الغالبية العظمى من البشر يعلمون أن الأخوين رايت هم من اخترعوا الطائرة، لكن مع ذلك فإن كرمت البرازيل ألبرتو سانتوس دومون هو الرجل الذي يُنسب إليه الفضل في اختراع الطائرة، وذلك في أولمبياد ريو 2016، فمن هو مخترع الطائرة حقا؟
من هو مخترع الطائرة؟
قام أورفيل وويلبر رايت بأول رحلة طيران في 17 ديسمبر 1903 وذلك في سماء كيتي هوك بولاية نورث كارولينا، وهذا من الناحية التاريخية، يمنحهما الحق في حمل اللقب باعتبارهما مخترعي الطائرة.
أما إذا سألت البرازيليين فسوف يروون لك قصة مختلفة تمامًا، وذلك عن ألبرتو سانتوس دومون، رائد الطيران البرازيلي الذي ولد في 20 يوليو 1873، وأمضى معظم حياته في باريس وكرس نفسه لدراسة علم الطيران وتجريبه.
وقام بتصميم وبناء وطيران بالونات الهواء الساخن والمناطيد قبل أن يبدأ عمله في قيادة الطائرات، وكانت أول طائرته تُسمى 14-bis.
في 23 أكتوبر 1906، حلق سانتوس دومون بطائرته في أول رحلة تعمل بالطاقة في أوروبا ليتم اعتمادها من قِبل نادي أيرو دي فرانس Aro Club de France والاتحاد الدولي للطيران Fédération Aéronautique Internationale (FAI).
وحلقت الطائرة لمسافة 197 قدمًا على ارتفاع نحو 16 قدمًا، وفاز بجائزة Deutsch-Archdeacon لأول رحلة رسميا لمسافة تزيد عن 25 مترا.
ولكن بحلول ذلك الوقت، أي عام 1906، كان الأخوان رايت قد طاروا بالفعل لأكثر من نصف ساعة.
إذًا أين الخلاف؟
أحد نقاط الخلاف بين الفريقين هو أن الأخوين رايت لم يكن لديهما شهود على إنجازاتهما المبكرة؛ لأنه لم يكن حدثًا عامًا، ولهذا السبب، واجهوا مشكلة في إرساء شرعية اختراعهم، خاصة في أوروبا حيث تبنى البعض موقفًا مناهضًا لرايت، وعلى النقيض من ذلك، كانت رحلة سانتوس دومونت أول رحلة عامة في العالم، لذلك تم الترحيب به باعتباره مخترع الطائرة عبر أوروبا، بل إن مؤسس نادي أيرو دي فرانس Aro Club de France إرنست أرشديكون، احتقر علانية مزاعم الأخوين.
تعريف الطائرة
انتقل الخلاف لتعريف الطائرة والسؤال عن ما هي الطائرة ورحلة الطائرة أساسًا؟، وقال هنريك لينز عالم فيزياء، إن الأخوين رايت لم يستوفيا الشروط التي تم وضعها لتمييز الطائرة الحقيقية برحلاتها الحقيقية عن غيرها، أما سانتوس دومون أقلع وفقًا لهذه المعايير وحلق علنًا أمام الخبراء ثم هبط بأمان.
كل الجدال السابق كان يدور حول أحقية لقب من مخترع الطائرة، لكنه لم يكن بين الأخوين رايت وألبرتو سانتوس دومون فقط، بل طالب آخرون أيضًا بحمل هذا اللقب وأراد كل طيار الاعتراف بحقه كمخترع أول طائرة، وهم: كليمنت أدير، غوستاف وايتهيد، ريتشارد بيرس، صاموئيل بييربونت، كارل جاثو.
ومن بين جميع الطيارين الذين زعموا أنهم طاروا قبل الأخوان رايت، كان غوستاف وايتهيد هو الأكثر إثارة للجدل، ولم تؤخذ ادعاءاته على محمل الجد حتى عام 1935، عندما كتب صحفيان مقالًا في مجلة Popular Aviation.
وفي عام 1963، أجرى رائد الاحتياط في القوات الجوية الأمريكية ويليام أودوير بحثًا عن وايتهيد لأنه كان مقتنع بأنه طار بالفعل؛ وساهم بحثه في كتاب ستيلا راندولف عام 1966 تأييد قصة غوستاف وايتهيد.
قد لا نعرف أبدًا من الذي اخترع الطائرة الأولى حقًا، لكن الكثير من الأدلة والإجماع العام تدعم الأخوين رايت، لكن لسوء حظهما، لا يحدث التأكيد على براءة اختراع فور الاختراع خاصة عندما نتحدث عن أحداث تاريخية.
ورغم عدم وجود أدلة قاطعة حتى الآن فإن اختراع الطائرة يظل اختراعًا غير شكل العالم حيث بات الشخص يسافر من بلد إلى بلد آخر في قارة أخرى في ساعات فقط، وبغض النظر عن السفر، فقد تم استغلالها في الحروب أيضًا، حيث يعتبر سلاح الطيران من أهم الأسلحة الحاسمة لأي دولة، وباتت تستخدم لأغراض زراعية أيضًا مثل رش المبيدات الحشرية على المحاصيل والعشرات من الاستخدامات والفوائد الأخرى.