الفصام اضطراب عقلي أو دماغي مزمن وخطير، يمكن أن يكون في حالة نشطة أو في حالة ساكنة، وفي حالة وجوده نشطا فإنه يكون مصحوبا بأعراض خطيرة كالهلاوس والكلام غير المنظم أو المفهوم والتفكير المضطرب والسلوك الذي قد يكون متهورا في كثير من الأحيان.
يعتبر الفصام مرض مزمن حيث يصاحب المريض طوال فترة حياته منذ بدء الإصابة به، لكن توجد بعض العلاجات التي تساهم في تخفيف أعراضه وتجنب حدوث مضاعفات خطيرة منه مع تقليل احتماليات التكرار.
وحاول الكثير من العلماء دراسة أسباب المرض من خلال علوم الوراثة والبحوث السلوكية في بنية الدماغ الطبيعي والدماغ المصاب بالفصام للوقوف وراء المسببات الحقيقية لهذا الاضطراب، وفي هذا المقال نعرض لك أهم أسباب وأعراض مرض الفصام.
الفصام وانفصام الشخصية
انتشرت مفاهيم كثيرة خاطئة حول الفصام، وحاول البعض شرحه للناس على أنه انفصام أو انقسام في الشخصية، بمعنى أن يكون هناك جزء من شخصية المصاب يفعل شيء ما والجزء الأخر يقوم بعكسه تماما، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق، فمريض الفصام لا تنقسم شخصيته عن بعضها البعض، بل إنه يكون مصاب بهلاوس سمعية وبصرية وعدم قدرة على التفكير بشكل متزن.
أعراض الفصام
- الأوهام: التي لا تكون قائمة على أي أساس واقعي، فوجودها يقتصر داخل دماغ المصاب بالفصام فقط.
- الهلاوس: قد تكون هلاوس سمعية أو بصرية، بمعنى سماع أو رؤية أشياء أو أصوات غير موجودة، وهذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعا بين مرضى الفصام.
- التفكير المشوش: مريض الفصام يعاني من التواصل غير الفعال، إذ أن تفكيره غير المتزن والمشوش يؤدي إلى عدم قدرته على الكلام بشكل طبيعي ومنظم.
- السلوك الحركي غير الطبيعي أو غير المتزن.
- لا يتمكن مريض الفصام من التواصل بالعينين.
- لا يستطيع مريض الفصام تغيير تعبيرات وجهه.
- لا يتمكن المريض من التحدث بنغمات مختلفة حسب سياق الحديث، فكل كلامه يكون بنغمة واحدة رتيبة.
- يفقد المريض قدرته على القيام باهتماماته وأنشطته اليومية، ويميل بالتدريج إلى العزلة والانسحاب من التجمعات وتجربة أي شيء جديد حتى لو كان يعلم أنه سيعود عليه بالمتعة.
أعراض الفصام عند المراهقين
تتشابه أعراض الفصام عند المراهقين مع أعراضه عند البالغين أو كبار السن، لكن في حالات المراهقة يصعب التعرف على الفصام وتشخيصه بسهولة بسبب السمات الشخصية المختلفة لدى المراهقين، ومن أهم تلك الأعراض:
- الانخفاض في الأداء المدرسي.
- الانسحاب من الأصدقاء والعائلة.
- مشاكل في النوم.
- اكتئاب شديد.
- الرغبة في تناول المواد المهيجة مثل الماريجوانا ومادة الـ LSD.
- عدم الشعور بوجود أي حافز.
- وعلى عكس البالغين، قد لا تظهر أي علامات هلوسة من أي نوع على المراهقين.
ويجب التنويه أن تلك الأعراض يمكن أن تتشابه مع أي أعراض أخرى لأي أمراض سواء نفسية أو كآثار جانبية لبعض الأدوية، لذا في حالة الاشتباه في تلك الأعراض وفي حالة استمرارها لفترة طويلة، يجب اللجوء إلى الطبيب النفسي المختص.
أسباب الفصام
لم تتمكن الأبحاث من الوصول إلى سبب محدد للفصام، ولكن يمكن أن تكون العوامل الوراثية بالإضافة إلى كيمياء الدماغ والظروف المحيطة بالفرد، بمثابة عوامل تساهم في زيادة فرص الإصابة بالمرض.
عوامل تزيد من فرص الإصابة بمرض الفصام
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالفصام.
- تعاطي العقاقير والأدوية التي تؤثر على كيمياء الدماغ الطبيعية.
- مضاعفات الحمل والولادة مثل التعرض لبعض أنواع السموم والفيروسات التي تؤثر على نمو الدماغ بشكل طبيعي.
مضاعفات الفصام
يمكن أن يؤدي مرض الفصام إلى حدوث مضاعفات خطيرة تتسبب في أضرار كبيرة للفرد ولمن حوله، وتؤثر على كل جوانب حياة الشخص المصاب بالفصام، مثل:
الانتحار سواء كان في شكل محاولات متعددة أو مجرد أفكار انتحارية.
- الاكتئاب.
- تعاطي الكحول أو المخدرات.
- الوسواس القهري.
- اضطرابات القلق.
- العزلة الاجتماعية.
- المشاكل المادية.
- مشاكل صحية.
- السلوك العدواني، ولكنه غير شائع بين جميع مرضى الفصام.