مع انقضاء عقدين كاملين من القرن الواحد والعشرين، نكتشف أن محبّي الكرة في مصر قد عاشوا لحظات سعيدة وأخرى على النقيض. في هذا التقرير نعرض أبرز إخفاقات منتخب مصر في أمم أفريقيا، سواءً كان في البطولة ذاتها، أو في تصفياتها، أو في إخفاق المنتخب في الصعود من الأصل.
إخفاقات منتخب مصر في أمم أفريقيا
بطولة 2002: خسارة منتخب مصر من الكاميرون
في بطولة عام 2002، خرج المنتخب المصري من دور الثمانية بعدما خسر أمام منتخب الكاميرون بنتيجة 1-0 بهدف المهاجم باتريك مبوما. وكان الجنرال الراحل محمود الجوهري على رأس الجهاز الفني وقتها. كان المنتخب قد استهلّ مشواره في بطولة بالخسارة أمام السنغال، قبل أن يتغلب على كل من تونس وزامبيا بنتيجة 1-0، 2-1 على الترتيب.
الجدير بالذكر أن أداء المنتخب من الناحية الفنية قد تفاوت تفاوتًا كبيرًا خلال هذه البطولة، فقدّم أداءً باهتًا في لقاء الافتتاح أمام السنغال، ولعب بطريقة دفاعية طوال دقائق المباراة التسعين، قبل أن يُعدّل أوضاعه ويفوز بسهولة على المنتخب التونسي ثم الزامبي، ليصعد إلى دور الثمانية ويخسر من الكاميرون ليغادر البطولة.
لعب المنتخب خلال هذه البطولة بطريقة 4-4-2؛ عصام الحضري في حراسة المرمى، وفي خط الدفاع: ياسر رضوان، عمرو فهيم وعبد الظاهر السقا، محمد عمارة، وفي خط الوسط محمد بركات – هاني رمزي وأحمد حسن- طارق السعيد، وفي الهجوم حازم إمام وأحمد حسام ميدو، وربما خرج طارق السعيد من التشكيلة الأساسية وحل محله رأس حربة، أحمد صلاح حسني كما في مباراة تونس، أو حسام حسن كما في مباراة زامبيا.
بطولة 2004: الخسارة من الجزائر
استضافت تونس كأس الأمم الأفريقية عام 2004، وأوقعت القرعة المنتخب المصري مع كل من الكاميرون حامل اللقب، ومنتخبي الجزائر وزيمبابوي، ونجحت مصر في تحويل تأخرها أمام زيمبابوي إلى فوز بهدفين لهدف، أحرزهما محمد بركات وتامر عبد الحميد، لتحصد مصر ثلاث نقاط. على الناحية الأخرى فقد خسرت الجزائر أمام الكاميرون.
جمعت الجولة الثانية مصر والجزائر، ودخل المنتخب المصري المباراة بغرض الفوز وحسم بطاقة التأهل إلى دور الثمانية قبل ملاقاة الكاميرون حامل اللقب وقتها في الجولة الأخيرة. ومن ناحيتها، فخسارة الجزائر تعني الخروج من البطولة، وبالتالي فقد وضعت الفوز هدفًا لا يمكن التنازل عنه.
مثّل المنتخب المصري وقتها: نادر السيد في حراسة المرمى، وهاني سعيد في مركز الظهير الثالث، وعبد الظاهر السقا وبشير التابعي قلبي الدفاع، وأحمد فتحي وطارق السيد كظهيري جنب يمينًا ويسارًا على الترتيب، وفي الوسط تامر عبد الحميد وأحمد حسن وطارق السعيد، وفي الهجوم أحمد حسام ميدو وأحمد بلال.
نجح المنتخب الجزائري في خطف هدف من ركلة ركنية لعبها قائد المنتخب الجزائري – ومدرب منتخبها الحالي- جمال بلماضي، فضربها معمر مأموني برأسه داخل شباك نادر السيد في الدقيقة الثالثة عشر، ليبدأ المنتخب المصري هجماته بغرض إدراك التعادل.
مرت تسديدة أحمد حسن في الدقيقة 21 فوق القائم، وبعدها بأربع دقائق أحرز أحمد بلال مهاجم الأهلي هدف التعادل بعدما حوّل تمريرة طارق السيد داخل الشباك الجزائرية بإتقان من فوق الحارس، ليتسيد المنتخب المصري ما تبقى من دقائق في الشوط الأول ويتناوب لاعبوه على إهدار الفرص واحدة تلو الأخرى إلى نهاية الشوط الأول.
https://www.youtube.com/watch?v=q_4tjs4yYqg
في الشوط الثاني، أكمل المنتخب المصري على نفس الوتيرة الهجومية، ومع الدقيقة 59 طرد الحكم مأموني صاحب الهدف بعدما اعتدى على أحمد حسن، لتظل مجريات اللعب في نصف ملعب الجزائريين، ويتابع المصريون اللقاء بمنتهى الثقة وكلهم في انتظار هدف الفوز، لكن هدفًا واحدًا لم يدخل، حتى أتت الدقيقة 86 حينما قطع حسين عشيو بديل بلماضي الكرة من الثلث الأخير للجزائر، وأخذ يشق طريقه في المرمى المصري إلى أن دخل منطقة الجزاء محرزًا هدفًا ماراثونيًا لينتهي اللقاء بفوز الجزائر الذي لعب ثلث اللقاء بعشرة لاعبين، ونجح في إحراز هدفين من فرصتين، في حين أضاع المنتخب المصري وقتها مالا يقل عن سبع فرص محققة.
المباراة الثالثة جمعت مصر والكاميرون، وانتهت بالتعادل ليخرج المنتخب المصري من الدور الأول، ويرحل محسن صالح المدير الفني وقتها.
بطولة 2012: حامل اللقب يفشل في الوصول للنهائيات
لكل جواد كبوة. فبعدما فاز المنتخب المصري بكأس الأمم الإفريقية في أعوام 2006 و2008 و2010، ونجح في إلحاق الهزيمة بكبار القوى الكروية في القارة السمراء خلال البطولات الثلاث، حان وقت التراجع، وربما الانهيار.
أوقعت القرعة مصر في المجموعة السابعة مع منتخبات جنوب إفريقيا والنيجر وسيراليون، وأخفق المنتخب المصري في الفوز في المباريات الأربع الأولى؛ فتعادل مع سيراليون في القاهرة بهدف لكل فريق، ثم خسر من النيجر في النيجر بهدف نظيف، ثم خسر ثانية من جنوب إفريقيا بنفس النتيجة، وفي الجولة الرابعة تعادل مع جنوب إفريقيا ليخرج رسميًا من التصفيات، ويرحل الكابتن حسن شحاتة عن قيادة المنتخب المصري[1].
بطولة 2013: خروج من التصفيات أمام إفريقيا الوسطى
أوقعت القرعة منتخب مصر مع منتخب إفريقيا الوسطى، وفي مفاجأة غير متوقعة خسر المنتخب على أرضه بنتيجة 3-2 في ستاد برج العرب، وفي مباراة العودة تعادل بهدف لكل فريق، لتخرج مصر مبكرًا، وتفشل في الصعود للمرة الثانية على التوالي[2].
بطولة 2015: للمرة الثالثة على التوالي منتخب مصر يفشل في الصعود للنهائيات
أوقعت قرعة تصفيات كأس الأمم 2015، المنتخب المصري في مجموعة صعبة، ضمت تونس والسنغال وبوتسوانا. بدأ المصريون المشوار بهزيمتين أمام السنغال في السنغال بهدف نظيف، وأمام تونس على ملعب الدفاع الجوي، قبل أن تتغلب على بوتسوانا ذهابًا وإيابا. وفي الجولة الخامسة خسرت مصر أمام السنغال على أرضها بهدفين نظيفين لتخرج رسميًا من التصفيات، وتفشل في الصعود لكأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة في تاريخها في سابقة لم تحدث من قبل.
https://www.youtube.com/watch?v=I-hEpvUlrt0
بطولة 2017: خسارة اللقب أمام الكاميرون
دخل المنتخب المصري هذه النسخة، بعدما غاب عن ثلاث نهائيات للمرة الأولى في تاريخه، تحت قيادة المدير الفني الأرجنتبني هكتور كوبر، ونجح في عبور الدور الأول بتعادل سلبي وانتصارين، ليصعد أول المجموعة ويحقق فوزًا تاريخيا على المنتخب المغربي للمرة الأولى منذ عام 1971 بهدف محمود كهربا. وفي مباراة نصف النهائي أما بوركينا فاسو انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وتألق عصام الحضري يومها في ضربات الترجيح وعبرت مصر إلى المباراة النهائية.
جمعت المباراة النهائية منتخب مصر مع نظيره الكاميروني في تكرار لنهائي بطولة 2008 في غانا، ونجح المنتخب المصري في خطف هدف التقدم عن طريق محمد النني في الشوط الأول، إلا أن المنتخب الكاميروني نجح في إدراك التعادل بعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني. وقبل نهاية المباراة بدقيقتين نجحت الكاميرون في إحراز هدف الفوز بعدم استلم الكرة داخل منطقة الجزاء ورفعها من فوق المدافع المصري علي جبر قبل أن يسددها في مرمي الحضري الذي وقف متفرجًا ظنًا منه أن الحكم سيحتسب الكرة خطأ لصالح مصر، ليخطف أسود الكاميرون اللقب في الدقائق الأخيرة من المصريين.
مثّل المنتخب المصري يومها: عصام الحضري في حراسة المرمى، أحمد حجازي وعلي جبر قلبي الدفاع، وأحمد المحمدي وأحمد فتحي كظهيري جنب يمينًا ويسارًا، وطارق حامد ومحمد النني في مركز الوسط المدافع، ومحمد صلاح ومحمود تريزيجه جناحين، وعبد الله السعيد صانع ألعاب، وعمرو وردة كمهاجم وحيد.
الجدير بالذكر، أن المنتخب المصري وصل إلى المباراة النهائية وحقق رقمًا قياسيًا “سلبيًا”، فللمرة الأولى يصل منتخب إلى نهائي البطولة ومعدل تهديفه أقل من هدف في المباراة، فخلال المباريات الخمس للمنتخب أحرز 4 أهداف ليكون معدل تهديفه 0.8. كان الأداء الدفاعي هو السمة الأساسية للمنتخب المصري تحت قيادة المدير الفني هكتور كوبر، في حين أن منتخب مصر وصل إلى نهائي البطولة أعوام 2006 و2008 و2010، وقد أحرز 12 و14 و14 هدفًا على الترتيب، مما يبين الطابع الهجومي الذي تميز به المنتخب في فترة قيادة الكابتن حسن شحاتة للإدارة الفنية للمنتخب.
بطولة 2019: الهزيمة من جنوب إفريقيا والخروج المبكر
استضافت مصر النسخة الثانية والثلاثين لكأس الأمم الإفريقية بعدما سحب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) التنظيم من الكاميرون لتأخرها في إتمام المنشآت والملاعب اللازمة لاستضافة الفرق المشاركة، ولأول مرة يزداد عدد الفرق المشاركة إلى 24 فريقا.
نجح المنتخب في تحقيق العلامة الكاملة بعدما فاز في لقاءاته الثلاثة في دوري المجموعات، على كل من زيمبابوي بهدف وحيد لتريزيجيه، وبهدفين دون رد على الكونغو الديمقراطية بهدفي صلاح والمحمدي، وبنفس النتيجة على أوغندا لصلاح والمحمدي أيضًا.
في دور الستة عشر واجه منتخب مصر منتخب جنوب إفريقيا، وطوال 85 دقيقة أخفق المصريون في هز شباك منتخب “الأولاد”، وفي هجمة مرتدة سريعة نجح تيمبينكوسي لورش في إحراز هدف الفوز، لتخرج مصر مبكرًا بعدما عقدت الجماهير المصرية الآمال على لاعبي المنتخب أن ينجحوا في تكرار ما فعله جيل حسن شحاتة عندما فاز بالبطولة بعد أن هزم منتخب ساحل العاج بضربات الجزاء الترجيحية.
رغم إحراز ثلاثة انتصارات في دور المجموعات، إلا المنتخب لم يكن مُقنعًا من الناحية الفنية والتكتيكية، وكان يُتوقع أن يرتفع المستوى في الأدوار التالية، إلا أن مشوار الفراعنة توقف مبكرًا، وخرجت مصر، ورحل المدير الفني المكسيكي خافيير أجييري.
كأس القارات: الخروج على يد أمريكا
بعدما أبهر منتخب “الساجدين” متابعي الكرة في بقاع الأرض عقب الخسارة بصعوبة بالغة من السامبا البرازيلية في الدقائق الأخيرة بنتجة 4-3، ثم الفوز على المنتخب الإيطالي بطل العالم وقتها بهدف أحرزه محمد حمص، وقعت المفاجأة وخسرت مصر أمام أمريكا في المباراة الأخيرة بنتيجة كبيرة 3-0.
هوامش ومصادر
[1] شحاته يغادر منتخب مصر ويطوي صفحة الانتصارات مع الفراعنة، موقع دويتش فيلا باللغة العربية بتاريخ 6 يونيو 2011.
[2] مصر تغيب مجددا عن نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013، موقع فرانس 24 بتاريخ 30 يونيو 2012.