ولد الفنان صلاح منصور في مدينة شبين القناطر في 17 مارس عام 1923 وتوفي في 19 يناير عام 1979 في مستشفى العجوزة إثر إصابته بالسرطان، وعانت أسرته من فقر شديد بعد وفاته حتى تقدمت زوجته بطلب لصرف معاش استثنائي له للرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي وافق على الفور تقديرًا لمكانة الفنان الراحل، ولأنه أيضًا كان يتبرع باستمرار للجيش المصري بهدف المساعدة في تسليحه. ومن خلال هذا المقال ستتعرف على معلومات لم تكن تعرفها من قبل عن الفنان صلاح منصور.

 

صلاح منصور وبداية المشوار الفني

صلاح منصور
صلاح منصور في أحد مشاهد أفلامه

عشق صلاح التمثيل والفن منذ صغره وكان يشترك باستمرار في فرقة المسرح أثناء دراسته، ثم التحق بمعهد التمثيل وتخرج فيه عام 1947، وعمل محررًا فترة في جريدة روز اليوسف ونجح في إجراء حوار مع الفنانة أسمهان التي كانت حينها من أشهر مطربات العالم العربي، إلا أنه لم يحب الصحافة وهيمن حب التمثيل عليه فقرر ترك الصحافة والاتجاه لممارسة الفن رسميًا.

 

اشترك في مسرح زكي طليمات وتعاون مع بعض زملائه لتكوين فرقة مسرحية تسمى “المسرح الحر” والتي بدأت عملها عام 1654، ومن ثم بدأ الظهور في بعض المسرحيات مثل “زقاق المدق” و “يا طالع الشجرة”. ولم تقتصر علاقته بالمسرح على التمثيل فقط، بل عمل كمخرج لبعض المسرحيات مثل “بين قلبين” و “عبد السلام أفندي”.

 

ظل يعمل ككومبارس في العديد من الأفلام واستمر على هذه الحال فترة طويلة، ثم بدأ يشتهر بقدرته البارعة على تقديم أدوار الشر والتي ساهمت في انطلاقه فنيًا، ومن أبرز الأدوار التي حفرت اسمه في التاريخ دور “العمدة عتمان” في فيلم “الزوجة الثانية” أمام الفنانتين سعاد حسني، وسناء جميل.

 

صلاح منصور وتجسيد أدوار لأبرز الأدباء

افلام صلاح منصور
بوسترات بعض الأفلام التي شارك بها صلاح منصور

قدم الفنان صلاح منصور أدوارًا في أعمال سنيمائية خالدة كتبها أبرز أدباء مصر، مثل دور “سلمان البقال” في فيلم “بداية ونهاية” المأخوذ عن رواية الأديب نجيب محفوظ، والذي تم عرضه عام 1960 بطولة عمر الشريف وفريد شوقي وسناء جميل، وإخراج صلاح أبو سيف.

 

كما قام بدور مميز في فيلم “البوسطجي” للأديب يحيى حقي، حيث قدّم دور والد جميلة التي كانت على علاقة بشاب ورفض والدها هذه العلاقة حتى قتلها اعتقادًا منه أنه ينتقم بذلك لشرفه. تم عرض الفيلم عام 1968 وكان من بطولة الفنان شكري سرحان. شارك منصور أيضًا بدور “عبد العظيم” في فيلم “شيء في صدري” للكاتب إحسان عبد القدوس والذي عرض عام 1971 وقام ببطولته الفنان رشدي أباظة وكان من إخراج كمال الشيخ.

 

حياة صلاح منصور الشخصية

كان منصور متزوجا ولديه ولدين، أحدهما مريضا منذ صغره بضمور في الأعضاء وتقدم الفنان بطلب إلى الحكومة لمعرفة ما إن كان هناك إمكانية لعلاجه على نفقة الدولة وتم الموافقة على الطلب لمدة 3 شهور فقط، وكان يسافر مع ابنه إلى لندن لتلقي العلاج، وفي إحدى المرات التقى هناك بالرئيس الراحل محمد أنور السادات وطلب منه مرة أخرى أن يتم علاج ابنه على نفقة الدولة، ووافق السادات على ذلك ولكن بعد تلك الموافقة بفترة توفي ابنه إثر عملية جراحية كان يخضع لها في لندن، وتعرض الفنان لصدمة عصبية نتيجة لفقدان ابنه وأثرت على صحته سلبًا حتى أصيب بـ سرطان في الرئة والذي توفي بسببه فيما بعد.

 

أما ابن الثاني لصلاح منصور شارك في حرب أكتوبر عام 1973 واستشهد في الحرب، وعند سماع الفنان بخبر استشهاد ابنه وزع حلويات على المارة في الشارع، وكان يتبرع بمعاش ابنه والمكافأة التي تصدر له من أجل تسليح الجيش المصري.