أصبح ارتفاع ضغط الدم أحد أخطر الأمراض الشائعة والمنتشرة بين الكثيرين في العصر الحالي. يُعتبر هذا المرض الأكثر خطورة بعد داء السكري، حيث تشهد الحالات المصابة بضغط الدم المرتفع زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة. يشهد المرض تزايدًا واضحًا وملحوظًا في الإصابة بين الأفراد في مختلف دول العالم.
تُعرَّف حالة ارتفاع ضغط الدم، بشكل بسيط، على أنها زيادة في ضغط الدم في الشرايين، ويُطلق عليه بعض الأطباء المختصين اسم “توتر الشرايين”. عندما يرتفع ضغط الدم بشكل مستمر، يصبح من الصعب على القلب التكيف مع هذا الارتفاع، مما يؤدي إلى حالة خطيرة.
العلاقة بين أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم هي وثيقة وخطيرة. يعتبر بعض أطباء القلب أن أمراض القلب وفرط ضغط الدم هما جانبان لنفس القضية. إذ يتسبب ارتفاع ضغط الدم في الإصابة بأمراض القلب نتيجة عجز القلب عن التكيف مع هذا الارتفاع، مما يؤدي إلى ضعف القلب والقصور القلبي. تشير الإحصائيات الحديثة التي أجرتها منظمات الصحة إلى أن نسبة 40% من مرضى ارتفاع ضغط الدم يتعرضون لأمراض القلب الخطيرة.
لذا، ينبغي على مرضى ارتفاع ضغط الدم مواجهة المرض بحزم لتجنب المضاعفات الخطيرة وحماية القلب من الأضرار الناتجة عن هذا المرض.
1 – بدء نظام غذائي لفقدان الوزن:
تشير الدراسات الحديثة إلى أن العديد من مرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون أساسًا من السمنة أو زيادة في الوزن وارتفاع في نسبة الدهون الضارة والكولسترول في الدم. من هنا، ينبغي على مريض ارتفاع ضغط الدم العمل على تنظيم نظام غذائي صحي لتقليل وزنه ونسبة الدهون الضارة في جسمه. يُفضل أن يحتوي النظام على كمية كبيرة من البروتينات والدهون المفيدة غير المشبعة، مثل تلك الموجودة في بعض أنواع الأسماك وزيت الزيتون. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتضمن النظام الغذائي الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والألياف الطبيعية. يمكن أيضًا الاعتماد على العصائر الطبيعية غير المحلاة وتجنب الأملاح المركزة في الطعام. يُفضل أيضًا التقليل من تناول الكربوهيدرات، خاصة الحبوب والأرز، مع الحفاظ على التوازن في استهلاك النشويات.
2 – ممارسة الرياضة:
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية أحد العوامل الرئيسية لفقدان الوزن وتقليل الدهون الضارة لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم. تلعب الرياضة دورًا حاسمًا في حماية القلب وتعزيز قدرة الجسم على حرق الدهون الضارة. يساعد اعتماد نمط حياة رياضي على منع اكتساب وزن زائد في المستقبل، حيث تعزز العضلات الجديدة في الجسم عملية حرق الدهون. بعد فقدان الوزن، يُشدد على أهمية المحافظة على الوزن الجديد ونسبة الدهون المنخفضة في الدم لتجنب المضاعفات المحتملة نتيجة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.