في الغرفة
- التطهير الدائم والمناسب لأجهزة التنفس الصناعي وأسطوانات الأوكسجين، لمنع نمو الفطريات عليها.