سميرة موسى هي أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة بكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، المعروفة حاليا بجامعة القاهرة، والأولى على الشهادة التوجيهية، وهو ما كان غير مألوفا للفتيات بذلك الوقت، ما دفع الأميرة فوزية لإنشاء مدرسة ثانوية للبنات حملت اسمها ” مدرسة الأميرة فوزية الثانوية للبنات ” وما دفع بعد ذلك مديرة المدرسة السيدة ” نبوية موسى ” وكانت أول ناظرة لمدرسة أن تلحق معمل بالمدرسة لمجرد علمها أن سميرة موسى تفكر بالإنتقال إلى مدرسة بها معمل، كما أعادت سميرة موسى وهي طالبة بالصف الثانوي الأول صياغة كتاب الجبر الحكومي وطباعته على نفقة والدها وتوزيعه على الطلبة بالمجان.
رحلة سميرة موسى العلمية
ولدت سميرة موسى لأب متعلم يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة، ما دفعه للنزول من محافظة الغربية مسقط رأسه للقاهرة من أجل تعليم أبنته سميرة تعليم لائق، ما أهل سميرة للالتحاق بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثم تعيينها معيدة بنفس الجامعة بدعم من أستاذها الدكتور علي مصطفى مشرفة عميد كلية العلوم، ثم حصلت على درجة الماجستير في أطروحتها عن التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على درجة الأستاذية عن موضوع أطروحتها في تأثير الأشعة السينية على المواد المختلفة.
سميرة موسى والطاقة الذرية
انتهت سميرة موسى من أطروحتها لنيل درجة الأستاذية في الطاقة الذرية في عام وخمسة أشهر، لذلك عكفت بالسنة الثانية على أبحاث متصلة توصلت من خلالها إلى معادلة هامة تُمكنها من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، وكانت تأمل أن يكون لمصر مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، لأن أي دولة تتبني فكرة السلام لابد وأن تتحدث من موقف قوة.
سميرة موسى وهيئة الطاقة الذرية
قامت الدكتورة سميرة موسى بتأسيس هيئة الطاقة الذرية المصرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948، حين لفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة، فحرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة، وكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.
نهاية سميرة موسى
رجلت الدكتورة سميرة موسى عن عالمنا بعمر مبكرة في حادث مؤلم تحوم حوله الشكوك حتى الآن، فقد رفضت العمل بالولايات المتحدة وفضلت العودة للعمل بمصر، فجاء مصرعها قبل عودتها بأيام حين تحطمت سيارتها بكاليفورنيا على يد سائق مجهول.