صداع الرأس عند الإنسان أكثر من 100 نوع مختلف، ولكل نوع أسبابه وأعراضه، حيث يعتبر الصداع النصفي هو من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، حيث أن واحد من كل سبعة أشخاص يكون مصابا بالصداع النصفي، وهو ليس مجرد صداع رأس بسيط كما يظن الكثير من الناس، ولكنة يترافق مع مشاكل حسية، وحالة عدم استقرار فيزيولوجي.
نوبة الصداع النصفي
يسبق عادة بداية نوبة الصداع النصفي عدة أعراض، يمكن أن تبقى مدة من الزمن قد تصل إلى عدة ساعات قبل بداية النوبة، حيث يشعر المريض باضطراب في المِزَاج، وعدم القدرة على التركيز، وتشنجات على مستوى عضلات الرقبة. كما أن هجمات الصداع النصفي تختلف وتيرتها من مريض إلى آخر، فغالبا تكون مرة واحدة في الشهر، ولكن بعض المرضى يعانون من نوبتين في الأسبوع، وفي بعض الحالات يستمر الصداع النصفي يومين أو ثلاث أيام دون توقف.
أنواع الصداع النصفي
قام الأطباء بتقسيم الصداع النصفي إلى نوعين:
- الصداع النصفي بلا هالة: حيث يعتبر هذى النوع من الصداع النصفي هو الأكثر انتشارا بين مرضى الصداع، حيث يكون حوالي 66% من هجمات الصداع النصفي من هذا النوع، ويميز هذا النوع من الصداع حسب الجمعية الدولية للصداع ما يلي:
- أن يصاب الشخص بخمس هجمات صداع نصفي نموذجية على الأقل في حياته.
- يجب أن تستمر نوبة الصداع بين أربع ساعات وحتى ثلاثة أيام.
- يتميز ألم الرأس في هذا النوع من الصداع النصفي بأن يكون في نصف الرأس فقط، وان يشعر المريض بالصداع كأنه نبض، وان يكون الصداع شديد ويزداد عند بذل أي مجهود بدني.
- تترافق نوبة الصداع مع القيء أو الغثيان أو كلاهما معاً، كما يكون المريض حساس جدا للضوء وللضجيج.
- الصداع النصفي المترافق بالهالة (الأورة): حيث أن هذا النوع من الصداع النصفي يتميز بالأعراض التالية:
- خدر مترافق مع مشاكل في الكلام، ولكن تزول بعد مدة قصيرة من بَدْء الصداع.
- تشويش في الرؤية يحدث في كلا الجهتين أو فقط في طرف واحد، حيث يكون التشويش على شكل رؤية بقع، أو ومضات.
- إن أعراض الصداع النصفي المترافق بالهالة تستمر لدقائق، ولكن يجب ألا تصل إلى ساعة.
انتشار الصداع النصفي
تعتبر الدول الغربية هي أكثر الدول التي ينتشر فيها مرض الصداع النصفي، وتعتبر النساء أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال كما أظهرت الإحصائيات، حيث نسبة انتشار المرض بين النساء 18% بينما عند الرجال 6%، وعلى مستوى العمر فإن مرض الصداع النصفي ينتشر عند النساء قبل البلوغ أكبر من انتشاره عند البالغات.
اقرأ أيضًا هنا: يوفامين ريتارد – الاستخدامات والآثار الجانبية
أعراض الصداع النصفي
- أضرار موضعية عابرة على مستوى الدماغ تتجلى في مشاكل الرؤية، مع مشاكل في الإحساس، وشعور بلوهن في أحد نصفي الجسم مترافق مع عدم توازن، واضطراب في الكلام، حيث أن هذه الأورة تبدأ غالبا قبل بَدْء نوبة الصداع النصفي بساعة، وقد يعتقد أحيانا أنها أعراض سكتة دماغية بسبب التشابه الكبير بين الأعراض.
- صداع شديد في أحد نصفي الرأس، مع احتمالية انتقاله إلى الجانب الآخر.
- دوار وغثيان مترافق مع الصداع، وممكن أن يحدث قيئ أحيانا.
- تحسس شديد للضوء وللضوضاء وحتى حساسية من الروائح، حيث يشعر المريض بالراحة الكبيرة في الأماكن الهادئة والمظلمة، حتى تنتهي النوبة.
- وهن كبير ونقص في الطاقة، وتغير كبير في المِزَاج، النرفزة والعصبية الكبيرة التي يمكن أن تصل حد الشعور بالاكتئاب، علاوة على أن المريض بعد نهاية النوبة يبقى مدة من الزمن تحت تأثير أعراض نوبة الصداع (الوهن، قلة التركيز، تحسس في جلدة الرأس).
إقرأ أيضًا: سعر شراب ديكال ب 12 لعلاج نقص الكالسيوم
أسباب الصداع النصفي (الشقيقة)
- السبب الوراثي: تعتبر العوامل الوراثية من العوامل الرئيسية المسببة لمرض الصداع النصفي، حيث أن حوالي 70% من المصابين بهذا المرض يكون عنده قريب من الدرجة الأولى على الأقل يعاني من مرض الصداع النصفي، والعكس أيضا صحيح أي أن مريض الصداع النصفي يمكن أن يورث المرض إلى أقارب الدرجة الأولى، علاوة على أن العوامل الوراثية ممكن أن تخلق طفرات جينية ينتج عنها أنواع نادرة من هذا المرض.
- العوامل المحفزة للمرض: وأكثر هذه العوامل شيوعاً:
- القلق والإجهاد الجسدي.
- النوم لفترات طويلة.
- العشوائية وعدم الانتظام في تناول الوجبات.
- استخدام أدوية لها تأثير كبير على مستوى الأوعية الدموية.
- تناول كميات كبيرة من المنبهات، والمشروبات الكحولية.
- الدورة الشهرية.
- حدوث تغيير في الضغط الجوي
- الذَّهاب إلى مكان مختلف بالارتفاع الجغرافي.
- استخدام أدوية تزيد من احتمالية حدوث نوبة صداع نصفي، مثل النترات، الهرمونات الأستر وجية، الإتندوميد.
علماً انه لم يستطع العلماء حتى الوقت الحالي من تحديد المسبب الحقيقي لحدوث نوبات الصداع النصفي (الشقيق).
كيف يتم تشخيص الصداع النصفي؟
إن التشخيص الصحيح لهذا المرض يجب أن يبدأ بالفحص العصبي للمريض، ومن ثم الانتقال لفحوصات الدَّم، ثم يقوم الطبيب المختص بفحص الدماغ بواسطة جهاز الطبقي المحوري، ومن ثم إجراء صورة رنين مغناطيسي للدماغ، وإجراء مخطط كهربائي للدماغ، وفي حال كانت هذه الفحوصات جميعها سليمة، وكان المريض يعاني من أعراض الصداع النصفي، عندها ينتقل الطبيب إلى التشخيص عن طريق التاريخ الوراثي والأعراض الجانبية.
علاج الصداع النصفي
على مريض الصداع النصفي أن يتبع عدة أنواع من العلاجات:
أولا-العلاج السلوكي ويتضمن هذا العلاج ما يلي:
- النوم بشكل منتظم.
- تناول الطعام ضمن وجبات منتظمة.
- الابتعاد عن الإجهاد الجسدي الشديد.
- الابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو النترات.
ثانيا-العلاج الذي يمنع حدوث الصداع النصفي: حيث يستخدم هذا النوع من العلاج للمرضى الذين يعانون من أربع هجمات صداع أو أكثر في الشهر، حيث أن الهدف الرئيسي لهذا النوع من العلاج:
- التقليل من مدة نوبة الصداع النصفي، ومن عدد النوبات في الشهر.
- زيادة فاعلية الدواء الذي يتناوله المريض أثناء نوبات الصداع الشديدة.
- التخفيف من أعراض المرض.
- منع تحول مرض الصداع النصفي إلى مرض مزمن.
ثالثا-الأدوية المستخدمة لمنع هجمات الصداع النصفي: من العقارات التي أظهرت فاعلية كبيرة لتوقيف نوبات الصداع النصفي:
- الأدوية التي تقوم على حصر مستقبلات بتا، مثل الميتوبرولول.
- الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلَقات، مثل الأميتريبتيلين والفينلافاكسين.
- أدوية مضادة للاختلاج، مثل الفالبروات والتوبيراميت.
رابعا-العلاج المخفف لأعراض نوبة الصداع النصفي: ويمكن أن نقسم هذه الأدوية كما يلي:
- أدوية المسكن الشائعة مثل:
- الباراسيتامول
- المضادات الحيوية غير الستيروئيدية، مثل الأسبيرين والروفين والنابروكسين والديكلوفيناك.
- مسكنات ألم ذات فاعلية أفيونيه.
- أدوية لعلاج الصداع النصفي وأعراضه:
- زمرة التربتانات: وهي نوع من الأدوية تم تطويرها بشكل خاص لعلاج مرض الصداع النصفي ومن أدوية هذه الزمرة (التريبتان، ناراتريبتان، ريزاتريبتان، سوماتريبتان) حيث تقوم هذه الأدوية بتقليل الألم خلال دقائق من تناولها، وهي ذات فاعلية جيدة عند بَدْء نوبة الصداع.
- أدوية مضادة للإقياء.
- الديكساميتازون: حيث أن لهذا الدواء فاعلية عالية، في التخفيف من أعراض نوبة الصداع النصفي الشديدة، في حال تم استخدامه أثناء النوبة، كما له دور في جعل النوبات القادمة اقل شدة.