نجيب الريحاني وأبرز المحطات الفنية في حياته
نجيب الريحاني وأبرز المحطات الفنية في حياته

نجيب الريحاني هو ممثل مصري من أصل عراقي من مواليد 21 يناير عام 1889 وتوفي في 8 يونيو عام 1949. وُلد في حي باب الشعرية وكان والده يشتغل بتجارة الخيل وتزوج من والدته التي كانت مسيحية. واشتهر بتقديم فكاهة مختلفة عن أي كوميديا أخرى كانت تقدم في ذلك الوقت فاستطاع أن يحفر اسمه في تاريخ الفن حتى الآن. في هذا المقال نعرض لك نبذة عن حياة الريحاني وأبرز المحطات التي مر بها وأهم أفلامه ومسرحياته.

نجيب الريحاني وبداية مشواره الفني

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني في مشهد من أحد أفلامه

التحق نجيب الريحاني في صغره بمدرسة الفرير الفرنسية، وبدأ يشعر بحبه للتمثيل منذ سن مبكرة فكان يشترك في المسرح المدرسي باستمرار، ولم تقتصر موهبته على حب التمثيل والمسرح فقط، بل كان محبًا للشعر بشدة وخصوصًا شعر المتنبي وأبي العلاء المعري واشتهر في المدرسة بقدرته الباهرة على إلقاء الشعر، كما عُرف بثقافته حيث كان يقضي عدد طويل من الساعات في المكتبة يقرأ الأدب الفرنسي وعشق موليير وفيكتور هوجو الذان يعتبران من رواد المسرح الفرنسي، وبالتالي كان يجيد اللغتين العربية والفرنسية إجادة تامة. توفي والده وهو في سن السادسة عشر فلم يتمكن من استكمال تعليمه، على الرغم من كون والده ميسور الحال إلا أنه كتب كل ما يملك إلى ابنة أخته التي كانت يتيمة، وبالتالي اضطر نجيب الريحاني للعمل حتى يتمكن من رعاية إخوته ووالدته فاشتغل في أحد مصانع السكر في الصعيد.

المشوار الفني لنجيب الريحاني وفريقه المسرحي

بدأ المشوار الفني عندما فكر في تأسيس فرقة مسرحية بالتعاون من صديقه بديع خيري الذي كان يعتبره الريحاني بمثابة أخ له وظلا قريبين هكذا حتى الوفاة، ونظرًا لتمكنه من اللغة الفرنسية فكانا يترجمان مسرحيات فرنسية إلى اللغة العربية ويتم عرضها على مسارح مختلفة في مصر، ولكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن اكتسب خبرة فنية جيدة إلى حدٍ ما بسبب عمله في أكثر من فرقة، وقدّم شخصية “كشكش بيه” التي اشتهر بها والتي كانت سببًا في نجاحه. استطاع أن يتعاون مع خواجة يوناني كان يملك مقهى فاشتراه منه وحوله إلى مسرح كان يعرف باسم “مسرح الإجيبسيانية” والذي سيعرف فيما بعد باسم مسرح نجيب الريحاني، وكان بمثابة انطلاقة حقيقية للريحاني حيث إن مسرحياته لم تنل شهرة داخل مصر فقط، بل أنه كان يسافر في عروض مسرحية في الجزائر ولبنان وتونس.

الريحاني كاتبًا

لم تقف موهبة الريحاني عند مرحلة التمثيل والإخراج المسرحي فقط، بل أنه كان يكتب ويؤلف العديد من الأعمال التي استطاعت أن تكون خالدة في تاريخ السينما والمسرح المصري، مثل أفلامه “غزل البنات” و “سلامة في خير” و “أبو حلموس” و “لعبة الست” والتي شارك في كتابتها جميعًا. كما قدّم العديد من المسرحيات كمؤلفًا وبعضها تم عرضه بعد وفاته مثل مسرحية “السكرتير الفني” بطولة فؤاد المهندس وشويكار والتي عرضت عام 1968 وكانت من إخراج الفنان عبد المنعم مدبولي، وكذلك مسرحية “30 يوم في السجن” والتي تحولت إلى فيلم سينيمائي كان من بطولة فريد شوفي وأبو بكر عزت ومديحة كامل ومن إخراج نيازي مصطفى.

حياة الريحاني الشخصية

نجيب الريحاني
حفل زفاف نجيب الريحاتي وبديعة مصابني

تزوج نجيب الريحاني من الفنانة بديعة المصابني عام 1924 والتي عرفها أثناء أحد العروض المسرحية التي كان يقوم بها في لبنان، واشتهرا بالعمل معًا كثنائي وحققا نجاحا كبيرا ولكنهما لم يتمكنا من الاستمرار في الزواج وانفصلا، واختلفت الأقاويل حول أسباب انفصالهما، فالبعض يشير إلى حب بديعة الشديد له وغيرتها عليه بشكل هستيري، والبعض الآخر يشير إلى عدم قدرة بديعة على التوفيق بين الزواج والعمل الفني فاختارت أن تكمل طريقها الفني، وبعد طلاقه منها بفترة تزوج من سيدة ألمانية الجنسية هي “لوسي دي فرناي” والتي أنجب منها ابنته الوحيدة.

أفلام نجيب الريحاني

نجيب الريحاني
مشهد من فيلم سلامة في خير لنجيب الريحاني

قدّم الفنان نجيب الريحاني 9 أفلام سينمائية طوال مشواره الفني، وجاءت فكرة أول أفلامه حينما حققت شخصية كشكش بيه نجاح واسع المدى فعرض عليه الفنان استيفان روستي تحويلها إلى عمل سينيمائي، ومن هنا تم العمل على فيلم “صاحب السعادة كشكش بيه”، والذي تم عرضه عام 1931، ونتيجة للنجاح الذي حققه الفيلم أيضًا كرر الريحاني التجربة في فيلم آخر لكشكش بيه أيضًا وهو “حوادث كشكش بيه” والذي شاركه في تأليفه صديقه بديع خيري وتم عرضه عام 1934. وتوالت الأعمال السينيمائية بعد ذلك والتي حققت نجاحا باهرا حتى يومنا هذا مثل فيلم “أبو حلموس” و “سلامة في خير” و “سي عمر”، وفيلمه مع تحية كاريوكا “لعبة الست” الذي نجح بشكل مميز حينها، وفيلمه الأخير “غزل البنات” والذي لم يراه حيث توفي وتم عرض الفيلم بعد وفاته.

مسرحيات نجيب الريحاني

قدّم نجيب الريحاني للمسرح 33 عملا بالاشتراك مع صديقه بديع خيري، ومن أشهر ما قدّمه والتي كانت سببًا في شهرته مسرحية “ريا وسكينة” التي تم عرضها عام 1921، ثم قدّم مسرحية الجنيه المصري عام 1931، والدنيا لما تضحك عام 1934، وحكم قراقوش عام 1936، والعديد من المسرحيات الأخرى مثل الدلوعة والستات مبيعرفوش يكدبوا وقسمتي ولو كنت حليوة وكشكش بيك في باريس وحسن ومرقص وكوهين.

وفاة نجيب الريحاني

توفي نجيب الريحاني في 9 يونيو عام 1949 إثر إصابته بمرض التيفويد الذي أثر على رئتيه وقلبه وأدى إلى تدهور صحته بشكل كبير، ولكن انتشرت بعض الأقاويل حينها أنه مات بسبب خطأ طبي حيث تم حقنه بجرعة زائدة من البنسيلين لمعالجته من التيفويد وتلك الجرعة الزائدة هي التي تسببت في وفاته، وكان الريحاني يصور آخر مشاهده في فيلم “غزل البنات” بطولة ليلى مراد وأنور وجدي، والذي كان من تأليفه ومن إخراج وجدي وتم عرضه بعد وفاته، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا حيث تم تصنيفه في أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وحصل على المركز التاسع في تلك القائمة.