أنا لا أكذب ولا أتجمل
أنا لا أكذب ولا أتجمل

بروايته التحفة ” إني لا أكذب ولكني أتجمل ” التي تلقفتها السينما المصرية وأنتجتها بفيلم حمل نفس العنوان، يطالعنا الأديب المصري إحسان عبد القدوس برائعتة الأدبية النادرة بسؤال وجودي مجتمعي هام: هل يمكن للتفوق العلمي أن يملأ فراغ طبقتنا الإجتماعية؟

إبراهيم صالح

عبر شخصية الطالب الجامعي المتفوق الأنيق إبراهيم صالح، ذلك الطالب الذي يظهر بمظهر أساتذة الجامعات المعتدين بعلمهم وتفوقهم وتحصيلهم، والذي يحتكر تماما مراجع المكتبات الجامعية من أجل أبحاثه، يعري لنا الأديب الكبير إحسان عبد القدوس أسوء فضائلنا.

يعيش إبراهيم بالمقابر ويعمل بها، لأن مهنة أبيه فرضت عليه ذلك، بالحقيقة هو ابن صالح الفعل، حيث لم يستنكر عمل أبيه أو نشأته في طبقة دنيا، بل عمل على تغيير ذلك بتفوقه في الدراسة، ومحاولة القفز الواهية فوق درجات السلم الاجتماعي.

خيرية

خيرية طالبة بنفس القسم الذي يدرس به إبراهيم بالجامعة، الفارق بينهما اجتماعيا كالفارق تماما بين السماء والأرض، خيرية سليلة عائلة من أساتذة الجامعة، وتسكن برفقة عائلتها بأحد أرقى أحياء القاهرة ببيت خاص، وتتبنى مفاهيم مثالية عن العدل.

تصادف خيرية إبراهيم بعملية بحثها عن مراجع تستشهد بها في بحثها الخاص، وتواجهه بالمكتبة عند سؤالها عن تلك المراجع، يعرض عليها إبراهيم المراجع ومساعدته الشخصية، وينشأ شيئا طيب ما بينهما، عاطفة طبيعية قد تنشأ بين شابين.

إحسان عبد القدوس

يدين الأديب الكبير شعاراتنا الطنانة، وشعارت المثقفين المتعلمين بوجه خاص، حين يتقبل الأستاذ الجامعي والد خيرية فكرة وجود إبراهيم في حياة أبنته، بل وفكرة عشق إبراهيم لخيرية، من منطلق شباب إبراهيم الواعد وحرصه على التفوق العلمي.

تنهار أحلام إبراهيم تماما في الارتباط بخيرية، بل تنهار حياته تماما حين يشاهده الأستاذ الجامعي صدفة عند زيارته للمقابر، ويرفض تماما علاقته بخيرية بعد الآن، حيث أنه من غير اللائق والمناسب أن ترتبط خيرية بتربي، أو بشاب لا ينتمي لطبقة اجتماعية محترمة.